تدخل البرازيل مباراتها مع المنتخب الهولندي الليلة، بحثاً عن جائزة ترضية لجماهيرها الغاضبة على ضياع حلم الكأس العالمية، حيث تواجه هولندا لتحديد هوية صاحب المركز الثالث، وكأن المباراة جاءت ناقوساً يدق الذكرى التي مرت على منتخب السيلساو، وهو الذي قدم للعالم نجوماً بثقل بيليه وروماريو وببيتو ورونالدو ورونالدينيو وريفالدو وغيرهم الكثير.
شتان ما بين أساطير الماضي أو نجوم مونديال (1994) او (2002) وبين اللاعبين اللذين مثلوا المنتخب البرازيلي في العام (2014) فالفارق بات شاسعاً للغاية والتاريخ يدون بلا رحمة، إن البرازيل تلقت أكبر هزيمة لها في المونديال على يد المنتخب الألماني (7-1)، وهي النتيجة التي صدمت العالم والشعب البرازيلي بأسره، لكنها ربما لم تكن لتصدم النقاد والفنيين الذي توقعوا سقوطاً مدوياً للسامبا نظير الأخطاء التكتيكية والمستوى الهزيل الذي ظهر عليه المنتخب البرازيلي في موندياله الحالي.
وداعا لأيام روماريو ورونالدو
من ينسى ذلك الجيل الذي أحرز كأس العالم الرابعة للبرازيل، فقد اتحف العالم بفنياته العالية وقدرته على تسجيل الأهداف المميزة، فرفع الكأس الذهبية بجدارة واستحقاق بعد الفوز على إيطاليا بركلات الترجيح في المباراة النهائية لمونديال 1994 في الولايات المتحدة.
نجحت البرازيل في التتويج بلقب غائب منذ فترة، بفضل الثنائي ببيتو وروماريو وكوكبة نجوم أمثال الحارس تافاريل وجورجينيو والقائد دونجا وزينهو وكافو وليوناردو وجيلمار، لا بل بالإضافة لتتويجه باللقب، نال المنتخب البرازيلي جائزة " امتع فريق في البطولة".
وكاد الجيل المتألق للبرازيل أن يتواصل ويظفر بكأس العالم 1998 حيث نجحت البرازيل في الوصول للنهائي لكنها خسرت أمام فرنسا (1-3)، ومع ذلك فقد صفق الجميع للسيلساو نظير ادائه اللافت بقيادة رونالدو الهداف التاريخي، والذي انضم إليه روبرتو كارلوس وريفالدو وعدد من النجوم، لكن مونديال آسيا 2002 في كوريا واليابان شهد تتويج العريس البرازيلي باللقب الخامس في تاريخهم بفضل الهداف رونالدو "الظاهرة" وزملائه كاكا ورونالدينيو وريفالدو ودينيلسون، حيث فازت البرازيل على ألمانيا (2-0) بقيادة سكولاري المدرب الحالي للسامبا اليوم.
جيل مخيب للآمال بقيادة فريد!
باتت تشكيلة البرازيل الحالية تعصف بإنجازات الأساطير، خلال المونديال الذي استضافته على أرضها من أجل استعادة شيء من التاريخ المفقود والحزين، حين خسرت البرازيل أمام الأوروجواي في مباراة نهائية لم تنساها البرازيل بأسرها، لكن ما حدث كان العكس تماماً، حيث اتسع نطاق الجرح أكثر فأكثر!
قدم المنتخب البرازيلي أداءً مخيباً للآمال في المونديال، فمن كان يتخيل أن تسقط البرازيل في النهاية بسباعية تاريخية أمام المانيا ويتحطم حلمها، بل لم تقدم السامبا أيّ متعة أو إضافة، على النقيض من أغلب المونديالات العالمية التي قدمت فيها البرازيل وجهاً مشرقاً للغاية.
شتان ما بين نجوم كأس العالم البرازيلية وبين لاعبي اليوم، فكيف لك أن تقارن مارسيلو بروبرتو كارلوس وويليان بالنجم ريفالدو وديفيد لويز بنظيره كافو أم هل يعقل أن تقارن نجم أسطوري وظاهرة كروية بحجم رونالدو بنظيره فريد الذي فشل في التسجيل وحتى وضع لمسة واحدة فقط للبرازيل وحتى نيمار الذي أصيب، لم يقدم شيئاً ليخلد في كتاب البرازيل التاريخي!
يدرك النقاد والمتابعون أن عصر البرازيل انتهى، بتواجد هؤلاء اللاعبين الذين أساؤوا لنجوم السامبا التاريخيين، وإن الفريق عليه الرحيل وتجديد دمائه حتى لا يضيع المنتخب الذي قدم كرة قدم مختلفة للعالم.