الإصابات تزيد وقيود كورونا تعود

الإصابات تزيد وقيود كورونا تعود

15 يوليو 2020
سوق السمك في برشلونة، عاصمة كتالونيا (مانويل ميدير/ Getty)
+ الخط -

شهد شهر يوليو الجاري زيادة كبيرة جداً في عدد الإصابات بكورونا، في مختلف القارات، ما دفع إلى إعادة تشديد القيود التي جرى تخفيفها في كثير من الدول

بينما يقترب العالم من 600 ألف وفاة بفيروس كورونا الجديد، تظهر آلاف الإصابات الجديدة يومياً في ظلّ عدم توفير لقاح بعد، وهو ما يدفع باتجاه التشدد مجدداً بإجراءات الإقفال، في دول مختلفة، على امتداد القارات، وإن كان عدد حالات الشفاء مرتفعاً جداً أيضاً ويصل إلى أكثر من 7 ملايين و400 ألف.

في هذا الإطار، عاد نحو 160 ألف شخص في إقليم كتالونيا الإسباني إلى العزل الصحي، اليوم الأربعاء، مع سعي السلطات للسيطرة على موجة جديدة من الإصابات بالفيروس، بعد أسابيع فقط من رفع الحظر في البلاد. وليل الثلاثاء - الأربعاء، وافق قاضٍ على أوامر حكومة المنطقة لسكان مدينة ييدا وست بلدات مجاورة بالبقاء في المنزل بعد عدة أيام من الخلافات القانونية والتوترات السياسية. وبموجب القواعد الجديدة، يمكن للسكان مغادرة منازلهم فقط للضرورة، مثل الذهاب للعمل أو شراء احتياجاتهم، بينما ستغلق الفنادق والمطاعم والحانات باستثناء خدمات استلام وتوصيل الطعام. كذلك، شجعت السلطات الإقليمية سكان ثلاثة أحياء في لوسبيتاليت، وهي ضاحية في برشلونة، عاصمة الإقليم، يقطنها نحو 260 ألف شخص، على البقاء في منازلهم لكن من دون أن تلزمهم بذلك.
في أوروبا أيضاً، فرضت السلطات اليونانية فحوصاً طبية أكثر صرامة على حدودها مع بلغاريا بعد زيادة الإصابات المتعلقة بالسياحة. وبات يتعين على جميع المسافرين الوافدين الذين يعبرون الحدود، اعتباراً من اليوم الأربعاء، تقديم شهادات تثبت خلوهم من الفيروس، تم إصدارها في الساعات الـ72 السابقة مع ترجمتها إلى الإنكليزية.


بعيداً عن أوروبا، أعلنت الولايات الأكثر اكتظاظاً بالسكان في أستراليا أنّها ستفرض قيوداً أشدّ صرامة على التنقل إذا لم تجرِ السيطرة سريعاً على تفشي الفيروس. واعتبرت أستراليا من الدول الرائدة على مستوى العالم في احتواء الفيروس، لكنّها شهدت في الأسبوع الماضي تصاعداً في الإصابات الجديدة. وفي إطار مسعاها المستميت لاحتواء التفشي، فرضت ولاية فيكتوريا في الأسبوع الماضي إجراءات العزل العام على نحو خمسة ملايين شخص لمدة ستة أسابيع. وأشار رئيس وزراء الولاية، دانييل أندروز، إلى مخالفة أقلية من الأشخاص لأوامر العزل التي تتطلب من الناس البقاء في منازلهم باستثناء عدد قليل من الأنشطة المسموح بها، محذراً من إمكانية تمديد القيود. وقال أندروز: "إذا لم يفعل الناس ما هو صواب فسيتعين علينا الانتقال إلى فرض قيود إضافية واحتمال إطالة أمد هذه القيود". وفي نيو ساوث ويلز، التي شهدت عشرات من الإصابات خلال الأسبوع الأخير، قالت رئيسة الوزراء غلاديس بيريغكليان، إنّ الولاية ستحتاج على الأرجح إلى قيود جديدة. واستبعدت مع ذلك تطبيق إجراءات عزل عام بسبب ما يمكن أن تسفر عنه من أضرار اقتصادية.

الصورة
كورونا الهند (غيتي)


وبالانتقال إلى جنوب شرق آسيا، أعلنت طوكيو أنّها ستزيد مستوى التحذير من كورونا إلى أعلى درجة في مقياس من أربع درجات وذلك بعد وصول الإصابات إلى مستويات قياسية في العاصمة اليابانية خلال الفترة الأخيرة. وتجاوزت الإصابات اليومية 200 إصابة في الأيام الأخيرة ووصلت إلى أعلى مستوى على الإطلاق وهو 243 حالة يوم الجمعة الماضي. ويعني المستوى الأعلى من التحذير أنّ "عدوى فيروس كورونا تنتشر".

 

كذلك، أعادت هونغ كونغ فرض إجراءات مشددة للتباعد الاجتماعي وأغلقت متاجر عدة وجعلت وضع الكمامات والأقنعة الواقية إلزامياً في وسائل النقل العام، وذلك بعد تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات، ما يهدد بنسف حصيلة أشهر من نجاح الجهود في احتواء العدوى. وكانت المدينة من أولى المدن التي انتشر فيها الفيروس بعد ظهوره في وسط الصين. لكنّها أحرزت نجاحاً لافتاً في التصدي له مع تسجيلها أكثر بقليل من 15 ألف إصابة وثماني وفيات ووقف انتقال العدوى محلياً بشكل نهائي تقريباً. لكن في الأسبوعين الماضيين، جرى تسجيل أكثر من 200 إصابة محلية، ويعتقد المسؤولون أنّ الفيروس ينتشر مجدداً في المدينة المكتظة البالغ عدد سكانها 7.5 ملايين نسمة. واعتبرت السلطات الصحية أنّ الوضع "مقلق جداً"، إذ إنّ أكثر من 70 في المائة من الإصابات المحلية الأخيرة لم يعرف مصدرها.

وقررت المكسيك والولايات المتحدة تمديد إغلاق الحدود بينهما أمام "النقل البري غير الضروري" حتى 21 أغسطس/ آب المقبل، بسبب ارتفاع الإصابات في البلدين. وأشارت وزارة الخارجية المكسيكية إلى أنّ البلدين سيواصلان التنسيق بخصوص التدابير الصحية عند المنطقة الحدودية، حتى 21 أغسطس المقبل.

الصورة
كورونا أميركا (Getty)

المساهمون