يقلق هذا المنتفض الإسرائيليين (الأناضول)
يعيش الإسرائيليون نوبة من الهلع أخيراً، في ظل الهبّة الفلسطينية المصحوبة بعمليات مقاومة فردية. وتعود حالة الذعر أيضاً، إلى انتشار العمليات في مختلف أنحاء الأراضي المحتلة من أقصى الشمال وحتى أقصى الجنوب، وعدم حصرها في القدس المحتلة.
على خلفية عمليات الطعن المستمرة والتي وصلت قلب تل أبيب وبتاح تكفا والعفولة، بات كل ما يدلّ على الهوية الفلسطينية يثير "فوبيا" في نفوس الإسرائيليين. وقد يكون ذلك رموزاً معينة أو كتابة بالعربية على القمصان أو الحقائب أو حتى إعلانات التجارية. كذلك يخرجهم حجاب الشابات والنساء عن صوابهم، أما الكوفية الفلسطينية فحدّث ولا حرج.
وسط هذا التوتر والدعوات الرسمية إلى التسلح التي يوجهها رسميون، يلجأ الإسرائيليون إلى التسلح أيضاً، ليس في مستوطنات الضفة الغربية والقدس المحتلتين، بل وأيضا في الأراضي المحتلة عام 1948 بأسلحة نارية وأحيانا غاز الفلفل والصاعق الكهربائي "شوكر". وقد بيّنت تقارير إقبالاً إسرائيلياً هستيرياً على شراء هذه المنتجات، لدرجة أن المحال التجارية في القدس المحتلة مثلاً تبيع كل خمس دقائق عبوة غاز فلفل.
وذكرت شبكة متاجر "ريكوشت" الإسرائيلية أن 75 في المائة من مبيعات غاز الفلفل والصواعق الكهربائية، كانت في مدينة القدس. أما أسعار تلك الأدوات فتتراوح ما بين 50 و160 شيكل (13 - 42 دولاراً أميركياً). وحتى الآن، صرف 300 ألف شيكل (أكثر من 78 ألف دولار) على لوازم الدفاع عن النفس.
ولفتت شبكة "ريكوشت" إلى ارتفاع بنسبة 400 في المائة من المبيعات، وقد نفد مخزون تلك اللوازم من فروع عديدة. وأوضح مدير قسم شبكة تل أبيب ريشون لتسيون في حديث صحافي سابق، أن الإناث غالباً هن اللواتي يقبلن على هذه المنتجات، لكن بعد الأحداث الأخيرة ارتفع إقبال الذكور عليها أيضاً.
وتشهد الشبكات التجارية الأخرى ارتفاعاً ملحوظاً في مبيعات لوازم الدفاع عن النفس بدءاً بغاز الفلفل الذي يحتل الدرجة الأولى مروراً بالصاعق الكهربائي وانتهاءً إلى الأصفاد. ويباع غاز الفلفل في عبوات صغيرة بحجم أحمر الشفاه. وهي تحتوي على مادة مركزة من ذلك الغاز ويمكن رشّه عن بعد أمتار عديدة، ليتسبب بحكة وهيجان في العينين وعدم القدرة على الرؤية لمدة زمنية معيّنة والزكام.
نوعا شابة إسرائيلية (27 عاماً) تبدأ دراستها في الجامعة العبرية في القدس المحتلة الأسبوع المقبل. نقل عنها موقع "واي نت" قولها إن "صديقي اشترى لي غاز الفلفل بسبب أحداث الطعن الأخيرة. وسوف أحمله بيدي عند تنقلي في الأماكن التي لا أشعر بها بالأمان. على الرغم من ذلك، ما زلت أشعر بحالة من الذعر".
من جهته، يقول الكاتب الفلسطيني أنطوان شلحت لـ "العربي الجديد" إنه "ربما ينبغي إحالة الهوس الأمني الإسرائيلي إلى باحثين في مجال علم النفس. لكن، لا شك في أن المؤسسة الإسرائيلية السياسية والأمنية تستغل هذه الحالة إلى أقصى حد، لتكريس سياستها القائمة على "مبدأ" إدارة الصراع كبديل عن تسويته".
يضيف: "أرى في تفاقم حالة الذعر والهلع استمراراً للحالة التي سادت إبان الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة في آذار/ مارس الماضي، والتي انتهت إلى انتصار لحزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وأتى ذلك نتيجة لما اصطلح على تسميته حملة "غفالد" (كلمة ييديشية) أي "النجدة!". أما رسالة الحملة، فكانت تطالب الجمهور اليمينيّ بالتصويت لصالح حزب الليكود ورئيسه لإنقاذ السلطة والدولة في إسرائيل من مغبّة حُكم اليسار المدعوم من العرب". ويتابع شلحت "في حينه، استنتجنا أن مقاربة الحفاظ على الشعور بالتهديد الوجودي المستمر باتت مستحكمة في أوساط إسرائيلية واسعة النطاق، على الرغم من انتفاء ما يبرِّر ذلك منذ فترة طويلة".
"خطر أمني"
يُعدّ فلسطينيو الأراضي المحتلة عام 1948 "خطراً أمنياً" أو "عدواً داخلياً". ويلاحظ المتجوّل في البلدات هذه الأيام وفي المجمعات التجارية، احتفاظ الإسرائيليين الذين خدموا في الجيش بسلاحهم، بينما تعلّق الإسرائيليات عبوات غاز الفلفل في حمالات المفاتيح، لضمان قدرتهن على استخدامها عند الحاجة. وتأتي دعوات المسؤولين إلى الحذر واتخاذ التدابير الأمنية، لتُفاقم الشعور بفقدان الأمان.
اقرأ أيضاً: "خلّي العيد عربي" في فلسطين