الأمم المتحدة قلقة من تصاعد العنف شمال غرب سورية

الأمم المتحدة قلقة من تصاعد العنف شمال غرب سورية

17 مايو 2019
القصف يستهدف المنشآت الطبية (جورج اورفاليان/ فرانس برس)
+ الخط -

رحبت الأمم المتحدة بإعلان كل من روسيا وتركيا تشكيل مجموعة عمل كوسيلة تهدف إلى وقف الأعمال القتالية في شمال غرب سورية، بحسب ما أعلن عنه الطرفان في الـ15 من الشهر الحالي.


جاء ذلك على لسان ممثلة الأمين العام للشؤون السياسية، روزماري دوكارلو، والتي حذرت في الوقت ذاته من التصعيد الذي تشهده إدلب خلال الأسابيع الأخيرة، إذ يعيش في تلك المنطقة قرابة ثلاثة ملايين شخص.
وجاءت أقوال دوكارلو خلال جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي في نيويورك بطلب من الكويت وألمانيا وبلجيكا لنقاش التصعيد. وأشارت إلى أن الاتفاق الموقع حول مناطق خفض التصعيد بين روسيا وتركيا في 17 سبتمبر/ أيلول 2018 تمكن من تقليل العنف في شمال غرب سورية، إلا أن التصعيد الأخير ينذر بخطر احتمال بدء عملية عسكرية شاملة قد تؤدي إلى عواقب كارثية.

وأشارت إلى أن الأمم المتحدة تتابع بقلق بالغ التصاعد الخطير للعنف في مناطق خفض التصعيد في شمال غرب سورية، من قبل قوات النظام السورية وحلفائها، وقوات المعارضة المسلحة، و"جبهة تحرير الشام" المدرجة على قائمة مجلس الأمن للمنظمات الإرهابية. وقالت دوكالرو "تلقينا، بين شهري فبراير/ شباط ومارس/ آذار، تقارير عن استئناف الحكومة السورية لغاراتها الجوية على مناطق تقع داخل مناطق خفض التصعيد بإدلب، وتقارير أخرى عن تصعيد جبهة تحرير الشام هجماتها ضد قوات حكومية، كما تقارير عن قصف متبادل لقذائف الهاون والصواريخ. كذلك وصلتنا تقارير مفادها بأن جبهة تحرير الشام تقوم بهجمات ضد مناطق تحت سيطرة الحكومة (السورية)، بما فيها ضد قاعدة حميميم الروسية"، الواقعة جنوب شرق مدينة اللاذقية.

وأدى التصعيد الذي تشهده تلك المنطقة في الأسابيع الأخيرة إلى نزوح 18 ألف شخص ومقتل أكثر من مائة مدني. وحذّرت دوكالرو من استهداف القصف الجوي بالبراميل المتفجرة مناطق مأهولة بالسكان. وتحدثت عن تقارير تشير إلى استخدام البراميل المتفجرة والقصف الجوي والقصف المدفعي، مما أدى إلى تدمير عدد من المستشفيات والمراكز الصحية. وأشارت كذلك إلى قصف مناطق تحت سيطرة النظام السوري يأتي من مناطق خفض التصعيد بما فيها قصف صاروخي على مخيم النيرب للاجئين الفلسطينيين.

وحذّر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في حالة الطوارئ، مارك لوكوك، من خطر التصعيد وعملية عسكرية شاملة. وقال إن تسارع الأحداث على الأرض قد يتخطى في القريب العاجل ما يمكن أن تقدمه المنظمات الإنسانية من مساعدات. وأشار إلى أن "أي عملية عسكرية موسعة قد ينتج عنها أكبر كارثة إنسانية في هذا القرن وستقوض العمل الإنساني الذي نقوم به". وأضاف "تحاول الوكالات الإنسانية مساعدة العالقين وقدمنا المعونات لقرابة مائة ألف شخص وقمنا ببناء عشر مراكز إيواء تتسع لخمسة وعشرين ألف شخص. وأشعر بالقلق الشديد لاستهداف المستشفيات".

وحول الأشخاص الذين اضطروا إلى النزوح قال "إنه وخلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة وصلنا عدد من التقارير تشير إلى مقتل قرابة 160 شخصاً ونزوح وتشرد قرابة 180 ألف شخص على الأقل. وانتقل كثيرون إلى المخيمات، إلا أن قرابة 80 ألفاً لم يجدوا مكاناً يلجأون إليه، مما اضطرهم إلى اللجوء إلى الحقول المفتوحة أو تحت الأشجار".


ثم أنهى لوكوك إحاطته بعدد من الأسئلة التي طرحها على مجلس الأمن، وقال إنها تصله من منظمات غير حكومية تعمل في المنطقة وأفراد ودول أعضاء في الأمم المتحدة وأطباء وغيرهم. وأشار إلى أنها أسئلة مشروعة ولا يمكنه الإجابة عن أغلبها. ثم ناشد مجلس الأمن القيام بمهامه وحماية المدنيين. ومن ضمن الأسئلة التي طرحها وقال إنه لا يمكنه الإجابة عنها بشكل قاطع "من الذين يقصفون المستشفيات؟ لا أستطيع الجزم بالأمر، ولكن ما هو مؤكد أن جزءاً من هذه الهجمات منظم من قبل أشخاص لديهم أسلحة معقدة وقوات جوية وأسلحة دقيقة أو ذكية. هل تستهدف المستشفيات عمداً؟ لا أدري، لكن هناك هجمات كثيرة ضد المنشآت الصحية". ثم أشار إلى أن استهداف المستشفيات وبشكل مكثف قد سبق أن حدث في سورية وأن الأمم المتحدة طلبت في الماضي من أكثر من دولة فاعلة في المنطقة تقديم معلومات حول الموضوع، لكنها لم تحصل على إجابات حتى اللحظة.