الاحتلال يعتقل 39 فلسطينياً بالضفة بينهم قادة من "حماس"

الاحتلال يعتقل 39 فلسطينياً بالضفة بينهم قادة وكوادر من "حماس"

08 سبتمبر 2020
طاولت الاعتقالات 35 أسيراً محرراً (موسى الشاعر/فرانس برس)
+ الخط -

نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، حملة اعتقالات واسعة طاولت 39 فلسطينياً على الأقل، خلال اقتحامات شملت مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، ولا سيما محافظة الخليل جنوبي الضفة، بينهم كوادر وقادة في حركة "حماس" وأسرى محررون، بينما اعتدى مستوطنون على الفلسطينيين وممتلكاتهم، إضافة لهدم منزل في القدس المحتلة وإخلاء آخر.

وذكرت مصادر صحافية ومحلية أن قوات الاحتلال نفذت حملة اعتقالات واسعة طاولت 35 أسيراً محرراً من محافظة الخليل، بينهم القيادي في حركة "حماس" نايف الرجوب، وشقيقه الأسير المحرر ياسر، والنائب في المجلس التشريعي المنحل عن حركة "حماس" محمد الطل، بينما ذكرت مصادر صحافية أن قوات الاحتلال اعتقلت أربعة مواطنين فلسطينيين من محافظة بيت لحم جنوبي الضفة، عقب اقتحام منطقة جبل هندازة وقرية حرملة شرق بيت لحم وقرية مراح رباح جنوبي بيت لحم.

من جانب آخر، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة عزون شرقي قلقيلية، فجر اليوم، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع خلال الاقتحام، ولم يبلَّغ عن وقوع إصابات.

وأكد "نادي الأسير" الفلسطيني، في بيان له، وصلت نسخة عنه إلى "العربي الجديد"، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي شنت الليلة الماضية وفجر اليوم الثلاثاء، حملة اعتقالات في الضفة الغربية طاولت أكثر من 50 مواطناً، منهم أكثر من 40 من الخليل، بينهم فتاة وسيدة، ومعظم المعتقلين أسرى سابقون واجهوا عمليات اعتقال متكررة على مدار السنوات الماضية.

وقال "نادي الأسير": "إن حملة الاعتقالات هذه تعتبر الأكبر منذ بداية العام الجاري، سبقتها حملة اعتقالات في بلدة يعبد في جنين في شهر مايو/أيار الماضي من العام الجاري 2020، عدا عن مجموعة من الحملات المتكررة التي نفذها الاحتلال في القدس وبلداتها".

واعتبر "نادي الأسير" أن هذا التصعيد يُشكل جريمة في ظل استمرار انتشار وباء كورونا وازدياد حالات المصابين بين صفوف الأسرى بالفيروس، الأمر الذي يُعرض حياتهم ومصيرهم للخطر، هذا عدا عن الخطر الأول والأساس الذي تشكله قوات الاحتلال على مصير المعتقلين عبر أدواتها القمعية والتنكيلية.

وحمّل "نادي الأسير" سلطات الاحتلال، المسؤولية الكاملة عن مصير المعتقلين، خصوصاً أن جزءاً منهم يعاني من أمراض وبحاجة إلى متابعة صحية.

