طردت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ظهر اليوم الأربعاء، عائلة فلسطينية من منزلها في بلدة الخضر، جنوبي مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، بذريعة أن موقع المنزل استراتيجي ويخدم مصالح الاحتلال التي يتذرع بأنها أمنية لحماية المستوطنين.
وقال صاحب المنزل يوسف موسى، لـ"العربي الجديد"، إن قوات الاحتلال، يرافقها عناصر من ضباط الإدارة المدنية، اقتحمت منزله وأخرجت كافة أفراد عائلته منه وأعلنته منطقة عسكرية مغلقة واعتلت سطحه إيذانا باحتلاله، لاستخدامه كنقطة عسكرية لمراقبة الخط الاستيطاني المعروف بشارع رقم (60) المحاذي لبلدة الخضر.
وأخرج جنود الاحتلال أفراد العائلة من المنزل وأبلغوهم باحتلاله، وقرار منعهم من العودة إليه، وطلبوا منهم أن يبلغوا الجميع أن الدخول إليه ممنوع، وكذلك الاقتراب منه، لأنه تحول في نهاية المطاف إلى نقطة عسكرية.
وبدأت حكاية المنزل، الذي يعود لعائلة موسى ويأوي نحو 19 فردا منها، منذ حوالي أسبوع، عندما دهمت قوات الاحتلال المنطقة التي يقع فيها، وسلمت العائلة قرارا بوقف استكمال العمل فيه، كونه كان بالرغم من عيشهم فيه قيد التجهيز والتشطيب، وعادوا اليوم لاحتلاله.
ويقع المنزل في منطقة استراتيجية بالقرب من جدار الفصل العنصري، ويكشف الشارع الاستيطاني رقم "60" الذي يربط القدس بمستوطنات جنوب الضفة الغربية المحتلة.
وفي المنطقة تتعرض مركبات المستوطنين للرشق بالحجارة، ويريد الاحتلال من خلال احتلاله مراقبة الشارع، ومطاردة الشبان، وربما استهدافهم في حال اعترضوا طريق مركبات المستوطنين.
ووفق موسى، فإن ضباط الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال أبلغوه في الاقتحام الأول لمنزله نيتهم احتلاله واستخدامه كنقطة مراقبة عسكرية ونصب كاميرات لرصد تحركات الشبان الفلسطينيين.
وستحيط خطورة احتلال المنزل بالسكان والجيران، كون جنود الاحتلال عادة ما ينكلون بأهالي بلدة الخضر الذين يعيشون بالقرب من جدار الفصل العنصري تحت سياسة العقاب الجماعي، نتيجة رشق الشبان للحجارة باتجاه مركبات المستوطنين، الأمر الذي قد يزيد من تلك الاعتداءات في ظل التواجد الدائم لجنود الاحتلال في المنزل الذي أصبح بمثابة ثكنة عسكرية لهم.
ووزعت قوات الاحتلال الإسرائيلي عقب اقتحامها لبلدة الخضر منشورا يحمل تهديدات باتخاذ إجراءات الغرض منها جمع معلومات استخباراتية لضباط الاحتلال، بذريعة عمليات رشق الحجارة.
ومن هذه الإجراءات احتلال منزل موسى، وكذلك عمليات الاقتحام شبه اليومية لأحياء البلدة، ونصب الحواجز العسكرية ومطاردة الشبان، وإلقاء قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المنازل في حال اندلعت المواجهات.