الاقتصاد قد ينتعش بـ2021 لكن الفقراء أكثر تضرّراً

البنك الدولي: الاقتصاد قد ينتعش بـ2021 لكن الفقراء أكثر تضرّراً

10 يونيو 2020
الفقراء هم الأكثر تضرراً من تداعيات كورونا (فرانس برس)
+ الخط -

توقّع البنك الدولي أن يبقى عدد الأشخاص الذين يعانون من الفقر المدقع على حاله، وإن انتعش الاقتصاد العالمي في 2021، وذلك بسبب تداعيات تفشي وباء كوفيد-19 هذا العام، وأكدت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، اليوم الأربعاء، أن الفقراء والشباب هم الأكثر تضرراً من أسوأ ركود يمرّ به الاقتصاد العالمي منذ قرن.

وجاءت التوقعات بعدما أفادت هذه الهيئة المالية الدولية التي تتخذ من واشنطن مقراً، بأن الوباء قد يدفع بما بين سبعين إلى مئة مليون شخص إلى الفقر المدقع في 2020، فيما يواجه الاقتصاد العالمي أسوأ ركود منذ 80 عاماً. وقبل الوباء، كان عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع (أي يعيشون على أقل من 1.90 دولار في اليوم) يتراجع.

ويتوقع البنك الدولي أن ينتعش النمو بنسبة أربعة في المائة عام 2021، لكنه لا يتوقع أن تنمو الدول التي تضم أكبر نسبة من الفقراء في العالم اقتصاديا بشكل أسرع من نمو عدد سكانها، ما يعني أن الفقر المدقع سيبقى في 2021 عند مستويات 2020 المرتفعة.


وتوقع البنك الدولي في مدونة، وفقاً لوكالة "فرانس برس"، أن "تحقق نيجيريا والهند والكونغو الديموقراطية - الدول الثلاث التي نقدر أنها تضم أكثر من ثلث فقراء العالم - معدلات نمو للفرد في إجمالي الناتج الداخلي الحقيقي، نسبتها -0.8 في المئة و2.1 و0.3 في المئة على التوالي".


وتابع أنه "في ظل بلوغ معدل النمو السكاني 2,6 في المائة و1.0 و3.1 (في الدول الثلاث)، بالكاد يُعَدّ ذلك كافياً لتحقيق تراجع مستدام في عدد الفقراء".

وحذّر المصرف من أن منطقة "جنوب آسيا قد تشهد الزيادة الأكبر في عدد الفقراء نتيجة كوفيد-19". ويتوقع أن ثلثي 176 مليون شخص يتوقع أن يصبحوا تحت عتبة الفقر (أي يعيشون على أقل من 3,20 دولارات في اليوم) هم من سكان جنوب آسيا.


الفقراء الأكثر تضرراً

وفي السياق، قالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، اليوم الأربعاء، إن أزمة فيروس كورونا سببت أسوأ حالة ركود عالمي منذ قرابة القرن، والمعاناة لم تنتهِ بعد، حتى وإن لم تكن هناك موجة ثانية من الإصابات.


وأضافت المنظمة في أحدث تحليل تصدره لبيانات الاقتصاد العالمي وفقاً لوكالة "أسوشييتدبرس" أن مئات الملايين فقدوا وظائفهم، والفقراء والشباب هم الأكثر تضرراً، ما يفاقم وطأة عدم المساواة.


وقال خوسيه أنغيل غوريا، الأمين العام للمنظمة: "قد تكون (هذه) أقل التوقعات يقيناً ومأساوية منذ إنشاء منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. لا نستطيع القيام بالتوقعات كما كنا نفعل عادة".


وتتنبأ المنظمة، بحسب أفضل التصورات، إذا لم تكن هناك موجة ثانية، أن يتراجع الناتج الاقتصادي العالمي هذا العام بنسبة ستة بالمائة، على أن يتمكن من الارتفاع بنسبة 2,8 بالمائة العام المقبل. لكن إذا عاود فيروس كورونا الظهور في وقت لاحق من العام، فإن الاقتصاد العالمي قد يعاني من تقلص بنسبة 7,6 بالمائة.


وقال التقرير: "مع أو بدون ظهور موجة ثانية لتفشي (الفيروس)، التداعيات ستكون حادة وبعيدة المدى".

 وقال غوريا إن "طرح المشكلة باعتبارها اختياراً بين الحياة وسبل العيش، أي اختياراً بين الصحة والاقتصاد، معضلة زائفة، إذا لم تتم السيطرة على الوباء، فلن يحدث تعافٍ اقتصادي قوي. في حال ظهور موجة ثانية لتفشي كورونا، فإن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تتنبأ بأن يتضاعف معدل البطالة في الدول السبع والثلاثين المتقدمة، التي تمثلها المنظمة، ليبلغ عشرة بالمائة هذا العام، وأن يحدث تعافٍ طفيف في 2021. وفي تصور أكثر تفاؤلاً، ستصبح الأرقام 9,2 بالمائة".

وعادة ما تكون الأرقام أعلى في الدول الفقيرة، وستكون العمالة غير الرسمية هي الأكثر عرضة للخطر.

المساهمون