الإرهاب يُدمي اليمن

20 اغسطس 2014
+ الخط -


حقاً، الإرهاب لا دين له، ولا أصل ولا فصل ولا شرعية بتاتاً. لعلنا نعرف حتماً أن هذا هو الإرهاب بالفعل، ونتأمل قليلاً في مشهد مذبحة حضرموت، التي اعتلت فيها سكاكين الإرهاب على رقاب الأبرياء. وتعدّت الحدود حتى بلغ الأنين الحناجر.

مقتطفات من الألم والحزن الذي يكاد أن يتساقط بين حوض وجلي، ويتناثر بين أوساط وحلي. فلا أملك إلا رثاء لما حدث وجرى، وآلام أرسلها كنوع من الأسى إلى جنود الوطن، وشعبه الذي أصبح بين خذلان الدولة وشبح الإرهاب.

على موج الوجع تسري سفينة الألم، وتبحر آهات الأنين، لأمهات فقدن فلذات أكبادهن، وهم يؤدون واجبهم، في حادثة مرعبة تُسابق قطار الإرهاب بحد ذاته. على قارعة طريق شبه آمنه، تتساقط دماء وأشلاء جنودنا. على سحاب العبور فوق علم الوطن، ترفرف العزيمة، وتتصلب أرواح الجنود كأحجار فولاذية، تُذوبها بشاعة الإجرام، وتبلورها مماحكات الساسة.

على مسرح أداء الواجب الوطني، يحرص الشعب والجيش على الترنم بنشيد السلام. بينما يقعون في فخ الإرهاب، نتيجة تصرفات رجال الدولة وخطواتهم غير المدروسة. على سطح سماء الروح، تتبعثر أوراق الحياة، وتغني بلحن القدر المكتوب، لكنه موتٌ بطريقة الذبح القبيح.

ما زلت باحثاً عن حبر قلم، أكتب فيه الوجع،

ما زالت أفكاري مقيدة بسلاسل الإرهاب، وبشاعة الإجرام العمياء.

ما زلت اتطلع إلى الحياة بنور الأسى، وأنظر إلى الوطن بعين من نار العذاب.

ما زلت أعيش كابوس الإرهاب.

ما زلت أنا الموجوع، ويمننا هو المفجوع، الأول والأكبر.

لكن التاريخ لا يرحم، وحتماً الأيام ستبعثر الأوراق، وستُغرقُ القيادة في بئر الظلام، وستثأر للوطن، ولما ألم به من أوجاع ومعاناة، كان للقيادة يد في ذلك، جراء تخاذلها تجاه ما يجري من صراعات وتشاحنات تلتصق على جسد الوطن!

CB59BB83-CDAC-4C33-81B8-A68DBAFDF14C
CB59BB83-CDAC-4C33-81B8-A68DBAFDF14C
راكان عبد الباسط الجُبيحي
راكان عبد الباسط الجُبيحي: مدوّن من اليمن.
راكان عبد الباسط الجُبيحي