الأمن المصري يطارد الشاهدات في قضية "جريمة الفيرمونت"

الأمن المصري يطارد الشاهدات في قضية "جريمة الفيرمونت"

30 اغسطس 2020
التحرش الجنسي ظاهرة منتشرة في مصر (Getty)
+ الخط -

ألقت قوات اﻷمن المصري القبض على ثلاث فتيات عقب تسجيل بياناتهن لدى النائب العام للإدلاء بمعلومات هامة في القضية المعروفة إعلاميا باسم "جريمة الفيرمونت"، والمتهم فيها مجموعة من أبناء الأثرياء باغتصاب فتاة بعد تخديرها داخل فندق "فيرمونت نايل سيتي" بالقاهرة عام 2014.
واعتقلت قوة من جهاز الأمن الوطني أولى الشاهدات من منزلها فجر السبت، ثم اعتقلت الثانية بينما كانت تستقل سيارتها، والثالثة من أحد الأماكن العامة في القاهرة، وأخفت ثلاثتهم قسرياً في مكان غير معلوم حتى الآن، في حين تطارد الشرطة شاهدة رابعة في القضية، وكذلك أي أشخاص مرتبطين بها.
وقال مصدر حقوقي مطلع على ملف القضية لـ"العربي الجديد"، إن "توقيف ومطادرة الشاهدات في القضية الهدف منه تغيير مسارها، من خلال تقديم الأجهزة الأمنية تحريات جديدة إلى النيابة العامة، تفيد بأن الواقعة حدثت برضاء الفتاة المعتدى عليها، ولا تعد واقعة اغتصاب".
وأوضح المصدر أن جهاز الأمن الوطني سيمارس ضغوطاً على الفتيات المعتقلات من أجل تغيير شهادتهن، وأخذ اعترافات منهن بأن ما حدث من "مواقعة جنسية" كان بالتراضي بين المتهمين والمجني عليها، وذلك من أجل تبرئة الشبان المتورطين في القضية بوصفهم من أصحاب النفوذ.
في موازاة ذلك، قررت النيابة المصرية، الأحد، حبس المتهم عمر حافظ احتياطياً لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيقات، على خلفية اتهامه في واقعة الاغتصاب، بعد إلقاء القبض عليه من إحدى قرى الساحل الشمالي في مصر، تنفيذا لقرار النيابة العامة الصادر في 28 أغسطس/ آب الجاري.

«النيابة العامة» تأمر بحبس المتهم «عمر حافظ» احتياطيًّا على ذمة التحقيقات في واقعة التعدي على فتاة بفندق (فيرمونت نَيل...

Posted by ‎Egyptian Public Prosecution النيابة العامة المصرية‎ on Sunday, 30 August 2020

من جهته، أعلن الأمن اللبناني توقيف ثلاثة من المتهمين المطلوبين دولياً في القضية، بناءً على نشرة صادرة عن المنظمة الدولية للشرطة الجنائية "إنتربول"، ومن المرجح أن تسافر قوة من الأمن المصري إلى لبنان لاستلام المتهمين، أو ترحيلهم كمقبوض عليهم للتحقيق معهم في مصر.

وقال بيان لقوى الأمن الداخلي (الشرطة) في لبنان، السبت: "ورد إلى المديرية كتاب من مكتب الإنتربول في مصر، يتضمن أسماء سبعة أشخاص من الجنسية المصرية موجودين في لبنان، ومتهمين باغتصاب فتاة خلال عام 2014 في أحد فنادق القاهرة. ألقت قوى الأمن القبض على ثلاثة".
وسهلت أجهزة الأمن المصرية عملية هروب سبعة متهمين في القضية عبر ميناء القاهرة الجوي، قبل صدور أوامر الضبط بحقهم من النيابة العامة، في حين أعلنت الأخيرة اتخاذها كافة إجراءات الملاحقة القضائية الدولية للقبض على المتهمين الهاربين.

الجريمة والعقاب
التحديثات الحية


وعلى الرغم من انتشار بيانات المتهمين، وصورهم، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لم تتخذ النيابة المصرية أي إجراء في القضية حتى تقدمت المجني عليها ببلاغ إلى "المجلس القومي للمرأة" في 4 أغسطس، فأدرجت حينها بياناتهم على قوائم الممنوعين من السفر بعد أيام من مغادرتهم البلاد.
وشغلت جريمة اغتصاب إحدى الفتيات الرأي العام المصري أخيراً، ما دفع النيابة العامة إلى فتح تحقيق في القضية، بناءً على بلاغ مقدم من المجلس القومي للمرأة (حكومي)، مرفقاً به شكوى قدّمتها الفتاة إلى المجلس من تعدي بعض الأشخاص عليها جنسياً قبل ست سنوات، وأرفقت بشكواها شهادات مقدمة من البعض حول معلوماتهم عن الواقعة.
وتشير الأدلة إلى قيام مجموعة من الشبان بتخدير الفتاة عقب إحدى الحفلات، وذهبوا بها إلى غرفة في الفندق، وقاموا باغتصابها، ثم وقعوا على جسدها بأحرف من أسمائهم، وسجلوا جريمتهم في مقطع فيديو أرسلوه لأصدقائهم كنوع من الاستعراض.
وكان أصحاب بعض الصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي قد تلقوا رسائل تهديد بالقتل بسبب توثيق العديد من جرائم التحرش والاغتصاب، كما أن بعض الضحايا من الفتيات تلقين أيضاً رسائل تهديد بالقتل، لا سيما بعد إغلاق صفحات فضح المتحرشين في مصر على موقعي "فيسبوك" و"إنستغرام".

المساهمون