Skip to main content
الائتلاف والحكومة المؤقتة والجيش الحر "قلقون" من برنامج التدريب
ألكسندر أيوب
مخاوف من وقوع إشكاليات بين الفصائل والمتدربين الجدد(فرانس برس)
لا يتعاطى مسؤولو الجيش السوري الحر ولا الائتلاف الوطني المعارض بارتياح كبير مع برنامج التدريب الأميركي ــ التركي على اعتبار أنه لا يعنيهم في مسألة محاربة النظام السوري، على الأقل في المرحلة الأولى من المشروع. يقول المستشار القانوني للجيش السوري الحر أسامة أبو زيد لـ "العربي الجديد " إن المقاتلين تم اختيارهم عبر دراسات أجراها الجانب الأميركي بشكل منفرد، مع استثناء الفصائل الكبيرة الفاعلة على الأرض، ومن دون التنسيق مع مؤسسات المعارضة السورية من هيئة أركان ووزارة دفاع وائتلاف وطني. ويعرب أبو زيد عن ثقته بأن "الهدف الرئيس من هذا التدريب هو التنسيق مع قوات التحالف الدولي في هجماته على تنظيم الدولة الإسلامية وهو ما سيؤدي لنتائج عكسية لا تخدم مسار الثورة السورية، وإنما قد تزيد الأمور الميدانية تعقيداً وتخلق إشكاليات بين مختلف الفصائل وهؤلاء المقاتلين إثر عودتهم إلى الداخل".
ويصف أبو زيد هذا التدريب بأنه "جزء من استراتيجية التحالف الدولي في سورية وليس جزءاً من مشروع المعارضة السورية، وهو ما دفع بالعديد من الضباط المنشقين إلى رفض ما قدم لهم من عرض للعمل كضباط تنسيق بين قوات التحالف وهذه المجموعات على الأرض". ويشير المسؤول في الجيش الحر إلى أن "هؤلاء العناصر سيخضعون لدورة تدريبية حوالى الشهر، يتلقون فيها تدريبات على التواصل مع طائرات التحالف وإعطائها الإحداثيات على الأرض، وتنسيق الضربات ضد تنظيم داعش بين غرف عمليات التحالف والداخل السوري؛ أي أن وظيفة القوات السورية على الأرض هي مساندة القوات الجوية الأميركية". ويوضح أنه "سيبدأ تدريب المشاركين على استعمال أجهزة الاتصال المتطورة، وآلية طلب المؤازرة من طيران التحالف أثناء سير المعارك".

اقرأ أيضاً: استخبارات النظام السوري: مافيات بصفة أجهزة أمنية

ويعتبر مسؤولون في المعارضة السورية أنّ الولايات المتحدة ستظلّ تبذل جهدها لإيجاد حالة سورية "ناجحة" في محاربة "داعش" تكون شبيهة بالتجربة الكردية، في كل من العراق وسورية، وهو ما يصعب حصوله عربياً نظراً إلى أن المقاتلين الأكراد وأحزابهم ارتضوا أن يكون "داعش" هو العدو الأول والوحيد.
ويرى معارضو برنامج التدريب على خلفية اقتصاره على محاربة "داعش" وعدم اشتماله على النظام السوري، أنه يعكس حاجة الولايات المتحدة إلى القوات البرية اللازمة للتنسيق مع قوات التحالف ضد تنظيم "الدولة". ومع "انتهاء" آخر الفصائل التي كانت تعتمد عليها كحركة "حزم"، وانطلاقاً منه أنه سيكون من المحرج لواشنطن التنسيق بشكل علني مع قوات الأسد، فإن واشنطن قررت الاعتماد على مقاتلين من فصائل معارضة سورية غير معروفة ولا "مؤدلجة" لتنفيذ تلك المهمة. ويرى كثيرون أن هذه القوات، في حال دخلت على خط الصراع مع تنظيم "داعش" من دون تحريك ساكن ضد جبهات النظام، فإنها ستثير العديد من الشكوك لدى الفصائل الأخرى، وخصوصاً أن مناطق سيطرة "داعش" أغلبها مناطق تماس مع النظام، ما سيدفع هذا الفصيل ربما لطلب التنسيق مع قوات النظام عبر وسطاء.
ولعل عدم إدراج الأسد ضمن الأهداف القتالية لهؤلاء العناصر، على الأقل في المرحلة الأولى، هو السبب الرئيسي الذي دفع الولايات المتحدة إلى اتخاذ هذه الخطوات من دون التنسيق مع مؤسسات المعارضة السورية، التي بدورها تشترط أن تشمل أهداف التدريب قتال النظام وداعش في آن معاً. كما أكدت مصادر من داخل هيئة أركان الجيش الحر ووزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة والائتلاف الوطني لـ"العربي الجديد" أنه لم يتم التنسيق معهم بهذا الخصوص، فيما يتوقع أن تصدر وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة بياناً توضح فيه موقفها خلال الساعات المقبلة.
يُذكر أن تركيا والولايات المتحدة وقعتا في 19 فبراير/شباط الماضي اتفاقية لتدريب وتجهيز قوات المعارضة السورية لمقاتلة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وقوات النظام السوري. وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن برنامج تدريب قوات المعارضة السورية الذي تقوده الولايات المتحدة "يتعرض لتأخير من الجانب الأميركي".

اقرأ أيضاً: سورية: مظلمة الحجر الأسود توأم اليرموك