الاحتلال يعزز قواته بالضفة الغربية قبل إعلان "صفقة القرن"

الاحتلال يعزز قواته بالضفة قبل إعلان "صفقة القرن" ويستعد لمواجهة تصعيد فلسطيني

28 يناير 2020
تقديرات الجيش الإسرائيلي تشير لاحتمال اندلاع مظاهرات واسعة(فادي ماضي)
+ الخط -
بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي بتعزيز انتشار قواته في المحاور الرئيسية للضفة الغربية المحتلة، لمواجهة أي تصعيد فلسطيني ردا على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتصفية القضية الفلسطينية، والمعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن"، التي يفترض إعلان تفاصيلها مساء اليوم الثلاثاء.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استنفاره قرب المدخل الشمالي لمدينة البيرة، وسط الضفة الغربية، وتحديدا قرب حاجز بيت إيل، حيث يوجد العشرات من جنود الاحتلال في عدة محاور وتلال حول الحاجز، إضافة إلى استمرار إقامة نقطة عسكرية وخيم عسكرية على إحدى التلال منذ مساء أمس، ومن الملاحظ الوجود العسكري غير الاعتيادي قرب حاجز بيت إيل منذ أمس، في ظل قرار الرئيس الأميركي المرتقب.

وحاجز بيت إيل كان يشهد، في فترات مختلفة، مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، حيث تتوجه، في العديد من المناسبات، المسيرات باتجاهه، وتقع قرب المكان مستوطنة بيت إيل، وكذلك مقر ما يعرف بالإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال.

في شمال الضفة الغربية، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي تحركاته العسكرية، إذ وضع بعض الأعمدة الخرسانية على جانب الطريق الرئيسي الموصل إلى بلدة بيتا جنوبي نابلس، في وقت يواصل الاحتلال منذ ساعات صباح اليوم، إغلاق حاجز صرة من الاتجاهين والمقام غربي نابلس، بحجة وجود سيارة مشتبه بها.

وقال رئيس بلدية بيتا فؤاد معالي لـ"العربي الجديد"، "إن وضع الاحتلال لتلك الأعمدة الخرسانية على مدخل البلدة إجراء استفزازي، الهدف منه التضييق على المواطنين الفلسطينيين، وخطوة قد تسبق قيام الاحتلال بإغلاق الطريق بشكل كامل، ما يعني تحويل بيتا إلى سجن كبير".

وتسلك آليات جيش الاحتلال وسيارات المستوطنين الشارع الرئيسي القريب من مدخل بلدة حوارة، فيما يوجد جنود الاحتلال بشكل دائم في المكان، تحسبا لقيام شبان برشق السيارات بالحجارة.


من جهة أخرى، يواصل جنود الاحتلال إغلاق حاجز صرة غربي نابلس، منذ ساعات الصباح، من الاتجاهين، بادعاء الاشتباه بسيارة متوقفة على مقربة من الحاجز.

وقال سائقون لـ"العربي الجديد"، "إن الإجراء الإسرائيلي تسبب بأزمة خانقة على جانبي الحاجز، حيث تصطف مئات السيارات منذ ساعات الصباح الباكر في طوابير طويلة، خاصة أن الحاجز يعد المسلك شبه الوحيد الرابط بين مدينتي نابلس وقلقيلية، مشيرين إلى أن المركبات الأخرى باتت تسلك طرقا بديلة لتجاوز الأزمة، وبالفعل، فقد أحضرت قوات الاحتلال جهازا "روبوت" لفحص السيارة المتوقفة، من دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

وإلى الجنوب من الضفة الغربية، أقامت قوات الاحتلال، صباح اليوم، عدداً من الحواجز العسكرية في منطقة الريف الغربي لمحافظة بيت لحم، في تأهبٍ يشمل العديد من مناطق الضفة الغربية، تزامناً مع إعلان "صفقة القرن".

وقال المواطن الفلسطيني عمرو حمدان لـ"العربي الجديد"، "إن قوات الاحتلال "عززت من وجودها في منطقة الريف الغربي لبيت لحم بإقامة ثلاثة حواجز عسكرية، وإعاقة حركة مرور المواطنين في المنطقة، فقد نصبت حاجزها العسكري بين قريتي نحالين والجبعة، أو ما يُعرف بمنطقة (مثلث نحالين) القريبة من مستوطنة غوش عتصيون ومعسكر (جبعوت)، كما أقامت حاجزاً آخر بين قريتي حوسان ونحالين، وعززت قواتها على حاجزٍ عسكري عند مدخل قرى الريف الغربي في منطقة (عقبة حسنة)".

