الاحتفال بـ"عيد ميلاد" مقبرة طهران: ضجة وتعليقات ساخرة

الاحتفال بـ"عيد ميلاد" مقبرة طهران: ضجة وتعليقات ساخرة

20 يوليو 2020
مقبرة جنة الزهراء هي الرئيسية في طهران (مجيد سعيدي/Getty)
+ الخط -

أثار احتفال نظمته بلدية العاصمة الإيرانية، يوم الجمعة الماضي، بمناسبة الذكرى الخمسين لإنشاء "جنة الزهراء"، وهي مقبرة طهران الرئيسية، ضجة كبيرة، عكستها انتقادات وردود فعل غاضبة على وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي في إيران.
وفي تعليقه على الاحتفال، سجّل موقع "فرارو" الإيراني الإصلاحي ثلاث ملاحظات، الأولى أن الاحتفال بعيد ميلاد مقبرة بحد ذاته "أمر غير مألوف وغريب"، والملاحظة الثانية كانت عن عدم التزام دقيق من قبل المشاركين بالتباعد الاجتماعي في ظروف تفشي كورونا، والملاحظة الثالثة كانت حول إحضار "كيكة كبيرة" في الحفل "بينما في الساعة نفسها كان يدفن عدد من ضحايا كورونا في المقبرة".
وشارك في الاحتفال رئيس بلدية طهران بيروز حناجي، ومسؤولون محليون آخرين، بالإضافة إلى حفيد مؤسس الجمهورية الإسلامية حسن الخميني.
وبعد انتقادات واسعة لبلدية طهران على خلفية تنظيم الحفل، قال رئيس منظمة "جنة الزهراء" (المقبرة) سعيد خال، لوكالة "إيسنا" الإيرانية، اليوم الاثنين، إنه "كان من المقرر تنظيم احتفالات بمناسبة الذكرى الخمسين لجنة الزهراء، لكن بسبب تفشي كورونا، قررنا إلغاء هذه الاحتفالات والاكتفاء بحفل شارك فيه عدد قليل من طواقم المقبرة مع حفيد الإمام الخميني". وأكد أن الهدف كان "تكريم العاملين في المقبرة في هذه الظروف الصعبة"، قائلا إنه "نُظم على ضوء الالتزام بجميع البروتوكولات الصحية".

واستحضر منتقدو الحفل في تعليقاتهم على الحدث، التي رافقها نوع من السخرية، الظروف الصعبة التي تعيشها إيران على خلفية الأزمة الاقتصادية وتفشي كورونا الواسع، حيث، وفي تعليق ساخر على الحفل، كتب الناشط الإعلامي محمد مساعد على "تويتر" إن "الحفل الوحيد الذي يستحق التنظيم، مع ارتفاع قيمة الدولار إلى 250 ألف ريال وتفشي كورونا الذي ألقى بظلاله الثقيلة على حياتنا، هو حفل عيد ميلاد المقبرة".
وعلّق الناشط الاقتصادي سيامك قاسمي قائلا إن الاحتفال بعيد ميلاد مقبرة طهران، في ظروف كورونا والعقوبات الأميركية والضغوط الاقتصادية على المواطنين، "يحمل رسالة غريبة!، لقد تخطيتم كل حدود السريالية (الفوق واقعية)".


وكتبت حسابات افتراضية "مبروك عيد ميلاد المقبرة"، و"مبروك عيد ولادة الموت"، وما شابه ذلك.
كما انضمت وسائل إعلام ووكالات أنباء رئيسية إلى حملة الانتقاد ضد البلدية، لكنها لم تكن بعيدة عن السجالات السياسية بين الإصلاحيين والمحافظين، لكون المجلس البلدي للعاصمة خاضعا لسيطرة التيار الإصلاحي، حيث أشارت وكالة "تسنيم" الإيرانية المحسوبة على الخط المحافظ، في تعليقها على الاحتفال، إلى حظر تنظيم التجمعات والاحتفالات في ظروف تفشي كورونا، قائلة إن "تنظيم عيد الميلاد لمقبرة يذكرنا بالأيام المريرة وفقدان الأحباب، هو أمر عجيب وغير مألوف، وذلك في وقت يفقد يوميا نحو 70 مواطنا طهرانيا أرواحهم بسبب كورونا ويدفنون في جنة الزهراء".
وانتقدت "تسنيم" أداء بلدية طهران في مجال النقل العام في زمن كورونا، مشيرة إلى أنه "يبدو أن مدراء المدينة، بدلا من حل مشاكل النقل، همهم تنظيم عيد ميلاد المقبرة وتوزيع الكيكة".

المساهمون