الإعلام الفرنسي يستنفر لكشف سرّ تحرير الصحافيين الأربعة بسورية

الإعلام الفرنسي يستنفر لكشف سرّ تحرير الصحافيين الأربعة بسورية

20 ابريل 2014
هولاند وفابيوس يستقبلان الصحافيين العائدين الأحد (getty)
+ الخط -

شهدته فرنسا، اليوم الأحد، استقبالاً مؤثراً للرهائن الصحافيين الأربعة المختطفين في سورية منذ عشرة أشهر، إدوارد إلياس وديدييه فرانسوا وبيير توريس ونيكولا إنان، ووصلوا إلى مطار فيلاكوبليه الفرنسي، الأحد، حيث كان بانتظارهم الرئيس فرنسوا هولاند ووزير الخارجية لوران فابيوس وعائلاتهم وعدد من زملائهم الصحافيين.

وخصّصت وسائل الإعلام الفرنسية مساحة كبيرة للحدث ولتصريحات الصحافيين. وأكد هؤلاء أنهم لم يتمكنوا من رؤية النور لمدة عشرة أشهر، وانهم وُضعوا في طوابق سفلية تحت الأرض، كاشفين أيضاً أنه تم نقلهم مراراً من مكان إلى آخر.

وفي الوقت الذي أكدت فيه الدوائر الرسمية الفرنسية انه لم يتم الإفراج عن الرهائن في إطار صفقة أو مقابل فدية مالية، إلا أن الصحف الفرنسية، وفي مقدمتها "لو باريزيان" و"وجورنال دو ديمانش"، توقفتا عند المفاوضات التي بدأت منذ اشهر، والمحطات التي قطعتها من خلال إرسال فرنسا لموفدين، وإقامة المفاوضات ومن ضمنها زيارة هولاند الأخيرة إلى أنقرة أواخر شهر يناير/كانون الثاني الماضي. 
وأشار دبلوماسي لـ"العربي الجديد" إلى أنه خلافاً لملف الرهائن الفرنسيين في مالي أو نيجيريا، حيث تعمل السلطات الفرنسية مع مسؤولين محليين، فبالنسبة لهذا الملف، جهاز "الادارة العامة للأمن الخارجي" (DGSE) هو الذي تولى إدارة وتنظيم المفاوضات. وقالت "لوباريزيان" إن هذا الجهاز هو الذي حدّد نقطة الخروج وإتمام العملية على الحدود التركية، وهذا ما يفسر كثافة المباحثات مع السلطات التركية.

وأوردت "لوباريزيان" وصحف أخرى، أن وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لودريان، قام بزيارة تركيا سراً أخيراً، للتأكد من أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، وأن عملية إطلاق سراح الرهائن ستتم بالفعل من الجانب التركي عبر الحدود. وشددت الصحيفة على أن جهاز الاستخبارات أبلغ هولاند أن عملية إطلاق السراح الرهائن "ستتم هذا الأسبوع". أما صحيفة "لوباريزيان"، فبدت واثقة من أن "الصفقة تمت مقابل أموال". في المقابل، أفادت مصادر مقربة من الرئاسة، بأن قصر الاليزيه تولى الملف مع وزارة الدفاع ومنذ اللحظة الأولى، وتم إشراك وزير الخارجية لوران فابيوس وخلية الأزمات في وزارة الخارجية أيضاً.

وتشير المعلومات إلى أن فرنسا بادلت، من ضمن جهودها للافراج عن الصحافيين، اتصالات مع أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسبانية والبريطانية "بهدف دراسة تصرف وعقلية الخاطفين".

وعن الزيارة السرية التي قام بها وزير الدفاع جان إيف لودريان إلى تركيا أخيراً، تفيد المصادر المطلعة على الملف، بأنها تناولت بشكل أساسي الشروط اللوجستية للإفراج عن الرهائن، بعدما أصبحت هذه العملية وشيكة. وقال مسؤول عن الملف "كنا نعلم أن العملية أصبحت جاهزة، وقد عثرت على الصحافيين الأربعة فرقة تضم جنوداً أتراكاً قرب مدينة اكساكال" على الحدود التركية ــ السورية، وكانوا بحوزة "دولة الإسلام في العراق والشام" (داعش)، بحسب "لوباريزيان".
وتضيف الصحيفة أن بعض العناصر ساهمت في عملية الإفراج، من ضمنها خسارة "داعش" لبعض مواقعها على الجبهة.