تقنية التواصل الحديث فتحت المجال أمام البشرية لاختبار السرعة. السرعة التي درسناها في النسبية، وبقيت محض خيال لدينا لا يمكننا تطبيقه، إلا من زاوية تفكير اينشتاين.

اختزال الاختزال الذي قدمته البشرية لنفسها خلال مرّ العصور، هو ما جعلها تتقبّل الممكنات المتاحة لها، دون معرفة أصلها، لنجد أنفسنا غارقين في علم إشارات، لا نحاول سوى فكّ الشيفرة الأولى له، وهي معرفة استخدام الرمز فقط.

إنّ لغة الإشارة هي تكثيف التواصل واختزاله، بدون صوت، أي أنّها تعتمد على الحاسّة الطاغية عند الإنسان، وهي البصر، وغالبًا اللمس عند ذوي الاحتياجات الخاصّة، لكن تطوّرت هذه الإحالات من تعابير الوجه واليدين، وهذا ما يُطلق عليه لغة الجسد، لتأخذ شكل اختزالات رمزية، أو رقمية، أو نقوش. باتت تحاصر حياتنا بشكل يومي.

في هذا التقرير سنمرّ على أشهر الرموز التي نتفاعل معها لكنّنا نجهل ماهيتها الأساسية.

رمز البلوتوث، وهي تقنية اتصالات راديوية تستخدم في نقل البيانات بين أجهزة الهواتف النقالة وبين الحواسيب، وهذا الرمز معروف وشائع لكن على الأغلب الكثير لا يعرفون معنى الرمز ولا الأصل التاريخي للاسم، ففي القرن العاشر الميلادي كان ملك الدنمارك هارولد لاتند، مشتهرًا بقدراته على الاتصال مع الناس، وكان له فضل في توحيد قبيلتين دنماركيتين، وحافظ على وحدة الدنمارك، يقال إن الملك هارولد كان مكنّى بصاحب السن الأزرق أو بلوتوث، وذلك لأنه كان يأكل كميات كبيرة من التوت الأزرق لدرجة تغير إحدى أسنانه للون الأزرق.

وأما رمز البلوتوث، فهو يتكوّن من اندماج رمزين مع بعض وهما الرمز الذي هو على شكل النجمة * وهو حرف H باللاتينية، والرمز الثاني هو حرف B باللاتينية والذي يمثّل حرف B بالإنكليزية، وتم دمج الحرفين مع بعض ليعبر عن رمز جديد وهو رمز البلوتوث (هارولد بلوتوث).

رمز التشغيل: كل الأجهزة الكهربائية في العصر الحالي تمتاز بوجود رمز دائرة غير مكتملة، أو صفر مفتوح من الأعلى وفيه خط عمودي صغير على شكل رقم واحد، يعتبر من الرموز الشائعة يومية ولكن معظمنا لا يعرف معناه، وهذا يرجع للأربعينات، وهو عبارة عن رمز مستوحى من نظام العد الثنائي الذي يتمثّل بالعددين (O، 1). واللذين تعتمد عليهما الإلكترونات والصفر معناه إطفاء الجهاز والواحد معناه تشغيل الجهاز ومع مرور السنين صار الرمز مندمجا ويرمز للوضعين وضع التشغيل ووضع الإطفاء.

إشارة OK، من الإشارات التي نستعملها يوميًا وهي عبارة عن عمل دائرة بالإصبعين السبابة والإبهام مع تحرير الأصابع الثلاثة الباقية، وتستخدم هذه الحركة باليد للتعبير عن أن الأمور تمشي بشكل جيّد. ويقال إن وراء هذه الإشارة ثلاث فرضيات:

الفرضية الأولى: تقول إن الرئيس الأميركي السابع إندرو جاكسون اعتاد على عمل هذه الإشارة بيده، بعد اتخاذه للقرارات؟

الفرضية الثانية تقول: إن الرئيس الثامن للولايات المتحدة الأميركية مارتن فان بيورين، كان من مدينة أولد كندرهوك في نيويورك، وأثناء الحملة الانتخابية له، أشار عليه المساعدون بدل كتابة المدينة اختصارها بالحرفين OK.

الفرضية الثالثة تقول: إنّ إشارة OK هي إشارة هندية أو بوذية كانت وما زالت تستخدم في حركات اليوغا والتأمل.

رمز التوقف pause، مأخوذ من النوتة الموسيقية، وتعني التوقف المؤقت، وتختلف عن الرمز الحالي في أنها مائلة

رمز USB تصميم هذا الشعار مستوحى من رمح أحد آلهة الرومان على رؤوس الرمح يوجد مثلث ومربع ودائرة وتعني قدرته على الاتصال بمختلف الأجهزة.

(Ampersand & الواو اللاتينية)، رمز شائع يستخدم غالبًا للربط بين أسماء الأعلام أو عناوين الكتب، وهي علامة ذات أصل لاتيني، ففي روما القديمة حاول العلماء ابتكار طريقة لتسريع الكتابة اختصارًا للوقت، إلى أن تم ابتكار نظام اختصارات لغوية على يد رجل عبد يدعى ماركوس توليوس تيرو، لكنه أصبح حرًا فيما بعد، وأطلق على نظام الاختصارات الذي وضعه اسم تيرونيان، ومن ضمن هذه الرموز كان رمز الواو اللاتينية.

رمز الذكور والاناث ♀♂هما رمزان مستمدّان من الرموز الفلكية ويشيران إلى الكوكبين المريخ والزهرة، حيث إن رمز الذكور يمثّل الرمح والدرع، وهو يعبر عن إله الحرب الإغريقي مارس، والذي يقابل المريخ. أما رمز الأنثى فيعبر عن آلهة الحب والجمال فينوس والمقترن بكوكب الزهرة.

رمز القلب ♥ منتشر بشكل كبير حول العالم، وتستخدمه الناس للتعبير عن الحب والعاطفة، لكن ما هو رمز القلب؟ على الرغم من اختلاف رمز القلب الشائع عن شكل قلب الإنسان الحقيقي.

لم يكن رمز القلب يُستخدم في البداية للحب، ويعود هذا الرمز إلى ثلاثة احتمالات مختلفة، الاحتمال الأول ويقول: إن الرمز أصله يوناني، فقد كان يتمّ رسمه على صور بعض الآلهة اليونانية القديمة، كما أشارت لها الأبحاث.

وأما الاحتمال الثاني فيقول إن رمز القلب أقرب لحوض المرأة وهو مقتبس منه، والاحتمال الثالث: أن الرمز مأخوذ من الشكل الذي يتكون من التقاء ذكر وأنثى البجع، ويعتبر هذا الاحتمال هو الاحتمال الصحيح لأن البجع في ثقافات كثيرة يرمز للحب والإخلاص، نظرًا لأن هذا الطائر يلتزم بشريكه طيلة حياته.