الاعتداءات على الصحافيين بين التحرش والتهديد والتمييز "الجندري"

الاعتداءات على الصحافيين بين التحرش والتهديد والتمييز "الجندري"

27 ابريل 2016
تواجه الصحافيات تحديات عديدة (Getty)
+ الخط -
ارتفعت في الآونة الأخيرة الأصوات المطالبة بتحسين أوضاع الصحافيين حول العالم ودعمهم من أجل استمرارهم في مزاولة مهنتهم، في ظل ارتفاع نسبة الاعتداءات ضدّهم، والتي تنوعت بين قتل واختطاف واعتقال. الاعتداءات التي تتنوع بين تحرش جنسي، وتهديدات على شبكات التواصل بالاضافة إلى التمييز على أساس الجندر، غالباً ما تمنع الصحافي من ممارسة عمله، ما يؤدي إلى تأجيل انتشار وتغطية القضايا المهمة، بحسب ما خلص إليه كتاب صادر عن لجنة حماية الصحافيين (CPJ). 

الكتاب الجديد الذي حمل عنوان: "الاعتداءات على الصحافة: النوع الاجتماعي والحريات حول العالم" يسلط الضوء أيضاً على عدة تحديات تعصف بمهنة الصحافة حول العالم والصحافيات تحديداً، بالإضافة إلى تقدير شجاعة كل صحافي يقرر متابعة عمله على الرغم من التهديدات.

الكتاب عبارة عن مجموعة من الدراسات والمقالات التي عملت عليها مجموعة من اللجنة، وتُعنى بتسليط الضوء على التمييز الجندري وحرية الصحافة بشكل خاص، كما يحتوي على مجموعة من المقالات والشهادات الشخصية، لصحافيين تواجدوا في الميدان أو واجهوا تحديا واحدا من التحديات المذكورة على الأقل.

ويوثق الكتاب شهادة الصحافية الكولومبية جيناث بيدويا ليما التي اغتُصبت في السادسة عشرة من عمرها على يد رجال قرروا "أنه العقاب المناسب لها" لأنها نشرت تحقيقاً عن الاتجار بالسلاح. وتقوم بيدويا اليوم بتوثيق الاعتداءات الجنسية والتحرش، بحيث تقود حملات واسعة للتوعية، وممحاربة الظاهرتين المنتشرتين بكثرة، كما تصف الاعتداء الذي واجهته وتقول إنه "اعتداء مدمر للحياة". إلا أنها رغم ما حصل، تشدد في تقريرها، على أن استمرارها بالكتابة ضروري، وتقول: "حتى اليوم، لا أعرف أين استطعت إيجاد ما يكفي من القوة للعودة إلى غرفة الأخبار، والتصوير، إلى الكتابة وإجراء المقابلات وتسجيلها. إلا أن ما أراه يشجعني على الاستمرا بالتأكيد، فهمت أخيراً أن حبي للصحافة ولمهنتي استطاع كسر حاجز الألم والخوف اللذين تعرّض لهما جسدي سابقاً".



وفي مقال آخر في الكتاب، تستعرض إليزابيث ويتشال، الخبيرة في الصحافة وحقوق الإنسان، ظاهرة التحرش الإلكتروني من خلال إجرائها مقابلات مع متحرشين، في محاولة لكسر الحواجز ومناقشة كيفية اختيارهم للضحايا، بحيث يتنوع التحرش بين الكلام النابي والشتائم، العبارات الجنسية، ليصل إلى حدود التهديد بالقتل، بحسب عدد من الصحافيين الذين شاركوا أيضاً تجاربهم مع ويتشال في تقريرها.

وخُصص جزء من محتوى الكتاب لمناقشة ظاهرة أُخرى وهي التمييز على أساس الجندر، معضلة تعتبر من المشاكل المتكررة في ميدان الإعلام، وتحديداً في الصين، حيث تشكو الصحافيات من تكرار التجارب نفسها المتمثّلة بالحرمان من الفرص.




وواجهت صحافيات من حول العالم المشكلة نفسها تحديداً خلال تغطية سقوط النظام ومرحلة "ما بعد (الزعيم الليبي المخلوع معمر) القذافي" في ليبيا، التي لا تزال حتى اليوم، واحدة من الدول العربية الأعنف. التمييز غالبا ما يطاول الصحافيين المثليين أو المتحولين جنسياً أيضاً داخل غرف الأخبار المغلقة حول العالم.

وقد خصصت اللجنة مجموعة واسعة من المقالات في الكتاب ومنها "الصحافيات وداعش"، "كسر الصمت"، "الاستجابة إلى الإساءات التي تجري عبر الإنترنت" و "بطلات من أجل حرية الصحافة".


المساهمون