الألمان يعدّون المؤونة

في ألمانيا، ما زالت بعض النساء، وخصوصاً كبار السن منهن، يهوين تحضير المؤونة أو الزراعة في حديقة المنزل والاستفادة من المنتجات في الاستهلاك المنزلي. يعشقُ الألمان البطاطا، وتراهم يحرصون على تخزين كميات كبيرة منها في المنزل. وحتى الآن، ما زالت عائلات كثيرة تزرع البطاطا في حديقة المنزل. وليس مبالغاً القول إن بيوت الألمان لا تخلو من هذه الخضار.

في السياق، تقول الجدة لويزا إن طعم البطاطا الذي تزرعه في حديقتها لا يشبه طعمها في المحلات. وعادة ما تتوارث النساء زراعة البطاطا وتخزينها. وتختلف الكميات بين عائلة وأخرى. على سبيل المثال، يزرعُ بعضهم البندورة والخس والخيار واليقطين بكثرة، فيما يكتفي آخرون بزراعة اليقطين كنوع من الزينة في فصل الخريف. أيضاً، تزرعُ بعض ربات البيوت الخيار ويستفدن من تخليله.

من جهة أخرى، يعمل بعض المسنين في موسم الشتاء على تحضير دهون الأرانب، ويتناولونها مع الخبز كونها تمدهم بالطاقة. كما أنها عادة قديمة لدى الفلاحين وعمال البناء، الذين يتناولون هذه الدهون قبل الذهاب للعمل.
وتتعدّد أنواع الدهون التي يعمل الناس على تخزينها، ومنها دهون الخنزير والبط. وما زال بعض أهالي القرى من أصحاب المزارع يصنعون أنواعاً مختلفة من الدهن والعسل واللحم المقدد، والتي تباع بأسعار مرتفعة كونها خالية من المواد الكيميائية.

من جهة أخرى، تستفيدُ النساء في فصل الربيع من نمو بعض الفاكهة الخاصة في حدائقهن، لتحضير أصناف مختلفة من الحلويات. ولعل أشهر هذه الفاكهة هي الغبابا التي يعشقها الألمان، بالإضافة إلى الخوخ. وتعمل النساء على طهو الغبابا مع السكر والقرفة، التي يرغبها الأطفال.
أيضاً، لا تنسى النساء تحضير المربيات، وخصوصاً مربى الكرز والخوخ والفريز، المفضل لدى الألمان. وعلى الرغم من توفّره في المحلات، تحرص الجدات على إعداده كهواية، علماً أنهم لا يخشون انقطاعه شتاءً. كذلك، تهوى بعض النساء تجفيف أنواعٍ معينة من الأعشاب، وخصوصاً تلك التي لها رائحة عطرة. ويعمد البعض إلى بيعها في أكياس صغيرة مصنوعة من قماش.

وتحرصُ عائلات كثيرة على تخزين الأخشاب، واستخدامها للتدفئة خلال فصل الشتاء. لذلك، خلال فصل الصيف، يقصدون المناطق التي يسمح فيها بقطع الأخشاب، بهدف جمع أكبر قدر من الأخشاب وتخزينه لفصل الشتاء.

اقرأ أيضاً: الألمان يحرصون على الاحتفال بأعياد ميلاد أجدادهم