الإنترنت سبب رئيسي للطلاق في الناصرة

الإنترنت سبب رئيسي للطلاق في الناصرة

05 يوليو 2020
مقبلان على مسؤولية جديدة (موسى الشاعر/ فرانس برس)
+ الخط -

في شارع إكسال في الحي الشرقي لمدينة الناصرة، يقع مركز الوفاق للإرشاد على الزواج وحل الخلافات الزوجية. ويعمل الشيخ إيهاب الشريف، وهو من الناصرة، في المحاكم الشرعية منذ 12 عاماً، ويحمل شهادة دكتوراه في الشريعة الإسلامية من الجامعة الإسلامية المفتوحة في مصر، كما شارك في دورات تتعلق بتقديم المشورة للأزواج.
تُسجّل البلاد 4 آلاف ملف طلاق سنوياً في مقابل 9 آلاف ملف زواج. وساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تأجيج الخلافات الزوجية. وغالباً ما تطلب النساء الطلاق، و10 في المائة فقط من حالات الطلاق تحصل بالتراضي. وبحسب الإحصائيات، يدفع 40 في المائة من الرجال النفقة والمهر للزوجات بعد الطلاق.

 


وعن أسباب الطلاق، يقول الشريف إنها تختلف من حالة إلى أخرى، وبالتالي ما من سبب واحد. ويوضح أن أسباب الطلاق عند الشباب "ترتبط بعدم النضوج. أحياناً، يختار الشاب امرأة جميلة ثم يقرر تطليقها نتيجة الملل. أما الفتيات، فيحلمن بما يشاهدنه على وسائل التواصل الاجتماعي، ولا يعرفن أن الزواج يتطلب مسؤوليات، وليس مجرد نزهات".
يضيف: "صحيح أن الفتاة تكون مدللة في بيت أهلها، إلا أن الزواج مختلف، وتصير الزوجة مسؤولة عن عائلة، وعلى علاقة بعائلة زوجها. وقد تحدث بعض الأمور أو المشاكل التي تجعلها مستعدة للتخلي عن الحياة الزوجية بسهولة".
تشير الإحصائيات إلى أن نسبة الطلاق الناتجة عن العنف الأسري بلغت 30 في المائة. يلفت الشريف إلى أن معظم حالات الطلاق تتضمن عنفاً، موضحاً أن "مجتمعنا عنيف. ومن يقدم على ضرب زوجته لا يتمتع بالإنسانية. وفي بعض الأحيان، تلجأ المرأة إلى العنف من خلال إطلاق الشتائم والضرب، علماً أن العنف خطأ وحرام وينافي الشريعة بشكل عام".
ويشير إلى أن "وسائل التواصل الاجتماعي تعد سبباً مباشراً للطلاق خلال العقد الأخير، في ظل الإدمان عليها. وعادة ما يندرج فيسبوك أو واتساب كأحد أسباب الطلاق، وقد أصبحا يأخذان حيّزاً من أوقات الأزواج". ويرى "وجوب عقد اتفاق متوازن قبل الزواج، لا سيما في ما خص الحقوق والواجبات. كما يجب الاتفاق على التفاصيل المادية كنفقة الزوجة، والديون وغير ذلك".
في هذا الإطار، يعمل مركز الوفاق على تسوية الخلافات الزوجية، إضافة إلى إعداد الشبان والفتيات للزواج. على سبيل المثال، ينظم دورات تأهيل للزواج، بهدف مساعدة المقبلين على الزواح وإخبارهم بالمسؤوليات التي تنتظرهم، وتعريفهم على بعض المهارات التي تساعدهم على حل الخلافات في ما بينهم بطريقة عصرية. ويلفت الشريف إلى أنه خلال تفشي أزمة كورونا، زادت نسبة العنف، موضحاً أن "خطورة الطلاق تكاد تفوق أزمة كورونا".

 


وفي ما يتعلق بالأفكار النمطية والمسبقة عن المطلقات، يقول: "عندما يريد أحدهم الإشارة بالسوء إلى امرأة، يقول إنها مثل المطلقات، علماً أن الطلاق شرعي". ويسأل: "لماذا لا نقول مثل المتزوجات؟"، مشيراً إلى أن "الأمر شائع في مجتمعنا لكنه خطأ". يضيف: "الطلاق هو نتيجة عدم اتفاق بين طرفين. كما أن غالبية المطلقات لا يتزوجن مرة أخرى، على عكس الرجال. وتخشى المطلقة في حال الزواج مجددا أن تحرم من أبنائها".
أما في ما يتعلق بالحب، فيقول الشريف إن "معظم الرجال في مجتمعنا يبحثون عن المرأة الجميلة للارتبط بها، وقد يكون العكس صحيحاً. وحين تحدث المشاكل بين الطرفين التي قد تصل إلى اتخاذ قرار الطلاق، نسأل: أين ذهب الحب؟ وهذا دليل على أن العلاقة التي جمعتهما لم تكن حباً". ويلفت إلى أن "الزواج اليوم بات مبنياً على المصلحة، وتُحاسب المرأة إن لم تطهُ أو تنظف البيت".

 


وبلغ عدد عقود الزواج المسجلة في المحاكم الشرعية والكنائس في الضفة الغربية وقطاع غزة، 43.515 عقداً في 2018، منها 28.378 عقداً في الضفة و15.137 عقداً في غزة. في المقابل، بلغ عدد حالات الطلاق المسجلة في المحاكم الشرعية والكنائس 8.509 حالات في عام 2018، منها 5.362 في الضفة، و3.147 في القطاع.