الإعلام المصري والناشطون: علاقة تحريض؟

الإعلام المصري والناشطون: علاقة تحريض؟

29 أكتوبر 2014
كان عمرو أديب من المحرضين على الناشطين (تويتر)
+ الخط -
"فيه ناس بتشتم السيسي بالأب والأم". جملةٌ قالها إعلامي مصري ليلاً، فتُرجمت صباحاً لقرار حبس ناشط معروف. صحافيٌ آخر قال في برنامج آخر: "مفروض المذيعين، محمود، وليليان، ومعتز، وغيرهم يتلمّوا"، وفي الليلة التالية أوقفت بعض البرامج، وفُتح تحقيق قضائي مع بعض مقدميها".
هكذا، تبدو ملامح المشهد الإعلامي المصري. فوسط أجواء مشحونة بالتحريض والكراهية لكل رأي مختلف عن نغمة التطبيل والتجييش، والدفاع عن الوطن ضدّ المؤامرات الدوليّة.
وتجلّت تلك الأجواء في البرامج الحوارية، خصوصاً مع إعادة حبس الناشط علاء عبد الفتاح والحكم على يارا سلام وسناء سيف بثلاث سنوات مع الشغل.
وجاء الإعلامي عمرو أديب على رأس المُحرّضين على قمع الناشطين. وكان آخرها حلقة الأحد الماضي، التي طالب فيها أديب وزميله خالد أبو بكر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بقمع كل الأصوات، ومنع المسيئين لـ"أعضاء" والديه، على حد تعبير أديب.
وبذات سياق التحريض، قام رواد منصات التواصل بنشر فيديو للمستشار مرتضى منصور، خلال لقاء تلفزيوني، منذ أيام، بالتحريض على الإعلاميين محمود سعد وليليان داود ومعتز الدمرداش، وطالب بمنعهم من الظهور، وهو ما حدث بالفعل بعدها مباشرة مع سعد، وقام في نفس اللقاء بمطالبة "السيسي" بحبس الناشطين وعلى رأسهم علاء عبد الفتاح.
واعتبر الناشطون تحريض أديب ومنصور عاملاً فاعلاً ومهماً في الأحكام الصادرة أمس واليوم، ممّا يوحي بالصلة المباشرة بين بعض الإعلاميين والساسة وبين الأجهزة الأمنية وتوجيه القضاء لردع المعارضين، في الوقت الذي انتقدوا فيه التراخي الأمني في سيناء، والذي نتج عنه حادث "الشيخ زويد" منذ أيام.
إحدى الناشطات سخرت من الأحكام، وقالت: "علاء وسناء وسلوى وياسين ويارا وبيتر في السجن خلاص يا ريس. يا رب يكون حق الجنود رجع، وقضينا على الإرهاب". وعلّق آخر: "يعني مرتضى وأديب يطلبوا من السيسي قمع النشطاء، وهوا ميكدبش الكلمة ويعملها النهاردة، ويحبس يارا وسناء وعلاء؟".

المساهمون