الاستثمار في "داعش"

الاستثمار في "داعش"

15 نوفمبر 2015
تنديد واسع بالاعتداءات التي هزّت باريس (Getty)
+ الخط -
إن تبنّي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) للهجمات على باريس، يوم أول أمس الجمعة، بالتزامن مع اجتماع نحو 17 دولة في فيينا للبحث في حل سياسي لسورية، سيفتح الباب أمام استثمار دولي واسع لهذه العمليات، وخاصة ما يتعلق بالملف السوري، لناحية تمسّك كل طرف بمواقفه وتفنيدها وتأكيدها استناداً لتلك الهجمات.

فالدول التي تدعم النظام السوري، وعلى رأسها روسيا وإيران، ستستثمر تلك الهجمات للتأكيد على أولوية محاربة "داعش"، وستحاول مجدداً العمل على إقناع المجتمع الدولي بإعادة تأهيل نظام بشار الأسد وإدخاله شريكاً في محاربة الإرهاب، كما ستحاول الضغط باتجاه تصنيف المزيد من الفصائل ذات التوجهات الإسلامية كمنظمات إرهابية، والإيحاء بأن كل ما هو إسلامي قد يشكّل خطراً إرهابياً على الأمن في العالم. فيما ستحاول الدول التي تدعم المعارضة السورية التأكيد على أن أساس القضاء على "داعش" هو التخلص من النظام الذي أسس للإرهاب في سورية واستجلب هذا التنظيم.

أما نظام بشار الأسد الذي كان مفتيه أحمد حسون أول من هدد بهجمات انتحارية في فرنسا منذ سنتين، بدأ بالاستثمار في تلك الهجمات منذ اللحظة الأولى لحدوثها، وبدأ بالترويج إلى أن المعارضة والدول التي تدعمها وعلى رأسها فرنسا، هي السبب في استقدام الإرهاب الذي وصل إليها أخيراً. ولم يفوت النظام زيارة وفد برلماني إلى سورية برئاسة عضو البرلمان الفرنسي تيري مارياني، الذي قال إن زيارة الوفد هي لأسباب إنسانية، فقام بشار الأسد باستقبال الوفد والاستثمار به والإيحاء أن الفرنسيين ليسوا مع سياسة حكومتهم فيما يخص الموقف من النظام السوري.

إن أداء تنظيم "داعش" وتوقيتات عملياته في ظل عجز دول التحالف الدولي وروسيا عن هزيمته، في الوقت الذي تمكنت فيه بضع فصائل من المعارضة من طرده من كل الشمال السوري، كل هذه المعطيات تؤكد أن "داعش" ما هو إلا شركة استخباراتية عالمية تتحكم فيها مجموعة من الدول بهدف الاستثمار السياسي، ويستطيع أي متابع لأداء التنظيم أن يكتشف الدول المتحكمة به من خلال المصالح التي تحققها من وجوده ومن توقيتات عملياته.

دلالات

المساهمون