أعلنت وزارة الداخلية التونسية، ظهر اليوم الجمعة، أنها تمكنت من الإطاحة بـ"كتيبة الفرقان" المتورطة في أحداث سوسة.
وقالت إن متابعتها لقضيتي اغتيال كل من عون الأمن بجهة سوسة الشهيد عزالدين بالحاج نصر يوم 19 أغسطس/ آب 2015، ومحاولة اغتيال عضو مجلس نواب الشعب رضا شرف الدين بتاريخ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، بجهة سوسة، مكّنتها من رصد تحركات العناصر المشتبه بتورطها في الأحداث المذكورة.
وأضافت الوزارة أنه، بعد حصر عناصر تكفيرية مشبوهة ورصدها لفترات مسترسلة بولاية سوسة والولايات المجاورة لها على امتداد أسابيع، تأكد لدى وحدات الحرس الوطني، أن تلك العناصر المسلحة بصدد التنقل باتجاه منطقة منزل حياة في ولاية المنستير القريبة من سوسة.
وبناءً على المعطيات السالفة الذكر، تم نصب كمين لها بجهة "البرجين" يوم الأحد 8 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، وتمكنت خلالها الوحدات الخاصة للحرس الوطني من إيقاف إرهابيين مسلحين، رغم محاولتهما إطلاق النار صوب الأعوان، وكانا يحملان على متن دراجة نارية حقيبة تحتوي على كمية من الأسلحة والمتفجرات.
وأكدت وزارة الداخلية، في بيان لها، أن عملية التحقيق معهما أكدت وجود كمية هامة من الأسلحة والمتفجرات بمنزل يكترونه، بجهة المسعدين. وعثرت الوحدة المختصة للحرس الوطني خلال مداهمتها للمنزل في الليلة نفسها، على بنادق "كلاشينكوف" ومسدّسات وسلاح "بيرتا"، بالإضافة إلى بنادق صيد (تم إدخال تعديلات عليها)، وذخيرة، وعبوات ناسفة ومتفجرات.
كما تم لاحقاً حجز كميات مهمة من المتفجرات بمدينة سوسة، وحجز مسدسين وبنادق صيد (تم إدخال تعديلات عليها) بجهة نصر الله في ولاية القيروان.
وقالت "الداخلية" إن التحريات أفضت إلى إيقاف "26 عنصراً تكفيريّاً متورطاً في هذه العملية، من بينهم امرأة، ينشطون ضمن كتيبة أطلقوا عليها اسم "الفرقان". وتضم خليتين يتزعمهما عنصران خطيران عادا منذ فترة من سورية، حيث كانا يقاتلان ضمن الجماعات الإرهابية، إضافة إلى عناصر أخرى سبق لها أن تورطت في أحداث سليمان الإرهابية سنة 2006".
اقرأ أيضاً: تونس: 92 عائداً من بؤر التوتر تحت الإقامة الجبرية
وأكدت الداخلية أن أفراد الكتيبة اعترفوا بتخطيطهم لاستهداف مؤسسات أمنية وعسكرية واقتصادية، إلى جانب شخصيات سياسية بولاية سوسة، وذلك "بهدف بث الفوضى وإبراز ضعف الدولة وعدم قدرتها على السيطرة على الوضع الأمني، وفق مخططات وبيانات ورسومات وخرائط وصور تم حجزها لديهم".
حيث أكد ثلاثة عناصر من الكتيبة بأنهم تولوا تنفيذ محاولة اغتيال عضو مجلس نواب الشعب ورجل الأعمال رضا شرف الدين، باستعمال سلاح نوع "بيرتا" عيار 9 ملم، والذي تم حجزه لديهم، كما تم حجز السيارة نوع "فولكسفاغن كادي" التي تم استعمالها في محاولة الاغتيال.
هذا وأكدوا خلال التحقيقات أن الغاية من اغتيال عضو مجلس نواب الشعب السيد رضا شرف الدين، كان الهدف من ورائها "إرهاب السياسيين، وإدخال البلبلة داخل الطبقة السياسية، وإشعال النعرات الجهوية بين مختلف ولايات الجمهورية". مؤكدين أن اختيارهم للنائب المذكور يعود لكونه أحد رموز ولاية سوسة سياسياً ورياضياً واقتصادياً.
كما اعترف بعض عناصر الكتيبة، حسب بيان الوزارة، بتورطهم في قتل عون الأمن الشهيد عزالدين بالحاج نصر يوم 19 أغسطس/ آب 2015 بجهة حي الزهور بولاية سوسة، وتم حجز بندقية الصيد التي تم استعمالها في جريمة القتل، مؤكدين بأنهم "خططوا لاغتيال عون أمن ثان بمدينة سوسة، وذلك بهدف إرهاب وتصفية الأمنيين، وإرباك المؤسستين الأمنية والعسكرية، وإبراز عجزهما عن السيطرة على الوضع الأمني الداخلي".
وبالتوازي مع مجريات التطورات الأمنية التونسية، تمكنت الفرقة الأمنية، مساء يوم 26 نوفمبر 2015، من إيقاف خمسة عناصر تكفيرية بجهة مدنين، جنوب تونس، مبحوث عنهم، وتابعين لكتيبة "الفرقان" الإرهابية.
وبالتحقيق معهم، تم الكشف عن مخزن ثان للأسلحة بجهة سوسة، يحتوي على أسلحة مختلفة، تضم ذخيرة، وصواعق ومتفجرات. واعترفوا بأنهم يخططون "لاستهداف شخصيات سياسية معروفة على الساحة، وذلك بقصد إذكاء النعرات الجهوية بين الولايات وإرباك أجهزة الدولة ونشر الفوضى".
وبذلك يصبح العدد الإجمالي للموقوفين "ضمن خلية سوسة الإرهابية 31 عنصراً تكفيرياً إرهابياً. وستة عناصر أخرى مبحوث عنها".
اقرأ أيضاً: رد تونس على "الثلاثاء الأسود": تحوّل بالحرب على الإرهاب