لم يعمّق التحرش الأميركي بالطائرة الإيرانية المدنية في أجواء سورية، من التوتر الأميركي الإيراني المتصاعد فقط، بل يبدو أنه أحدث توتراً بين طهران وعمّان، ليزيد من الفتور الذي يحكم العلاقات الإيرانية الأردنية منذ سنوات، حيث تشير تقارير إيرانية إلى أن المقاتلات التي اعترضت الطائرة الإيرانية انطلقت من الأراضي الأردنية، وهو ما دفع الإعلام الإيراني، خلال اليومين الماضيين، إلى مهاجمة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، متهماً إياه بالتواطؤ مع واشنطن في سياساتها ضد طهران.
وفي السياق، نشر نادي "المراسلين الشباب" التابع للتلفزيون الإيراني، أمس السبت، فيلماً قصيراً، مدته دقيقتان وثماني ثوان، بعنوان "أوكار الاغتيال الأميركية العربية"، ومعلّقاً عليه بالقول "ملك الأردن شريك أميركا في اغتيال اللواء (قاسم) سليماني"، قائد "فيلق القدس" الإيراني، الذي قُتل مطلع العام الحالي بضربة جوية أميركية في بغداد.
وتداولت وسائل إعلام إيرانية أخرى وحسابات على شبكات التواصل، بكثافة، خلال اليومين الماضيين، الفيلم الذي يبدأ باستعراض سيرة ذاتية مختصرة للملك عبد الله الثاني.
ويتهم الفيلم الإيراني، العاهل الأردني، بمواصلة نهج والده في التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وإرساء العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية.
توعد الفيلم الإيراني بنهايات "غير سعيدة" للقوات الأميركية ومن يستضيفها
ويتحدث الفيلم عن استخدام واشنطن قاعدة "الأزرق" في تنفيذ "جريمة مطار بغداد"، في إشارة إلى اغتيال سليماني، واعتراض الطائرة الإيرانية في الأجواء السورية، مختتماً بأن "أوضاع غرب آسيا هذه الأيام مضطربة مثل السنوات الماضية"، عازياً ذلك إلى وجود "ضيوف غير مرغوب فيهم" في المنطقة، ومعتبراً أن "ثمة شواهد تشير إلى أن نهاية غير سعيدة بانتظار هؤلاء الضيوف ومضيفيهم في المنطقة".
إلى ذلك، وبعد حادثة اعتراض طائرة الركاب الإيرانية في أجواء سورية، مساء يوم 23 يوليو/تموز الماضي، نقلت وكالة "نور نيوز" الإيرانية المقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني عن مصادر قولها، إن "ثمة احتمالا قويا أن المقاتلتين من طراز F15 اللتين اعترضتا الطائرة الإيرانية على أجواء سورية، قد انطلقتا من قاعدة الأزرق الجوية الأميركية في الأردن"، مشيرة إلى أنها القاعدة نفسها التي استخدمتها الطائرات الأميركية "في اغتيال قادة المقاومة"، في إشارة إلى اغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني، ونائب رئيس "الحشد الشعبي" العراقي.
واعتبرت "نور نيوز" أنه رغم نفي الحكومة الأردنية استخدام واشنطن قاعدة "الأزرق" في استهداف سليماني؛ "لكن لا يمكن كتمان الاستخدام المتكرر للأراضي الأردنية من قبل الجيش الأميركي الإرهابي لضرب استقرار المنطقة"، داعية إلى استدعاء القائم بأعمال السفارة الأردنية في طهران، من قبل الخارجية الإيرانية "كخطوة أولى لتوضيح دور الأردن في الحادث الأخير"، أي التحرش الأميركي بالطائرة الإيرانية.