قوبل البيان الذي أصدره رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس الثلاثاء، والذي أكد فيه معارضته لتزويد الإمارات بمقاتلات من طراز "أف 35"، خلافاً للموقف الإسرائيلي التقليدي، منذ حرب أكتوبر/تشرين الأول عام 1973، بتشكيك في أوساط إسرائيلية مختلفة، خاصة بعدما أعادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الأربعاء، نشر تقرير موسع لمّحت فيه إلى أن نتنياهو وافق في تفاهمات الاتفاق مع الإمارات، على عدم معارضة تزويدها بهذه المقاتلات.
ورددت الصحف الإسرائيلية المختلفة تصريحات لمصادر إماراتية وصفتها بأنها رفيعة المستوى، أنّ هذا الموضوع طرح خلال المحادثات التي سبقت إشهار التحالف الإماراتي الإسرائيلي، وإن كان لم يتم تضمينه كبند رسمي في الاتفاق.
في المقابل، أكدت جهات في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، بحسب ما نشرته صحيفة "معاريف"، معارضتها الشديدة لتزويد الإمارات بهذه المقاتلات؛ لأن ذلك يناقض مبدأ ضمان التفوق العسكري الجوي الإسرائيلي على الدول العربية، والذي يشار إليه بالأحرف (EQM) وفق القانون الذي سنّه الكونغرس الأميركي عام 2008 وأعيد تثبيته عام 2017.
وذكرت "معاريف" أنّ المؤسسة الأمنية تعارض بشدة صفقة سلاح أميركية، لبيع مقاتلات "أف 35" للإمارات العربية المتحدة ودول أخرى في المنطقة.
وبحسب الصحيفة، فإنّ موقف المؤسسة الأمنية لم يتغير ويؤكد أنه على إسرائيل أن تواجه الولايات المتحدة بحزم لمنع سحق وضرب التفوق الجوي والتكنولوجي للجيش الإسرائيلي الذي بدأ يتراجع في السنوات الأخيرة في ظل سباق تسلح متنامٍ، وأن الحاجة لهذا التفوق يجب أن يبقى حتى مقابل دول لا تعتبر عدوة.
ووفق "معاريف"، فإنه على الرغم من التقارير التي نشرت، أمس الثلاثاء، عن صفقة مرتقبة بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة، فإنه لا علم للمؤسسة الأمنية بوجود وعود أميركية لصفقة مستقبلية من هذا النوع مع الإمارات العربية المتحدة، مقابل اتفاق سلام مع إسرائيل.
وأفادت الصحيفة بأنّ هذه التقارير فاجأت المؤسسة الأمنية في إسرائيل، وهي لذلك تقبل وتصدق مواقف النفي لصحة هذه التقارير.
مع ذلك، أعربت جهات في المؤسسة الأمنية، للصحيفة، عن قلق شديد من أنه ولغاية هذه المرحلة، لم يتم إشراك لا وزارة الأمن ولا الجيش بتفاصيل الاتفاق مع الإمارات العربية المتحدة الذي يتوقع أن يتم توقيعه، في الأسابيع المقبلة في واشنطن.
وتخشى المؤسسة الأمنية من أن تبدي الولايات المتحدة الأميركية مرونة في مسألة بيع أسلحة متطورة كاسرة للتفوق الجوي الإسرائيلي، تتعدى بيع مقاتلات "أف 35" وتشمل أيضاً طائرات هجومية من دون طيار، وعتاداً عسكرياً آخر.
واعتبر رئيس القسم السياسي والأمني السابق في وزارة الأمن، الجنرال عاموس جلعاد، الذي يرأس، اليوم الأربعاء، مؤتمر "هرتسيليا" للمناعة القومية، أن تزويد الإمارات بهذه الطائرات "سيضع حداً للتفوق الجوي الإسرائيلي"، مشيراً إلى أنّ "كون الإمارات دولة صديقة حالياً، لا يعني بالضرورة أن تبقى على هذا الحال، وألا تتحول إلى دولة عدوة كما حدث مع إيران".