الانتخابات التركية في الخارج: جالية ألمانيا اللاعب الأقوى

الانتخابات التركية في الخارج: جالية ألمانيا اللاعب الأقوى

28 مايو 2015
عدد الناخبين الأتراك بألمانيا نحو 1,4 مليون ناخب (الأناضول)
+ الخط -

تؤدي الجالية التركية في ألمانيا دوراً محورياً في الانتخابات البرلمانية التركية، وخصوصاً أن عدد أفرادها يشكّل نصف عدد المقيمين في الخارج، إذ يُقدّر عدد الناخبين الأتراك في ألمانيا بـ1,4 مليون ناخب. وتشير الأرقام إلى أن ألمانيا تُعتبر رابع أكبر دائرة انتخابية بعد العاصمة أنقرة ومدينتي اسطنبول وأزمير.

وفي ظل احتدام المعركة الانتخابية التركية، من المرجّح أن تؤثر نتائج التصويت في الخارج بشكل حاسم على النتائج العامة للانتخابات، على وقع الجدل الحاصل حول العديد من الموضوعات، منها المتعلق بالحريات العامة وما شهدته البلاد أخيراً من خضات سياسية واقتصادية، كالهبوط الحاد للعملة التركية، وهو ما تحاول المعارضة التركيز عليه من أجل استقطاب الناخبين وشد عصبهم، آملة في أن تشكل نتيجة الانتخابات منعطفاً حقيقياً في المرحلة المقبلة.

وتُمثّل الكتلة الناخبة التركية في ألمانيا بشكل أساسي الأكثرية المحافظة التي تميل إلى التديّن والتمسّك بالقيم الدينية، وما يعزز هذا الأمر الوجود الكبير للجمعيات الدينية المنتشرة في مختلف المناطق، إضافة إلى وجود أكثر من 325 مسجداً على كافة الأراضي الألمانية، وهي تؤدي دوراً أساسياً بطريقة أو بأخرى في التأثير على الناخبين، وحثّهم على المشاركة الكثيفة في الانتخابات.

وتُعتبر المبادئ العامة لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم الأكثر تعبيراً عن تطلعات الناخبين الأتراك في ألمانيا، كما أن كوادر الحزب في ألمانيا من الأنشط بين الأحزاب الموجودة نظراً لتواصلهم الدائم مع القيادات وأعضاء البرلمان في تركيا. ويعمل هؤلاء على التقرّب من أكراد تركيا المتدينين لاستمالة أصواتهم، مع التركيز على موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجاههم، ولا سيما الموقف الإيجابي الذي اتخذه من القومية الكردية، فضلاً عن العمل على تحسين علاقاته بأكراد العراق، إضافة إلى أن الحكومة التركية كانت قد أعطت الأكراد الحق بتعليم لغتهم الكردية واعتمادها في مراكز البلديات جنوب شرق البلاد، حيث تتواجد أكثرية كردية، بعدما كانت تُعتبر تهديداً للقومية التركية.

اقرأ أيضاً: الانتخابات التركية في الخارج: حزبا أردوغان والقوميون الأكراد بالصدارة

لكن في المقابل، يرى الناشط الكردي سليمان قنات، أن لهذه الانتخابات بُعداً آخر، على اعتبار أن المرشحين الأكراد يخوضون الانتخابات هذه المرة ككتلة حزبية واحدة تحت لواء حزب "الشعوب الديمقراطي"، الجناح السياسي لـ"حزب العمال الكردستاني"، وليس كمستقلين كما في السابق، واصفاً أردوغان بـ"الرجل الصلب والمحنك وأكثر من يجيد المراوغة".

ويعتبر أن الأكراد بغالبيتهم يميلون إلى الفكر اليساري، وهذا ما يجعلهم في مكان آخر عن التوجّهات المحافظة لحزب "العدالة والتنمية"، مشيراً إلى أن الصوت الكردي سيُشكّل قيمة مضافة في هذه الانتخابات، وخصوصاً أن للجالية الكردية حضوراً كبيراً في ألمانيا.

ويأمل أن يحصد حزب "الشعوب الديمقراطي" أكثر من 10 في المائة من أصوات الناخبين، من أجل الدخول إلى البرلمان ومقارعة "العدالة والتنمية" الذي يحظى بأكثرية شعبية، بعدما كان أردوغان نفسه قد حقق في الانتخابات الرئاسية التي جرت الصيف الماضي، ما نسبته 62.2 في المائة من أصوات الخارج. والحصول على هذه النسبة (10 في المائة) سيمهّد الطريق للمشاركة في حكومة ائتلافية وفق الناشط قنات، "وبالتالي المساهمة في اقتراحات القوانين وتحصيل حقوقنا المهدورة منذ زمن وتحقيق المزيد من الإصلاحات بعدما تفلتت الحكومة التركية من الكثير من التعهدات، وقد تكون بداية البحث في حل عادل للقضية الكردية من دون أن ننسى ما حققته الأحزاب الكردية في سورية والعراق في هذا المضمار".

وتشير الأرقام إلى أن عدد المقترعين في الخارج تجاوز 15.7 في المائة بعد مرور أسبوعين على بدء العملية الانتخابية، وكان القنصل التركي العام في برلين أحمد باشار شن، توقّع بعد انقضاء أسبوع على فتح صناديق الاقتراع أن يكون عدد الناخبين قد تخطى الـ90 الفاً، ومن المرجح أن تشهد الأيام الأخيرة على العملية الانتخابية، والمستمرة حتى 31 يونيو/حزيران المقبل زخماً أكبر، وخصوصاً أنه سُمح للناخبين في هذه الدورة وبقرار من لجنة الانتخابات العليا، التوجّه إلى مراكز الاقتراع من دون حجز موعد مسبق.

وكان أردوغان قد زار مدينة كالسروه الألمانية في العاشر من شهر مايو/أيار الحالي، حيث كان في استقباله عدد من مناصري حزب "العدالة والتنمية". وفي كلمة له هناك، شدد على أهمية أصوات الناخبين في الخارج، وخاطب المحتشدين بالقول: "لا يمكن لأحد في العالم أن يعرض عن سماعكم عندما تنتخبون"، مضيفاً: "يجب أن تكون لدينا بعد الانتخابات طريقة للحكم دائمة وقوية، وهذا سبب قولنا إننا بحاجة إلى رئاسة تنفيذية ودستورية جديدة".

يُذكر أنه يشارك في الانتخابات البرلمانية التركية نحو ثلاثين حزباً، أبرزهم حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، وحزب "الشعب الجمهوري" المعارض، وحزب الحركة القومية المعارضة، وحزب "الشعوب الديمقراطي" المعارض.

وفي ألمانيا بإمكان الناخبين التوجّه إلى 13 ممثلية في عدد من المدن الألمانية، منها برلين وشتوتغارت وهامبورغ وكولن وميونخ وفرانكفورت.

اقرأ أيضاً: تبادل الاتهامات والوعود سلاح الأحزاب التركية في الحملات الانتخابية