لا يبدو هذا الاسم جاذباً. وهذا أيضاً. لكن الوقت لم يعد لصالح الأهل. وهذه اللائحة الطويلة من الأسماء التي أعدّوها تبدو مربكة. الخيارات الكثيرة قد تجعلهم أكثر ضياعاً، وحتى آراء المقرّبين.
اختيار اسم للمولود الجديد ليس سهلاً دائماً. أمور كثيرة تشغل بال الأهل. هل يبدو جميلاً؟ هل ستحبّه العائلة؟ وهل هو معروف مثلاً؟ تكتب أستاذة علم النفس في جامعة كاليفورنيا، جيان توينج، في مجلة "سايكولوجي توداي"، إن إحدى المجموعات على الإنترنت، والتي ضمّت نساء على مشارف الولادة، أشرن بغالبيّتهن إلى عزمهن على اختيار أسماء مميزة لأن "الاختلاف جيّد"، أو لأنهن يرغبن في "إبراز أطفالهن"، فيما أكدت أخريات على تجنّب الأسماء الشعبية. وتقول إحداهن: "لا أريد أن يكون طفلي واحداً من بين ثلاثة أطفال يحملون الاسم نفسه في الصف".
ربّما لا حاجة لأن يشغل هذا الأمر بال الأهل. تقول جيان إنه في عام 2010، أعدت دراسة ومجموعة من الباحثين، ولاحظوا أن اختيار الأسماء الشائعة انخفض بنسبة كبيرة بين عامي 1950 و2007، وذلك بحسب قاعدة بيانات إدارة الضمان الاجتماعي في الولايات المتحدة. وتبين أنه في الخمسينيات، كان واحدٌ من كلّ أربعة فتيان على الأقل يحملون أحد أكثر الأسماء الشعبيّة العشرة. وفي عام 2007، انخفضت النسبة إلى 10 في المائة فقط، وصار الأهالي أكثر بحثاً عن التميّز. وكان هذا دليلاً على أن الثقافة الأميركية تتجه نحو الفردية، مع التركيز بدرجة أقل على القواعد الاجتماعية.
إلى ذلك، يجب عدم نسيان أن الأهل اليوم هم جيل "الألفية". هؤلاء متّهمون بالأنانية. إلّا أن هذا ليس صحيحاً. هم يرون أنفسهم أكثر إيجابية، ومناصرون للمساواة الجندرية والعرقية، وفي الوقت نفسه، أقل اهتماماً أو تعاطفاً مع الآخرين.
هؤلاء نشأوا على مبدأ أنّ الوقوف خارجاً أفضل من السعي إلى الاندماج ضمن مجموعة أو مكان معيّن. وعلموا أنه لا يجب الاكتراث لما يُقال عنهم. حتى اليوم، ما زالوا يبحثون عن التميّز. لذلك، يختارون لأطفالهم أسماء فريدة، لا بد وأن تلفت أنظار الآخرين.
على مدى العقود القليلة الماضية، كان الآباء يقرّرون جماعياً عدم اختيار أسماء شائعة لأطفالهم. كيف يمكن لهذا أن يحدث؟ يبدو الأمر غريباً، وقد باتت النزعة إلى الفردية أكثر وضوحاً. ربّما سيكون الأهل على يقين بأن المدرّس أو المدرّسة لن يعانوا بسبب تشابه الأسماء. لكن ربّما يعاني الأطفال من مشكلة أخرى. لن يتمكّنوا من لفظ أسمائهم بسهولة. لكن بالنسبة للأهل، هذا عادي ويمكن تجاوزه. الأهم من كلّ ذلك، أن تكون أسماؤهم مميزة، ويسألهم آخرون عن معناه وسبب اختياره.
(العربي الجديد)