يواصل الاحتلال انتقامه من الفلسطينيين بحجة العثور على جثث المستوطنين الثلاثة مقتولين. ولم يكتف بعمليات الاعتقال العشوائية أو باعتداءات مستوطنيه على الفلسطينيين، إذ امتد انتقامه ليشمل الأسرى داخل سجونه.
وكشف محامو وزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية عن تصاعد حجم الاعتداءات بشكل ملحوظ في سجن "عتصيون" الإسرائيلي، بعدما قامت شرطة السجن بإجبار الأسرى على التبوّل في قناني المياه والشرب منها. كما لم تسمح لهم بتناول طعام الافطار مع أذان المغرب وتأخيرهم ساعات عدة.
وقال محامو الوزارة، الذين قاموا بزيارة الأسرى في السجون، إن الأسرى يتعرضون للضرب والاهانة بشكل يومي. وأشاروا إلى أن السجانين يتفنّنون بتعذيبهم وشتمهم بالكلام السيء والاستهزاء بهم، وخصوصاً بعد العثور على جثث المستوطنين الذين تدّعي إسرائيل أنهم خطفوا من قبل فلسطينيين.
وأضاف محامو الوزارة: "الأسرى في سجون عتصيون ومجدو وعوفر والنقب، والأسرى المرضى في المستشفيات وفي مراكز التوقيف، بحاجة الى زيارات عاجلة من قبل مؤسسات حقوقية وانسانية دولية، للاطلاع على ما يمارس بحقهم، وخصوصاً أن إسرائيل تتعامل معهم بشكل انتقامي تحقيري، مخالف لكافة القوانين والمواثيق الدولية".
وحذّر المحامون من كارثة صحية قد تصيب الأسرى، نتيجة رداءة السجون وعدم صلاحيتها للعيش الآدمي. وتنتشر الحشرات والبعوض بشكل كبير مع الارتفاع في درجات الحرارة، وعدم صلاحية مياه الشرب ونقص في مواد التنظيف، ما أدى الى ظهور أمراض الجلد والحساسية.
من جهته، ناشد وزير شؤون الأسرى والمحررين، شوقي العيسة، المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي "باتخاذ إجراءات رادعة ضد حكومة الاحتلال حتى تتوقف عن جرائم الحرب بحق الأسرى العزّل في السجون الإسرائيلية".
ولفت العيسة، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى أنه "من الواضح أن السلطات الإسرائيلية الرسمية تتعامل مع الأسرى بمنطق ليس له علاقة بالقانون ولا بالإجراءات القضائية". واعتبر أنه "يجب أن يكون هناك تحرك دولي رادع يكبح جماح حكومة الاحتلال التي تنفّذ خطوات انتقامية متصاعدة ضد الأسرى منذ اختفاء المستوطنين، وزادت وتيرتها الوحشية بعد اكتشاف جثثهم قبل يومين".
وأوضح العيسة أن الوزارة "على تواصل مع المؤسسات الدولية وهيئات الأمم المتحدة، للتدخل لحماية الأسرى في المعتقلات ومراكز التوقيف الإسرائيلية تحديداً".
وأفادت الوزارة في بيانها "بأن إسرائيل لا تزال ماضية في هجمتها الشرسة بحق الأسرى الفلسطينيين في كافة سجون الاحتلال، من دون الالتفات لحرمة شهر رمضان المبارك".
واعتبرت أنه "يعدّ من أسوأ شهور الصيام التي مرت عليهم داخل الأسر، وذلك بفعل التصعيد الذي تنتهجه إدارة السجون، الذي وصل إلى ذروته في الأسابيع الماضية".