الأمطار تزيد من معاناة أهالي الموصل

الأمطار تزيد من معاناة أهالي الموصل والمساجد تفتح أبوابها للمتضررين

19 مارس 2020
أغرقت الأمطار أحياء الموصل (Getty)
+ الخط -
أعلنت الدوائر البلدية في الموصل شمالي العراق، حالة الاستنفار القصوى بعد موجة أمطار غزيرة تسببت بفيضانات واسعة في المدينة التي لا تزال ضمن المدن المنكوبة بفعل الحرب والدمار الذي خلفته المعارك فيها عام 2017.

واجتاحت الفيضانات أكثر من 14 منطقة وحيا سكنيا في المدينة، ونجم عنها نزوح الأهالي من منازلهم خاصة ذات الدور الواحد، بالإضافة إلى أضرار مادية كبيرة في الممتلكات، وغرق سيارات المواطنين.

الأمطار أتت أيضا على مستشفيات ومراكز صحية ومدارس ودوائر حكومية مختلفة، ودفعت قوات الجيش إلى التدخل لإخلاء المنازل الغارقة من السكان ونجدة المحاصرين في السيارات، بينما جرى نقل أعداد أخرى من نازحي المخيمات بمحيط المدينة إلى مناطق أخرى بعد اجتياح السيول لها.

وقالت مصادر طبية في المدينة، إن إصابات وصلت المستشفيات العامة بالمدينة بفعل انهيار منازل أو غرقها، ويجري التعامل مع بلاغات من أسر محاصرة أخرى في مناطق عدة من أحياء الموصل وضواحيها.


المساجد تفتح أبوابها

مساجد الموصل بدورها أعلنت عبر مكبرات الصوت فتح أبوابها للأسر المنكوبة بفعل الفيضانات بعد يومين من إغلاقها، ضمن إجراءات مواجهة تفشي فيروس كورونا.

واكتظت عدد من جوامع الموصل الرئيسية بالسكان، فيما قامت منظمات محلية بتوزيع معونات عاجلة لهم.

وقال عضو مجلس الموصل أحمد الجبوري لـ"العربي الجديد"، إنّ موجة الأمطار لليوم الثاني فاقمت أزمة السكان وزادت من خسائرهم. مضيفاً أن كثيراً من المنازل متضررة أساساً بفعل الحرب وأهلها يسكنون فيها مضطرين والأمطار تسببت بانهيارها أو دخول المياه إلى داخلها"، مطالباً الحكومة العراقية في بغداد بإرسال مساعدات عاجلة للسكان وتخصيص مبالغ من الموازنة الطارئة لأغراض الإغاثة.

 

ويصف خطاب الموصلي (21 عاما)، من سكان مدينة الموصل في الجانب الأيمن، المشهد قائلاً: "كانت الأمطار مخيفة، استمرت عدة ساعاتٍ دون توقف، رعد مُرعب، يكاد البرق يخطف الأبصار، هطول المطر الغزير لا يتوقف وقد اجتاحت السيول الَتي لا يوقفها شيء كلّ ما في طريقها، حتى أن العوائل التي تقطنُ في الأحياء التي أغرقتها السيول استنجدت بفرق التطوع وشرطة نينوى من أجل إنقاذها، العوائل الآن بحاجة إلى تقديم المساعدات العاجلة خاصة مع استمرار هطول الأمطار بحسب بعض التوقعات الجوية".

ويبين الموصلي لـ"العربي الجديد"، وهو طالب جامعي، أن تقديم المساعدات يجب أن يكون على شكل دفعات لاحتواء أزمة الأمطار، لأن العوائل متضررة في الأصل بفعل الحرب ثم جاءتها هذه الأمطار لتزيد من معاناتهم، بعد أن خسر الناس كل ما يملكون نتيجة اجتياح مياه الأمطار لمنازلهم وغرق كل ممتلكاتهم وأثاثهم، إذ تم إجلاء العديد من العوائل في الأحياء المتضررة بفعل السيول إلى الأحياء القريبة التي لم تتأثر بالأمطار، يفترض أن تكون هناك مساعدات مادية لكل عائلة أغرقت الأمطار منزلها لتتمكن من إعادة ترتيبه من جديد بعد أن تنجلي الأمطار.


وأدت الأمطار المتساقطة على مختلف مدن العراق، إلى وفاة عائلة من خمسة أشخاص ونجاة طفلين، في محافظة ديالى داخل حي المفرق في مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى (57 كم)، شمال شرق بغداد، كما تسببت بغرق العديد من الأحياء ذات البنية التحتية السيئة.