الانتخابات الأميركية: كلينتون تحتوي "قنبلة كومي" بهجوم مضاد

الانتخابات الأميركية: كلينتون تحتوي "قنبلة كومي" بهجوم مضاد

01 نوفمبر 2016
كلينتون تواصل تقدمها على ترامب (تيموثي كلاري/فرانس برس)
+ الخط -

نجحت مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية، هيلاري كلينتون، في احتواء مفاجأة مدير مكتب التحقيقات الفدرالي، جيمس كومي، التي وصفها منافسها الجمهوري، دونالد ترامب، بـ"القنبلة"، والمتمثلة بقرار إعادة التحقيقات بقضية استخدام كلينتون بريدها الإلكتروني الخاص خلال عملها في وزارة الخارجية.

وتمثل نجاح كلينتون هذا في شنّ هجوم مضاد على مكتب التحقيقات الفدرالية، متهمة إياه بمحاولة التأثير على أصوات الناخبين.

وفيما أصرّ كومي على موقفه، حاول الرئيس باراك أوباما اتخاذ موقف محايد، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض إن أوباما يرفض انتقاد أو تأييد موقف مدير "أف بي آي".

وتحوّل السجال الانتخابي قبل أسبوع من يوم الاقتراع إلى مناقشة الموقف الأخلاقي والقانوني لمدير مكتب التحقيقات الفدرالي، وما إذا كان قد خرق القوانين الأميركية، وغلب انتماءه الحزبي، من خلال رسالة إبلاغ الكونغرس، قبل عشرة أيام من الانتخابات الرئاسية، بقرار إعادة التحقيقات بقضية استخدام كلينتون بريدها الإلكتروني الخاص خلال ترؤسها وزارة الخارجية.

كما جددت المرشحة الديمقراطية اتهامها لمدير "أف بي آي" بمحاولة التأثير في اتجاه تصويت الناخبين الأميركيين في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني، ومطالبته بنشر الإيميلات الجديدة.

وقالت إن التحقيق في إيميلات مساعدتها حمى عابدين ستصل إلى النتيجة نفسها التي وصلت إليها التحقيقات السابقة، بعدم وجود أي دليل على أنها خرقت القوانين الأميركية أو عرضت الأمن القومي للخطر، من خلال استخدام بريدها الإلكتروني الخاص في نقل مراسلات رسمية قد تتضمن معلومات مصنفة سرية.


واتهم متحدث باسم حملة كلينتون كومي، في بيان، بـ"اعتماد معايير مزدوجة إزاء كل من المرشحين الديمقراطي والجمهوري"، مذكرا بموقفه الرافض لتوجيه اتهامات رسمية لروسيا بالوقوف وراء عملية القرصنة الإلكترونية التي تعرض لها الحزب الديمقراطي، حرصا على عدم التأثير في السجال الانتخابي.

وقال البيان إن كومي اعتبر أن "توجيه الاتهامات ضد موسكو سيستخدم انتخابيا ضد المرشح الجمهوري".

ورفض مدير "أف بي آي" إعلان أية تفاصيل إضافية عن آلاف الإيميلات التي عثر عليها المحققون في جهاز حاسوب محمول تستخدمه عابدين وزوجها السابق، أنتوني وينير، الملاحق في قضية تحرش بفتيات قاصرات عبر الإنترنت.

وقال بيان لمكتب كومي إنه لن يعلن أي معلومات جديدة قبل اكتمال التحقيقات المتوقع أن تستغرق أسابيع، وربما أشهرا، بسبب وجود مئات آلاف الإيميلات في بريد وينير، وإن المحققين بدأوا عملية فرزها ببرامج تكنولوجية حديثة لتسريع عملية التدقيق في محتواها، وما إذا كانت تتضمن معلومات رسمية مصنفة سرية.

ولاقى موقف جيمس كومي تأييداً كبيراً من دونالد ترامب، ووصف قرار إعادة التحقيق بالقضية بأنه "ثورة داخل (أف بي آي)".

ويحاول المرشح الجمهوري انتهاز الفرصة في محاولة قد تكون الأخيرة لإعادة بعض الأمل له في الفوز بالانتخابات، محذراً من أزمة دستورية في الولايات المتحدة في حال فازت كلينتون بانتخابات 2016.

وتغلب "لغة التأر" من كلينتون والسخرية الحادة من وينير وعابدين على خطاب ترامب في تناوله تحقيق "أف بي آي"، حيث ذكر، في خطاب له أمس، أنه لم يتخيل أن يصادف اليوم الذي يوجه فيه الشكر لوينير الذي خسر مقعده في مجلس النواب الأميركي وحملته الانتخابية لرئاسة بلدية نيويورك، بسبب قضايا تحرش جنسي بفتيات قاصرات.

إلى ذلك، كشف ترامب، بعيدا عن منصة الخطابة وبشكل غير رسمي، عن مخاوفه من الهزيمة، وأسفه على خسارة ملايين الدولارات والجهد الشخصي المتواصل في مقابل معركة أصبحت شبه محسومة لصالح كلينتون.

وما زالت المؤشرات الانتخابية واستطلاعات الرأي العام، التي تنشرها وسائل الإعلام الأميركية، تظهر تقدم المرشحة الديمقراطية بنحو خمس نقاط على المستوى الوطني، كما تؤكد نتائج عمليات الاقتراع المبكر، التي تشهدها 38 ولاية أميركية، تقدم كلينتون، وإن كانت حملة ترامب تشكك في نزاهة استطلاعات الرأي وموضوعية الأخبار التي تنقلها وسائل إعلام منحازة لصالح المرشحة الديمقراطية.

المساهمون