وبيّن نادي الأسير أن حملة الاعتقالات في محافظة الخليل وبلداتها طاولت أكثر من 40 مواطناً بينهم فتاة وسيدة عُرف منهم حتى الآن: الأسيرة السابقة سهام البطاط وهي والدة الأسير هيثم البطاط، والفتاة آمنة عبد الغني أبو تركي، جرى اعتقالها على حاجز بالقرب من الحرم الإبراهيمي الليلة الماضية، بالإضافة إلى محمد إسماعيل أبو عرقوب، فضل جبارين، والشيخ نايف الرجوب، والشيخ ياسر الرجوب، وأيوب العوادة، وعيسى الرجوب، وآدم أبو شرار، وعاطف رباع، والشيخ إبراهيم الهذالين، وحذيفة مخامرة، وقتيبة المخامرة، ونافذ شوامرة، ورائد حمدان، وليث عواودة، وأحمد أبو سندس، وثائر أبو سندس، وإسماعيل عواودة، وضياء إسماعيل مسالمة، ومحمود عيسى المسالمة، ومحمد عبد الحميد مسالمة، وثائر نعيم مسالمة، وسامي أبو عرقوب، ومنير مناصرة، وأسامة شاهين، ومروان أبو فارة، وثائر عوض، وعبد الباسط عودة الحروب، ومعاذ أبو جحيشة، والنائب السابق محمد إسماعيل الطل، وعدنان محمود الطل، وزيد محمد أبو دية، والشيخ عبد الخالق النتشة، ومنجد موسى الجنيدي.

فيما جرى اعتقال أربعة مواطنين من بيت لحم وهم: إبراهيم محمد جبران، أحمد قاسم الشيخ، ومحمد عادل عطا الله، وياسر محمود صباح، ويُضاف إلى المعتقلين محمد رائد صلاح من طولكرم.

يُشار إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت منذ مطلع العام الجاري 2020، وحتى نهاية شهر أغسطس/ آب المنصرم، أكثر من 3 آلاف مواطن من الضفة.

على صعيد منفصل، جرفت آليات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية، أراضي زراعية في قرية حارس شمال سلفيت شمال الضفة الغربية في المنطقة المسماة "خلة حديدة" غرب القرية، لصالح توسعة مستوطنة "كريات نتافيم" المقامة على أراضي سلفيت، وفق ما أفاد به رئيس مجلس حارس عمر سمارة لوكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا".

على صعيد آخر، أفادت اللجان الوطنية والشعبية في جنوب الخليل، بأنّ مجموعات من المستوطنين من مستوطنة "خافات ماعون" المقامة على أراضي الفلسطينيين جنوبي الخليل اقتحمت، ليل أمس الإثنين، قرية الطوبة شرق مدينة يطا جنوبي الخليل بحماية قوات الاحتلال، للتضييق على الأهالي بهدف ترحيلهم.

في هذه الأثناء، تمكن الأهالي، الليلة الماضية وفجر اليوم الثلاثاء، من التصدي لهجوم نفذه المستوطنون بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك إزالة بؤرة استيطانية كان قد أقامها مستوطن قبل نحو أسبوع، على أراضي "راس التين" التي تقع بين قرى دير جرير والمغير وكفر مالك والتجمعات البدوية شرقي رام الله وسط الضفة.

وسبق ذلك هجوم لمئات المستوطنين على نشطاء تمكنوا من إزالة تلك البؤرة الاستيطانية، ولم يبلَّغ عن وقوع إصابات حينها في صفوف الفلسطينيين، بل تضررت مركباتهم، وجرى الحديث عن إصابة مستوطنين اثنين بالحجارة.

وقال منسق اللجنة الزراعية في المغير كاظم الحج محمد لـ"العربي الجديد"، "إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال حضرت للمكان بعد إصابة المستوطنين، وواصل المستوطنون اعتداءاتهم، واحتجزت قوات الاحتلال نحو 70 شاباً، لكن الأهالي تداعوا للتصدي لقوات الاحتلال والمستوطنين، وحدثت مواجهات في المكان استمرت حتى فجر اليوم، ما أدى لإصابة شاب بجروح في قدمه برصاص الاحتلال الحي، وتم نقل الشاب المصاب للمستشفى لتلقي العلاج، ووصفت إصابته بالمستقرة".

في سياق منفصل، هدمت عائلة صري المقدسية، في ساعة متأخرة من مساء الإثنين، 5 محلات تجارية في قرية جبل المكبر في القدس ذاتياً، بقرار من بلدية الاحتلال في القدس.

