الاحتلال يطرد موظفي الحرم الإبراهيمي تمهيداً لاستباحته من المستوطنين

08 أكتوبر 2019
+ الخط -
طردت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، موظفي وزارة الأوقاف الفلسطينية المتواجدين داخل الحرم الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية المحتلة، تمهيداً لاستباحته من قبل المستوطنين تحت حجج واهية، وفق ما أفاد به وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية حسام أبو الرب.

وقال أبو الرب، في تصريح صحافي، إنّ "قوات الاحتلال طالبت موظفي الوزارة بالخروج من الحرم الإبراهيمي وإخلائه بشكل كامل، تحت مبررات يعملون على تغليفها بطابع ديني لإخفاء نياتهم الأصلية والمبيَّتة للسيطرة عليه بشكل كامل، رغم أحقية المسلمين فيه دينيا وتاريخيا وحضارياً، إلا أن موظفي الوزارة رفضوا وبشدة الانصياع لقرار الاحتلال، مما دفعه لإخراجهم بالقوة".
وأشار أبو الرب إلى أنّ قوات الاحتلال "عملت على إخراج السجاد الذي يغطي أرضية الحرم الإبراهيمي لاستباحته بشكل كامل من قبل المستوطنين لتنظيم الصلوات التلمودية، في تدنيس واضح وصريح لمكان يحمل قداسة كبيرة لدى المسلمين من أبناء فلسطين والعالم الإسلامي".
وطالب أبو الرب المجتمع الدولي بـ"إيقاف الجنون الذي يحكم سلوك حكومة الاحتلال في التعامل مع المقدسات الإسلامية والمسيحية".
في سياق آخر، دانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، في بيان، تصعيد سلطات الاحتلال والمستوطنين اقتحاماتهم للمسجد الأقصى وباحاته في القدس المحتلة، بحجة الأعياد اليهودية وقيامهم بأداء شعائر تلمودية، قائلة "شهد هذا اليوم تزايداً ملحوظاً في أعداد المقتحمين، وقيام ضباط شرطة الاحتلال بطرد النساء من منطقة باب الرحمة لتمكين اليهود المتطرفين من اقتحامه".

ولفتت الوزارة الفلسطينية إلى أنّ "تصعيد هذه الاقتحامات الاستفزازية، يندرج في إطار عمليات تهويد واسعة النطاق تتعرض لها المدينة المقدسة ومحيطها من جهة، وتتعرض لها المقدسات والمسجد الأقصى المبارك والأوقاف الإسلامية ورجالاتها والمصلون بشكل عام، من سحب لهوياتهم واحتجازها وإبعادهم عن المسجد الأقصى، والاعتقالات بالجملة والاعتداء عليهم بالضرب وقنابل الغاز، في محاولة احتلالية متواصلة لفرض السيادة الإسرائيلية على المسجد وتكريس تقسيمه الزماني ريثما يتم تقسيمه مكانياً".
وحذرت الخارجية الفلسطينية من أنّ "استغلال الأعياد اليهودية لتنفيذ مخططات ومشاريع استعمارية توسعية، من شأنه أن يؤدي إلى حرب دينية في المنطقة لا تبقي ولا تذر"، مشيرة إلى أنّها تتابع باهتمام بالغ تطورات التصعيد الراهن، وتواصل تنسيق الجهود والحراك السياسي والدبلوماسي المطلوب مع المملكة الأردنية.
ودعت الخارجية الفلسطينية، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إلى "الإسراع في تفعيل نظام الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته وقبل فوات الأوان".