الانفصال المشروع والانفصال الممنوع

الانفصال المشروع والانفصال الممنوع

04 أكتوبر 2017
+ الخط -
أطلت علينا إسبانيا (ولا تزال) بموقفها الواضح من قضية الصحراء المغربية. وهو موقف أقرب إلى الوضوح في السر ومراكز القرار، أقرب إلى "التقية" الدبلوماسية في العلن والتصريحات الرسمية.
الموقف الإسباني مع انفصال الصحراء عن المملكة المغربية، أيّ في صف أطروحة جبهة البوليساريو، لأسباب تاريخية واقتصادية وجيوسياسية.. لا تهمنا الأسباب والدوافع التي أدّت بها إلى اعتناق هذا التحيّز، فقد تعدّدت الأسباب والنتيجة واحدة، خلاصتها أنّ الانفصال حق مشروع للشعب الصحراوي، كما يحلو لبعضهم تسميته، ونسطر هنا على كلمة "مشروع" المشتقة من مشروعية (مصطلح قانوني)، وكلها هنا في صف البوليساريو حسب التصوّر الإسباني. جميل!
اليوم، تطل علينا إسبانيا الديمقراطية، المتقدّمة، الحضارية، الحريصة على حقوق الإنسان، الغيورة على حق الشعوب في تقرير المصير.. إسبانيا النابذة للاستعمار، الداعية إلى الانفصال المشروع، تطلّ علينا بصور أقرب إلى العنف والهمجية تجاه مواطنيها، لا لشيء إلا لحلمهم بالانفصال الذي كانت تراه مشروعاً، صور وفيديوهات توّثق لعنف وضرب وسحل.. لا لشيء إلا لمباشرتهم عملية الاستفتاء بشأن انفصال الإقليم عن المملكة، ذاك الاستفتاء الذي طالما شنّفت مسامع المغرب بأنّه أمر شرعي وقانوني، وحق من حقوق الإنسان يمكن إدراجه ضمن الحق في تقرير المصير.
السؤال في هذا السياق: لماذا تعتقد إسبانيا أنّ الاستفتاء حول الانفصال تعبير عن حق تقرير المصير، وخطوة حضارية من حق البوليساريو الاستفادة منه، وفي الآن نفسه، سلّطت الشرطة على المواطنين، وأطلقت الرصاص المطاطي وصادرت صناديق الاقتراع وأخلت جميع مراكز الاستفتاء بالقوة؟
أليس هذا تناقضا صارخا؟ أم أنّ انفصال صحراء المغرب مشروع وانفصال كاتالونيا ممنوع قطعا؟ صادرت إسبانيا الصناديق ومعها صادرت حق الكتالانيين في التعبير، وكذلك صاردت شرعية الحديث أو التدخل في السيادة المغربية مستقبلاً.

41C0FB00-221D-4185-B3D0-EAC995043450
41C0FB00-221D-4185-B3D0-EAC995043450
عماد الورياشي (المغرب)
عماد الورياشي (المغرب)