ونقل "مركز معلومات وادي حلوة" المختص بالشأن المقدسي عن عبد صري، أحد مالكي المحلات التجارية، قوله إن بلدية الاحتلال أجبرته وعائلته على هدم محلاتهم التجارية التي يعتاشون منها بحجة البناء من دون ترخيص، على الرغم من محاولتهم على مدار 10 سنوات إصدار رخصة بناء من دون جدوى، مما اضطر العائلة لبناء المحلات التجارية قبل 4 سنوات، وبدأت ملاحقتها منذ ذلك الوقت، مشيراً إلى أن بلدية الاحتلال في القدس فرضت على العائلة مخالفة بمبلغ 60 ألف شيكل (عملة إسرائيلية، ولا تزال تُدفع حتى اليوم)، ورغم ذلك تلقوا اتصالاً من البلدية لإجبارهم على هدم المحلات وإلا فعليهم دفع أجرة هدم قيمتها 70 ألف شيكل.

من جانب آخر، أصدرت محكمة صلح الاحتلال في القدس، مساء الإثنين، قراراً يقضي بإخلاء بناية عائلة الرجبي في حي بطن الهوى بسلوان جنوبي القدس من سكانها، لصالح جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية، بحجة ملكية الأرض لليهود منذ عام 1881. وأوضح "مركز معلومات وادي حلوة" في بيان له، أنّ محكمة الصلح أصدرت قرار الإخلاء أمس، بعد صراع أبناء المرحوم عبد الفتاح الرجبي لحماية عقارهم منذ عام 2016، موضحاً أن المحكمة أمهلتهم حتى الأول من إبريل/نيسان المقبل، لتنفيذ الإخلاء.

ووفق المركز، فإن عقار عائلة الرجبي عبارة عن بناية سكنية مكونة من 3 شقق تؤوي 4 عائلات: الحاجة هدى الرجبي وابنتها تهاني، وأبناؤها كايد الرجبي (10 أفراد)، وائل (9 أفراد)، وجبر (9 أفراد).

ونقل المركز عن كايد الرجبي تأكيده أنهم تسلموا البلاغات القضائية من جمعية "عطيرت كوهنيم" قبل سنوات عدة، مطالبين بالأرض المقامة عليها بنايتنا بحجة ملكيتها لليهود، وعليه توجهت العائلة للمحكمة لإثبات حقها في العقار الذي تعيش فيه منذ احتلال مدينة القدس، مشدداً على أن العائلة ستقدم استئنافها للمحكمة المركزية التابعة للاحتلال في محاولة جديدة للبقاء في البناية، مؤكداً أنه على الرغم من الملاحقات وقرارات المحاكم ومضايقات المستوطنين في الحي للسكان، فإن العائلة صامدة، متمسكة بحقها بأرضها ومنازلها.

كما نقل المركز عن رئيس لجنة حي بطن الهوى زهير الرجبي قوله إن قرارات الإخلاء في الحي ازدادت خلال الفترة الأخيرة، فقد سبق قرار إخلاء عائلة الرجبي 4 قرارات صادرة عن المحاكم لعائلات "دويك، شويكي والرجبي" وتخوض اليوم صراعاً في المحاكم لحماية منازلها.

وأوضح الرجبي أن هذه العائلات تقع ضمن مخطط "عطيرت كوهنيم" للسيطرة على 5 دونمات و200 متر مربع من حي الحارة الوسطى منطقة "بطن الهوى"، بحجة ملكيتها ليهود من اليمن منذ عام 1881، علماً بأنها تقسم إلى 6 قطع من الأراضي وأرقامها (73-75-88-95-96-97)، وتدعي جمعية "عطيرت كوهنيم" أن المحكمة الإسرائيلية العليا أقرت ملكية اليهود من اليمن لأرض بطن الهوى.

وأضاف أن الأرض مقام عليها ما يزيد على 35 بناية سكنية، تقطنها حوالي 80 عائلة، وجميع السكان يعيشون في الحي منذ عشرات السنين، بعد شرائهم الأراضي والممتلكات من أصحابها السابقين بأوراق رسمية.