الإعلام المصري في ذكرى "مصر تستيقظ"

الإعلام المصري في ذكرى "مصر تستيقظ"

14 مارس 2016
أخفق الإعلام المصري مجدداً في حساب وتقدير عوائد المؤتمر(تويتر)
+ الخط -
يبدو أن الصحف المصرية، نسيت أو تناست، الذكرى الأولى للمؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ، في الفترة من ١٣ إلى ١٥ مارس/آذار من العام الماضي، واكتفت بعض الصحف والمواقع الإلكترونية، بنقل تصريحات وأرقام متضاربة عن عوائد المؤتمر، بعد عام على تدشينه.

وتفرغت الصحف للحديث عن إقالة وزير العدل المصري السابق، أحمد الزند، بعد إقالته من منصبه إثر تصريحات صحافية مسيئة للرسوم محمد، حيث جاء في مانشيت صحيفة "المصري اليوم"، في عدد اليوم، الإثنين، "حبس النبي يطيح بالزند". وكتبت صحيفة "الوطن" في المانشيت الرئيسي لها "رئيس الوزراء يطالب الزند بالاستقالة". فيما كتبت جريدة "الشروق"، مانشيت "كش وزير.. 6".

ويستطيع المراجع لأرشيف الصحف المصرية الصادرة صباح يوم الإثنين الموافق ١٦ مارس/آذار في مصر، أن يجد أن المانشيتات والعنوانين الرئيسية خرجت شبه متطابقة "مصر تستيقظ".

فقالت جريدة الوفد في المانشيت الرئيسي "السيسي للعالم: مصر تستيقظ"، وتشابهت معها جريدة البورصة بعنوانها "مصر تستيقظ الآن"، وخرجت جريدة الشروق بنفس العنوان "مصر تستيقظ الآن"، والجمهورية "مصر تستيقظ"، وكذلك جريدة التحرير التي كتبت "مصر تستيقظ"، وجريدة الأخبار التي كتبت "السيسي: الآن مصر تستيقظ"، وجريدة المسائية التي كتبت "مصر تستيقظ"، فيما قالت جريدةالمصري اليوم في العنوان الرئيسي ".. وفرحت مصر".



أما العام الماضي، فقد أخفق الإعلام المصري في حساب تقديرات عوائد المؤتمر الاقتصادي الذي عقد على مدار الأيام الثلاثة الماضية بمدينة شرم الشيخ، وتفاوتت الأرقام التي أعلنتها كل وسيلة إعلامية، قبل أن يخرج رئيس الوزراء المصري السابق، إبراهيم محلب، غير قاصداً، لينفِ كل ما نشر.

كانت وسائل الإعلام المصرية، قد تناقلت الأرقام التي حققها المؤتمر الاقتصادي بشيء من المبالغة، فقالت جريدة ليوم السابع أن حصيلة اليوم الثاني للمؤتمر الاقتصادي بلغت ٩٠ مليار دولار، ولكن الحصيلة بلغت ٨٥ مليار دولار بحسب جريدة البوابة، و٩٣ مليار دولار بحسب جريدة الشروق، و١٠٠ مليار دولار وفق جريدة الأهرام، وصحف أخرى تراوحت تقديراتها ما بين ٣٥ إلى ٥٥ مليار دولار.

إلا أن جميع هذه الأرقام، جب بها محلب خلال المؤتمر الصحفي الختامي عندما أكد أن الرقم الصحيح هو ٦٠ مليار دولار شاملة القروض بدون المنح الخليجية، مقسمة على عقود تم توقيعها خلال المؤتمر بقيمة ٣٦.٢ مليار دولار في المؤتمر، مشروعات تم الاتفاق عليها بقيمة ١٨.٦ مليار دولار والسداد على سنوات طويلة، بالإضافة إلى ٥.٢ مليار دولار من صناديق ومؤسسات دولية كقروض بالتعاون مع وزارة التعاون الدولي المصرية.

وأما هذا العام، فقد أخفق الإعلام المصري مجددا في حساب وتقدير عوائد المؤتمر، وتحدثت صحف ومواقع إلكترونية، عن العام الأول للمؤتمر، على استحياء.



ونقل موقع "فيتو" عن الخبير الاقتصادي المصري، رشاد عبده، "الواقع يقول إن مشاريع بقيمة 30 مليار دولار دخلت حيز التنفيذ، في حين مشاريع واتفاقيات بأكثر من 100 مليار ما زالت قيد الدراسة والبحث، وأن ذلك يمثل إنجاز كبير على أرض الواقع، وتعبير عن أن هذه الاتفاقيات لم تكن مجرد كلام على ورق، ولكن الإنتاج والتماس النتائج بوضوح ليس قبل 3 سنوات، فالأمر ليس بهذه السهولة كما يتوقع البعض".

اقرأ أيضاً: #حاكموا_الزند_الا_رسول_الله: الزند يواصل شطحاته ويهدد بحبس النبي

ونقل موقع "صدى البلد" عن أستاذ الاقتصاد بأكاديمية السادات، عبد اللطيف عبد الحميد، أن "عدم وجود الشباك الموحد للاستثمار أضعف إنجازات المؤتمر الاقتصادي الذي يمضي اليوم عاما على إطلاقه، ولذلك لم تظهر بعض المشروعات للنور وتم الاختلاف على تمويل العاصمة الإدارية، وأن السياسة الاقتصادية بمصر تحتاج لتوازن وفض نزاعات الاستثمار حتى نشعر بنتائج المؤتمر الاقتصادي بشكل ملموس على أرض الواقع".

أما وزير الاستثمار المصري، أشرف سالمان، فقد أعلن خلال لقائه مع الإعلامي المصري، أسامة كمال، أن "المؤتمر الاقتصادي العالمي الذي أقيم في مدينة شرم الشيخ العام الماضي، نجح في الهدف الذي جاء من أجله وهو وضع مصر على خريطة الاستثمارات العالمية، مشيرًا إلى ارتفاع عدد الشركات التي جاءت للاسثمار داخل مصر بعد عقد المؤتمر، وأنه تم توقيع اتفاقيات ملزمة بقيمة 58 مليار دولار في مجالات الطاقة والبترول والنقل خلال المؤتمر، بخلاف مذكرات التفاهم التي تم توقيعها أثناء انعقاده أيضًا، وأن حجم ما ننفذه من هذه الاستثمارات على أرض الواقع يبلغ 33 مليار دولار، ونسعى للبدء في تنفيذ الباقي".

اللافت أن وسائل الإعلام التي فشلت في حساب إيرادات المؤتمر العام الماضي، انشغلت بالصور السيلفي التي التقطها الشباب منظمو المؤتمر مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، كانشغالها بـ"كيد العوازل" بحسب التعبير المصري الدارج، فقد حرصت بعض الصحف على كتابة عناوين منها "موتوا بغيظكم"، كما جاء في جريدة "البوابة"، و"رجالة"، كما كتبت جريدة اليوم السابع التي أفردت صفحتها الأولى بالكامل لنشر صور المشاركين في المؤتمر الاقتصادي.

المساهمون