الائتلاف السوري والدور المفقود

الائتلاف السوري والدور المفقود

13 سبتمبر 2020
يسعى الحريري لتحويل الائتلاف إلى جهة تمثيلية حقيقية للسوريين (Getty)
+ الخط -

يحاول رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، نصر الحريري، أن يأخذ دور العطار الذي يحاول إصلاح ما أفسده الدهر في جسم الائتلاف المترهل، فمنذ توليه الرئاسة منذ نحو شهر وهو يعمل لاستعادة الدور المفقود للائتلاف على أكثر من صعيد، سواء على مستوى علاقته بالسوريين الذين من المفترض أنه يمثلهم، أو على مستوى علاقته بالمجتمع الدولي، ولا سيما الدول الفاعلة في الملف السوري. ويسعى الحريري إلى محاولة استبدال دور الائتلاف من منفذ لإملاءات الدول المتصارعة على الملف السوري، وتنفيذ ما تتوافق عليه، إلى جهة تمثيلية للسوريين لها رؤيتها الخاصة التي تقوم على ثوابت لا تتخلّى عنها تحت وطأة الضغوط الدولية، وذلك ضمن مرحلة تعد الأصعب سياسياً نظراً لتشابك الملفات وتضارب المصالح بين الدول الداعمة للثورة السورية.

على مستوى العلاقة بالسوريين، يعمل الحريري والفريق الذي يدعم توجهه ضمن الائتلاف، على فتح قنوات حوار مع السوريين من مختلف الشرائح ومن مختلف الانتماءات السياسية والعرقية، في محاولة منه لتسويق رؤية الائتلاف ضمن ما يشبه الحوار الوطني، بالإضافة إلى محاولته توطيد علاقته بالداخل السوري من خلال فتح مكاتب للائتلاف في الداخل والقيام بدور الممثل السياسي للسوريين في مناطق سيطرة المعارضة، وأخذ بعض الأدوار الخدمية من خلال الحكومة المؤقتة التي تتبع له.

أما على المستوى السياسي وعلاقة الائتلاف بالدول الفاعلة، فتواجه الإدارة الجديدة للائتلاف عدداً من الملفات المهمة التي عليها التعامل معها بحنكة، أهمها اللجنة الدستورية والمفاوضات مع النظام السوري، وملف إدلب ومصيرها المعلق بالمفاوضات التركية الروسية، وتطبيق قانون قيصر، وملف الحوار الكردي الكردي الذي تدعمه الولايات المتحدة وتحاول إنجاحه، بالضغط على كل الأطراف، ولا سيما الائتلاف. وشهد اللقاء الذي عقد بين الائتلاف والمبعوث الأميركي إلى سورية جويل ريبرون بشأن هذا الحوار، ومحاولة إجراء تقارب بين الائتلاف و"قوات سورية الديمقراطية"، توتراً حاداً بسبب رفض الحريري للطرح الأميركي وسعيه لتقديم رؤية خاصة بالائتلاف.

هذه الملفات وغيرها تشكّل تحدياً للحريري وفريقه الساعي لاستعادة ثقة الدول الداعمة للائتلاف بدوره واحترام مواقفه بعيداً عن الإملاءات، وذلك فيما يواجه تحدياً داخلياً بوجود أعضاء يحملون العقلية نفسها التي أدت إلى تراجع دور الائتلاف. فهل ينجح نصر الحريري اليوم في إصلاح ما أفسده هو ورفاقه في الفترات السابقة؟

المساهمون