الإجراءات الأمنية تصيب تجار وسط القاهرة بالشلل

الإجراءات الأمنية تصيب تجار وسط القاهرة بالشلل

25 يناير 2016
محالّ شبه فارغة في وسط القاهرة (العربي الجديد)
+ الخط -

 

تسببت الإجراءات الأمنية، التي قامت بها الشرطة المصرية في وسط القاهرة، اليوم الإثنين، تزامناً مع الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، في إصابة حركة التجارة بالشلل التام، خاصة بعد توجيه القوات لأصحاب المحال بعدم فتح متاجرهم اليوم تحسباً لأية أعمال عنف.

وتوقف أصحاب المحال التجارية، في وسط العاصمة، عن ممارسة نشاطهم نتيجة التخوف من الأوضاع الأمنية في ميدان التحرير القريب منهم وامتدادها لهم.

وقدر خبراء اقتصاد الخسائر، التي من الممكن أن يتكبّدها أصحاب تلك المحال، بما يقرب من 20 مليون جنيه (2.5 مليونَي دولار)، حيث يتركز في تلك المنطقة نشاط محال بيع وشراء الإلكترونيات والأجهزة الكهربائية، وكذا قطع الغيار، والتي كانت تشهد نشاطا ملحوظا خلال الفترة الماضية، فضلاً عن محال الهواتف النقالة والأحذية ومراكز المواد الغذائية، كما تعتمد باقي الأقاليم ومحافظات مصر المختلفة على منطقة وسط القاهرة لتلبية احتياجاتها من تلك الأجهزة وقطع الغيار.

في الوقت نفسه، شهدت فروع المصارف الموجودة في وسط القاهرة، بالقرب من ميدان التحرير، تكثيفا أمنياً من جانب أفراد الأمن التابعين لها، وذلك خشية تعرضها لأية أعمال عنف أو نهب، كما تم فرض إجراءات وقائية إضافية لأجهزة الصراف الآلي التابعة للمصارف الموجودة بالقرب من وسط القاهرة، خاصة من ميدان التحرير، على الرغم من تأكيد المسؤولين في القطاع المصرفي استمرار تغذيتها بالأموال دون توقف.

وأعرب عدد من أصحاب المحال عن تخوفهم من استمرار هذا الوضع غير المستقر لأيام أخرى، الأمر الذي قد يلحق أضرارا بالغة بمستقبل العاملين في تلك المحال والذين يزيد عددهم عن 30 ألف عامل وموظف بخلاف أسرهم.

اقرأ أيضاً: مصر..أجهزة الصراف الآلي فارغة قبل ذكرى ثورة 25 يناير

وقال أيمن عبد الباقي، صاحب محل لتجارة الإلكترونيات في منطقة وسط القاهرة، لـ"العربي الجديد"، إن "هناك شحنات من قطع الغيار خرجت أمس من الموانئ المصرية وكان من المفترض أن يتم نقلها إلى محال وسط القاهرة، إلا أنها تعطلت في الطريق نتيجة تلك الأوضاع، التي يشهدها ميدان التحرير، وهو ما يتسبب في إلحاق خسائر ضخمة بتلك المحال".

وأضاف: "الوضع مختلف الآن تماماً عنه أيام ثورة 25 يناير، حيث كانت تلك المحال تفتح أبوابها خلال أيام الثورة وكانت اللجان الشعبية تقوم بحمايتها".

من جانبه يقول شريف مدكور، صاحب محل آخر في وسط القاهرة، إن "التجار يرغبون في عودة الاستقرار إلى جميع مناطق مصر وليس لمنطقة وسط القاهرة فقط، حيث تعتبر حالة عدم الاستقرار العدو الأول للتجارة ولا توجد تجارة في العالم دون استقرار".

ويؤكد أيمن محمد، صاحب محل للهواتف النقالة، أن "ما يحدث يدل على عدم الاستقرار الذي تمر به مصر.. ذلك يضر بالاقتصاد المصري كثيراً"، رافضا ما قامت به أجهزة الأمن بفرض القوة على غلق محال وسط القاهرة، الأمر الذي أصاب أصحاب المحال بالشلل التام.

إلى ذلك قدر الخبير الاقتصادي، رشاد عبده، خسائر غلق محال وسط القاهرة بحوالى 20 مليون جنيه، بسبب كثرة المحال التجارية وتنوعها في تلك المنطقة، حيث قال إن "هناك أكثر من 90% من الأهالي يعزف عن التوجه إلى تلك المنطقة في هذا اليوم، نتيجة توقف عجلة الإنتاج".

 وأضاف: "هناك حالة من الركود تخيّم على مختلف الأسواق في منطقة وسط البلد، الأمر الذي يكبّد التجار خسائر هائلة في بعض القطاعات، خاصة تجارة الجملة"، مشيراً إلى أن البعض يقوم بحمل بضاعته إلى أماكن أخرى خوفاً عليها من الاقتحام والسرقة بسبب تهويل الإعلام بهذا اليوم.

 


اقرأ أيضاً:
تجار مصريون يغلقون محالهم في ذكرى ثورة 25 يناير
بالأرقام : عام الثورة المصرية أفضل اقتصادياً من 2015

المساهمون