الإفراج عن عناصر "كتائب حزب الله" يحيي ملف المغيبين العراقيين

الإفراج عن عناصر "كتائب حزب الله" يحيي ملف المغيبين العراقيين

01 يوليو 2020
يقدر عدد المختطفين الإجمالي ما بين 16 و18 ألفاً (حيدر حمداني/فرانس برس)
+ الخط -

فتح إطلاق السلطات العراقية في بغداد سراح مجموعة مليشيا "كتائب حزب الله"، التي تم اعتقالها مساء الخميس الماضي، بتهمة إطلاق صواريخ تستهدف المنطقة الخضراء ومعسكرات تستضيف قوات أميركية، ملف اختطاف آلاف العراقيين وتغييبهم منذ عام 2015، إبان المعارك ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، حيث تم اقتيادهم من مراكز للنازحين وأخرى خلال فرار المدنيين من مناطق العمليات العسكرية والمعارك.

وعلى الرغم من تقارير أممية ودولية سابقة دعت السلطات في العراق إلى الكشف عن مصير من تم اختطافهم والتعامل بشفافية مع الملف، إلا أنّ القضية ما زالت تخضع للمماطلة من قبل القضاء العراقي والحكومات المتعاقبة لأسباب سياسية، معظمها يرتبط بالنفوذ الإيراني في العراق والأطراف المتهمة بالقضية.

ويقدر عدد المختطفين الإجمالي ما بين 16 و 18 ألفاً، إلا أن ناشطين وسياسيين يتحدثون عن أرقام تفوق ذلك بكثير.

وتعتبر مليشيات "كتائب حزب الله" من أبرز تسع مليشيات مسلحة متورطة بعمليات خطف وتغييب النازحين، جميعها من المليشيات المدعومة من إيران

واليوم، الأربعاء، قال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي محمد الكربولي، تعليقاً على إطلاق سراح مسلحي مليشيا "كتائب حزب الله"، في تغريدة له على حسابه في موقع "تويتر"، إنّ "من يتم الإمساك به بالجرم المشهود يطلق سراحه، بينما من يعتقل أو يختطف بملابس نومه يسجن ويغيب مدى الحياة"، مخاطباً حكومة مصطفى الكاظمي بالقول إنّ "عدالة حكومتكم عرجاء".

في المقابل، قال عضو التيار المدني علي الفضلي إنّ السلطات العراقية كانت سريعة في التعامل مع كل الملفات المتعلقة بالجهات المدعومة من إيران، لكنها تمارس سياسة التغافل أو التناسي عن ملف آلاف المختطفين العراقيين، مضيفاً، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه "كان على القضاء أن يسأل أو يضيف للتحقيق  مع المجموعة التي تم اعتقالها سؤال ماذا تعرفون عن العراقيين الذين تم اختطافهم من مناطق سيطرتكم في كذا وكذا؟"، كاشفاً عن حراك جديد سينطلق من بغداد نحو عدة جهات، بينها الأمم المتحدة ومنظمة "العفو" الدولية و"الصليب الأحمر"، من أجل إعادة تحريك الملف، فهناك، وفقاً للفضلي، "أكثر من 100 ألف طفل وزوجة وأم ينتظرون معرفة مصير من تم اختطافهم من قبل المليشيات". 

وأفرجت السلطات العراقية، الاثنين الماضي، عن 13 عنصراً من مليشيا "كتائب حزب الله"، من أصل 14 عنصراً تم اعتقالهم، الخميس الماضي، في منطقة الدورة، جنوبي بغداد، وهم يستعدون لإطلاق صواريخ "كاتيوشا" باتجاه المنطقة الخضراء ومطار بغداد الدولي، وفقاً لبيان أصدرته السلطات العراقية باليوم الثاني من العملية.

وعلّق المتحدث باسم الحكومة أحمد ملا طلال على إطلاق سراحهم بالقول إنّ "الموضوع متعلق بإجراءات القضاء"، مضيفاً أنّ رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي "لم يتدخل". 

عضو بالبرلمان العراقي طلب عدم الكشف عن اسمه، أكد، لـ"العربي الجديد"، وجود "أسباب سياسية تحول دون فتح ملف المختطفين والمغيبين والمعتقلين الأبرياء الذين لفقت لهم اتهامات لا أساس لها من الصحة، وأجبروا على الإدلاء باعترافاتهم تحت التعذيب"، مضيفاً، في اتصال هاتفي، أنّ "خير دليل على وجود عوائق سياسية ومليشياوية في هذا الملف هو عجز الحكومات المتعاقبة، وآخرها حكومة الكاظمي، عن استعادة بلدة جرف الصخر بمحافظة بابل من سيطرة مليشيا "كتائب حزب الله" والفصائل المسلحة الأخرى، والسماح بعودة نازحيها إليها". 

وسبق أن تحدث برلمانيون وسياسيون وزعماء محليون عن وجود سجون سرية تابعة للمليشيات في جرف الصخر تضم آلاف الأشخاص الذين اختطفوا أثناء نزوحهم من محافظات شمال وغرب العراق بسبب الحرب على تنظيم "داعش".

إلى ذلك، قال مدير "مركز جرائم الحرب" العراقي، عمر الفرحان، إن بعض المعتقلين فارقوا الحياة بسبب التعذيب في المعتقلات بعد صدور قرارات بالإفراج عنهم، مؤكداً، خلال مقابلة متلفزة، أن العشرات قتلوا في السجون بهذه الطريقة.

ولفت إلى ورود معلومات للمركز تشير إلى أن معتقلين في سجن الحوت بمحافظة ذي قار (جنوب) تعرضوا للتسميم بشكل متعمد، متسائلاً عن دور القضاء واللجان التحقيقية والحكومة في ذلك.

وأشار إلى وجود جهات تابعة لأحزاب سياسية ومليشيات غير تلك التابعة لوزارات الداخلية والدفاع، مبيناً أن آلاف الاشخاص غيبوا بين عامي 2014 و2016 ولم يعرف مصيرهم.