الإسترليني أول ضحايا تصريحات جونسون تجاه أوروبا

الإسترليني أول ضحايا تصريحات جونسونالمتشددة تجاه أوروبا

18 ديسمبر 2019
الإسترليني تحت ضغوط بريكست غير منظم (فرانس برس)
+ الخط -
ربما ستكون العملة البريطانية أولى ضحايا تصريحات رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بعد الفوز الساحق الذي حققه حزب المحافظين في الانتخابات البريطانية التي جرت في 12 ديسمبر/كانون الأول الجاري. فقد تراجع الجنيه الإسترليني في التعاملات الصباحية في لندن إلى 1.3089 مقارنة بسعره يوم الثلاثاء 1.3115، وهو ما يعني أنه خسر أكثر من 5 دولارات منذ الانتخابات البريطانية.

وكان الإسترليني قد استهل تعاملات الأسبوع، يوم الإثنين، مرتفعاً أمام سلة من العملات العالمية، وسجل ثاني مكسب يومي أمام الدولار الأميركي، ليتداول بالقرب من أعلى مستوياته في 9 أشهر، مستفيداً من مشتريات المصارف الاستثمارية الكبرى.

ورغم أن نتيجة الانتخابات قد حسمت قرار خروج بريطانيا وجاءت مرضية لحي المال البريطاني وأصحاب الثروات ورجال المصارف، وبالتالي رفعت العملة البريطانية بعد إعلان النتيجة الجمعة الماضي فوق مستوى 1.35 دولار، إلا أنها لم تُزل المخاوف بشأن احتمال خروج غير منظم لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وهو ما تتخوف منه بنوك الاستثمار العالمية. وبالتالي، انخفض الجنيه الإسترليني. وحسب موقع "باوند سترلينغ البريطاني"، "رفع محللو أسعار الصرف توقعاتهم لمستقبل الإسترليني، على أساس أن الأغلبية المريحة التي حصل عليها جونسون ستمنحه الحرية للتفاوض الهادئ مع الاتحاد الأوروبي للحصول على شروط تجارية مريحه بخصوص الترتيبات التجارية، وسط الدعم الأميركي الذي حصل عليه من الرئيس دونالد ترامب"، لكن تصريحاته المتشددة بشأن موعد الخروج والفترة الانتقالية أثرت في معنويات المستثمرين، وهو ما انعكس سلبا على العملة.

ويرى محلل أسواق الصرف في بنك "كوميرس بانك" الألماني، اليكس رودولف، في تعليقات، أن سعر الدعم الجديد للإسترليني ربما سيكون عند 13.050، وهو المستوى الذي كان عليه قبل الانتخابات.

لكن في المقابل، يرى محللون آخرون أن الإسترليني ربما سيهبط أكثر خلال العام المقبل في حال تصاعد الخلافات السياسية مع مقاطعة اسكتلندا التي لا تدعم "الخروج الصعب لبريطانيا" من الاتحاد الأوروبي وتطالب باستفتاء جديد حول البقاء ضمن المملكة المتحدة.

كما تتخوف مصارف الاستثمار كذلك من فقدان بريطانيا "جواز المرور التجاري" في التعامل مع أوروبا في حال حدوث خروج غير منظم من الاتحاد الأوروبي. وما يهدد مستقبل العملة البريطانية أكثر، قرار جونسون بوضع تشريع قانون يمنع أي تأجيل لقرار خروج بلاده من عضوية الاتحاد الأوروبي.

وكان ارتفاع الإسترليني مدعوماً باعتقاد حي المال البريطاني الذي توجد فيه معظم مصارف الاستثمار الكبرى التي تضارب على العملات، أن أغلبية الـ80 مقعداً التي حصل عليها في الانتخابات ستقود تلقائياً إلى تليين موقف جونسون تجاه "خروج مرن لبريطانيا" من الاتحاد الأوروبي.

كما أنها ستمنحه الحرية في تقديم التنازلات المطلوبة للاتحاد الأوروبي حتى تتمكن بريطانيا من الحصول على ترتيبات تجارية بشأن التعرفة الجمركية للبضائع والشركات الأوروبية التي تتخذ من بريطانيا مقراً لها. ولكن ذلك لم يحدث، بل بدا جونسون مصراً على الموعد المحدد لتنفيذ " بريكست"، وعلى الفترة الانتقالية التي حددها بنهاية العام المقبل.


لكن هنالك عوامل أخرى ساهمت في تراجع الإسترليني مقابل الدولار، من بين هذه العوامل ارتفاع الدولار بوجه عام أمس الأربعاء، إذ صعد أمام اليورو الضعيف. حيث أعطت بيانات أميركية قوية إشارات للمستثمرين بأن مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) قد يحتاج لأن يكون أكثر اقتناعا بالحاجة إلى إجراء خفض مهم لأسعار الفائدة. وانتعش الإنتاج الصناعي الأميركي بقوة في نوفمبر/تشرين الثاني، مدفوعاً في الأساس بانتهاء إضراب للعاملين في جنرال موتورز المصنعة للسيارات.

وحسب رويترز، قفز مؤشر الدولار، الذي يتتبع أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية، إلى ذروة ستة أيام عند 97.343، وارتفع في أحدث التعاملات بنسبة 0.1 بالمائة إلى 97.302. وتراجعت العملة البريطانية 0.3 بالمائة إلى 1.3099 دولار بعد هبوطها إلى 1.3074 دولار.

المساهمون