ويضم الريف الغربي لبيت لحم 5 قرى وبلدات هي: بتير، حوسان، نحالين، واد فوكين، الجبعة" وهي الأقرب لمجمع غوش عتصيون الاستيطاني، ومستوطنات بيتار عيليت، وتسور هداسا، ونفي دانيال.

وكان موقع "والاه" الإخباري قد ذكر اليوم أن جيش الاحتلال بدأ بتعزيز انتشار قواته في المحاور الرئيسية للضفة الغربية المحتلة، في ختام جلسة تقديرات رسمية، تحسبا من وقوع عمليات تستهدف الجيش أو المستوطنين في محاور الطرق المكتظة بالحركة.

يشار إلى أن الاحتلال، ومنذ اتفاق أوسلو، قام بشق طرق التفافية لربط المستوطنات فيما بينها، لكن بعض المستوطنات في الكتل الاستيطانية مرتبطة بشبكات الطرق العامة، ولا سيما الكتلة الاستيطانية "غوش عتصيون" قرب الخليل وبيت لحم، وكتلة مستوطنات "أريئيل" القائمة جنوبي مدينة نابلس بمحاذاة بلدة سلفيت.

وكانت تقارير إسرائيلية قد ذكرت اليوم أيضاً، أن الجيش والمخابرات بدآ منذ أمس بفحص وبحث سيناريوهات مختلفة للتصعيد والمواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.

وقال تقرير لموقع "يديعوت أحرونوت" إنه "لم تتوفر إلى الآن معلومات أو إنذارات استخباراتية بشأن ما يمكن أن يحدث، وأنه، على الرغم من ذلك، تقرر في أجهزة الأمن الإسرائيلية الاستعداد واتخاذ خطوات لمواجهة سيناريوهات مختلفة حول تصعيد ممكن ميدانيا، خاصة على ضوء تصريحات لرئيس لسلطة الفلسطينية محمود عباس وقادة حركة حماس".


وبحسب التقارير الإسرائيلية، تشير تقديرات الجيش إلى احتمال اندلاع مظاهرات واسعة النطاق، خلافا لسنوات سابقة، وذلك بالاعتماد على إعلان مصادر فلسطينية أن السلطة الفلسطينية لن تمنع المتظاهرين في الضفة الغربية المحتلة من الاقتراب والوصول إلى نقاط الاحتكاك مع قوات الاحتلال"، غدا الأربعاء، مع الإعلان عن يوم غضب فلسطيني ردا على "صفقة القرن".

مجلس المستوطنات يعلن رفض خطة ترامب

في المقابل، قال رئيس مجلس المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، دافيد لحياني، في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية العامة، إن مجلس المستوطنات قرر صباح اليوم تعديل موقفه ورفض الخطة التي سيعلنها مساء اليوم الرئيس الأمريكي.

ووفقا للحياني، فإن القرار جاء "بعد أن تبين أن الخطة تشمل، بحسبه، إقامة دولة فلسطينية، وبعد جلسة مطولة الليلة الماضية مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، حاول خلالها المناورة من خلال طرح أسئلة عن ماهية الدولة".

 وأشار إلى أنه تقرر لدى مجلس المستوطنات رفض خطة الرئيس ترامب حتى لو "كلف ذلك" التنازل عن فرض القانون وإعلان ضم مناطق في الضفة الغربية مثل غور الأردن".

ولفت لحياني إلى أن وفد مجلس المستوطنات اجتمع الليلة الماضية مع مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية واستمع منه إلى تفاصيل عن الخطة.

ويأتي هذا الموقف المعلن تغييرا في موقف المستوطنين، وهو ما من شأنه أن يعرقل ويضع عراقيل أمام نتنياهو في قبول الخطة.

وبحسب لحياني، فقد فهم وفد مجلس المستوطنات أن نتنياهو يقبل بطرح الخطة وإقامة دولة فلسطينية، وهو أمر خطير لا ينبغي القبول به والموافقة عليه.

يشار إلى أنه من المقرر أن يعلن الرئيس ترامب، في السابعة من مساء اليوم، عن تفاصيل خطة تصفية القضية الفلسطينية.