الأمم المتحدة: نقص التمويل سيؤدي إلى عواقب كارثية باليمن

الأمم المتحدة: نقص التمويل سيؤدي إلى عواقب كارثية باليمن

16 ابريل 2020
رسم لوكوك صورة خطيرة للوضع باليمن (جوهان آيسلي/فرانس برس)
+ الخط -
حذّر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، من تفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن، ومن نقص شديد في التمويل لصندوق العمليات الإنسانية الخاصة باليمن، مما قد يضطر الأمم المتحدة إلى تخفيض أو إغلاق 31 برنامجاً من أصل 41 من برامجها الأساسية في اليمن، وقد يؤدي هذا لعواقب كارثية إضافية للوضع الحالي الذي يعاني فيه، ملايين اليمنيين، من نقص في التغذية وانتشار الأمراض وغيرها. 

وجاءت تصريحات لوكوك خلال إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي، في نيويورك، ضمن جلسته الشهرية لنقاش الوضع في اليمن، وقدم كذلك مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن، مارتن غريفيث، إحاطته حول التطورات على الصعيد السياسي. 

ورسم لوكوك صورة خطيرة للوضع في اليمن، لا حول حجم الحاجة والتحديات التي تواجه العاملين في المجال الإنسانية من عقبات بيروقراطية وعراقيل ومنع لتقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين الذي هم بأمس الحاجة إليها فحسب، بل كذلك بسبب عدم تقديم الدول المانحة ما يكفي من الدعم المادي لتمويل عمليات المساعدات الإنسانية في اليمن، حيث تقوم الأمم المتحدة بأكبر عملية مساعدات إنسانية حول العالم. 

وقال إن إغلاق تلك البرامج سيقوض جهود الأمم المتحدة في مكافحة وباء كورونا الجديد، وأعطى مثالاً في هذا السياق قائلاً "سيتعين على اليونيسيف وقف المساعدات التي تقدمها للعائلات المشردة داخلياً بسبب النزاع أو الكوارث الطبيعية، وهذا يعني أن قرابة مليون شخص لن يتمكنوا من الحصول على مساعدات أساسية، بما فيها مواد النظافة التي تساعد على الحماية من الأمراض، من الكوليرا وفيروس كورونا". 

وأشار إلى أن ذلك سيؤثر على تقدم المساعدات الغذائية الأساسية لأكثر من 260 ألف طفل يمني يعانون من نقص حاد في التغذية، ومليونين آخرين يعانون من نقص في التغذية، وقال إن مناعة هؤلاء الأطفال ستكون ضعيفة مما يجعلهم أكثر عرضة لفيروس كورونا والكوليرا وأوبئة أخرى. 

كما سيؤثر ذلك بشكل واسع على تقديم المساعدات الطبية الأساسية كما وقف عمل طواقم طبية إنسانية ضرورية لمراقبة ومنع انتشار الأوبئة، بما فيها الكوليرا، وشرح قائلاً أن برامج الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية تحتاج بشكل عاجل لأكثر من 900 مليون دولار، خلال الأسابيع القادمة، كي تتمكن من الاستمرار وتقديم مساعداتها حتى شهر يوليو/ تموز القادم، وحذر من أن اليمن يواجه ظروفاً وتهديداً غير اعتيادي. 

وقال لوكوك إن الدول المانحة قدمت منذ بداية العام قرابة 800 مليون دولار لصندوق المساعدات الإنسانية الخاص باليمن، لكن الأمم المتحدة تحتاج إلى المليارات لتمويل برامج المساعدات التي تقدمها سنوياً.

ولفت الانتباه إلى أن مساعدات الأمم المتحدة تشكل المصدر الوحيد أو الأساسي، لحصول ملايين اليمنيين على دعم طبي ومياه صالحة للشرب والغذاء، وقال إن الأمم المتحدة تقدم كل شهر المساعدات لـ 13 مليون يمني في جميع أنحاء البلاد.

وقدمت العمليات الإنسانية العام الماضي الدعم لأكثر من ثلاثة آلاف مرفق وعيادة في جميع أنحاء اليمن، كما قامت بـ 17 مليون خدمة واستشارة في المجال الصحي، وتقدم المياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي لحوالي 11 مليون يمني، كما قدمت الدعم لقرابة مليون طفل يمني يعانون من سوء تغذية حاد، إضافة إلى تقديم المساعدات الغذائية لقرابة 12 مليون يمني كل شهر. 

وذكر لوكوك أن خمس سنوات من الحرب في اليمن أدت إلى تدهور شديد في البنية التحتية والصحية وإلى ضعف المناعة لدى اليمنيين عموماً، وقال إن علماء الأوبئة حذروا من أن فيروس كورونا الجديد يمكن أن ينتشر بشكل أوسع، مع عواقب مميتة على نحو أكبر، مما هو عليه في دول أخرى، بسبب الوضع الذي سببته الحرب، موضحاً أن فيروس كورونا يشكل واحداً من أكبر التهديدات التي واجهت اليمن خلال المئة عام الأخيرة.

وأشار لوكوك كذلك إلى زيادة في عدد الضحايا من المدنيين خلال الأشهر الأخيرة نتيجة الصراع، وقال إن واحداً من كل ثلاثة مصابين هم من الأطفال، وفي بعض المناطق، التي ازدادت فيها وتيرة النزاع، يصل عدد الإصابات بين الأطفال إلى النصف. 

وتحدث عن استهداف سجن للنساء في تعز في الخامس من إبريل/نيسان الجاري، والذي أدى إلى مقتل سبع نساء وجرح 26 أخريات، وقال إن حوالي 60 ألف يمني نزحوا داخلياً منذ بداية يناير/كانون الثاني الماضي. 

وقال لوكوك إن جميع أطراف النزاع في اليمن، تعرقل وصول المساعدات بطرق مختلفة، بما فيها تأخير إعطاء التصريحات للمشاريع المختلفة في المناطق التي تسيطر عليها.

من جهته، عبر غريفيث، عن تفاؤله الحذر إزاء التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة لوقف إطلاق النار، وقال إن جميع أطراف النزاع، عبرت في محادثاتها معه، برغبتها بالتوصل إلى حل وإنهاء النزاع في اليمن، وأكد أن ذلك لم يترجم حتى الآن بوقف للقتال على نطاق واسع. 

وأشار إلى أن اليمن لا يمكنه أن يخوض حربين، حرباً عسكرية مستمرة وحرباً ضد انتشار فيروس كورونا، مؤكداً على ضرورة أن تصمت البنادق كي يتم محاربة انتشار الفيروس وتقديم المساعدات الإنسانية في اليمن.

المساهمون