الأقليات العرقية أكثر عرضة للوفاة بفيروس كورونا في بريطانيا

بريطانيا: الظروف المعيشية الصعبة تجعل الأقليات العرقية أكثر عرضة للوفاة بفيروس كورونا

07 مايو 2020
الظروف المعيشية تؤثّر في معدّل وفيات كورونا(شاندان خنا/فرانس برس)
+ الخط -
توصّل تحليل جديد لمكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني، إلى أنّ الأشخاص ذوي البشرة السوداء، هم عرضة للوفاة بمرض "كوفيد-19"، أربعة أضعاف أكثر، من أصحاب البشرة البيضاء.
وقال المكتب، في تقرير، إنّه بعد الأخذ بالاعتبار الفئة العمرية التي ينتمي إليها الأشخاص، تبيّن أنّ النساء ذوات البشرة السوداء، هن عرضة للوفاة 4،3 مرات أكثر من النساء ذوات البشرة البيضاء، والرجال من ذوي البشرة السوداء، 4،2 مرات أكثر، من أبناء جيلهم من ذوي البشرة البيضاء.
كذلك تبيّن أن أولئك الذين ينتمون إلى الأعراق البنغلادشية والباكستانية والهندية والمختلطة، هم عرضة للوفاة بنسبة 3،6 مرّات أكثر، منه لدى الرجال البيض، و3،4 مرّات لدى النساء. أمّا بين الأشخاص من أصول هندية، فكانت النساء عرضة للوفاة بمعدّل 2،7 مرّة أكثر، والرجال بحوالي 2،4 مرّة. وقد شمل هذا التحليل وفيات "كوفيد- 19"، التي حدثت بين 2 مارس/ آذار و10 إبريل/ نيسان لعام 2020، والمسجّلة بتاريخ 17 إبريل/ نيسان.

وقال المكتب إنّ الظروف الصحية السائدة في تلك المجتمعات، تلعب دوراً في العدد غير المتناسب من الوفيات. ولفت إلى أنّ عرق الأشخاص وعوامل ديمغرافية أخرى، في هذا الإحصاء، تمّ تحديدها من خلال التعداد السكّاني الأخير، عام 2011، والذي يتمّ إجراؤه كلّ عشر سنوات، لذلك قد لا تعكس النتائج، المستويات الحالية بدقة.

بدورها، حذّرت، ريبيكا هيلسنراث الرئيسة التنفيذية للجنة المساواة وحقوق الإنسان، من أنّ الإحصاءات، تكشف عن التأثير الحقيقي لفيروس كورونا على الأقليّات العرقية، مشيرة إلى أنّ مكتب الإحصاءات الوطنية، كشف عن الأرقام، إلا أن الأسباب خلفها، تبقى أقل وضوحًا.

وقالت هيلسنراث: "إنّ عدم المساواة العرقية، أمر ملحوظ في جميع أنحاء بريطانيا، حيث يعاني الأشخاص، من الأقليّات العرقية، من الحرمان في ظروف معيشتهم والرعاية الصحية، كما الفرص الاقتصادية ومجالات أخرى، يمكن أن تكون عوامل مساهمة في ما يحدث الآن".

ولفت مكتب الإحصاءات الوطنية، إلى أنّه عندما صنّف الوفيات بدقّة حسب العمر والجنس، وجد أن وفيات "كوفيد -19"، بين مختلف المجموعات العرقية، هي أعلى بين الذكور، ولدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 65 عامًا وما فوق، مقارنةً بالذين تقلّ أعمارهم عن 65 عامًا، "ما يعني أنّ الخصائص الديمغرافية والاجتماعية والاقتصادية، أو الوضع الصحي السابق للشخص، تلعب دوراً مهماً في الاختلاف الموجود في ارتفاع معدّل الوفيات، بسبب فيروس كورونا، بين المجموعات العرقية". وتشير الأدلّة إلى أنّ معظم مجموعات الأقليات العرقيّة، هي من الفئات الأكثر فقراً، مقارنةً بنظرائها من أصحاب البشرة البيضاء.

تُثبت هذه النتائج، أنّ الاختلاف بين المجموعات العرقية في معدل وفيات "كوفيد -19"، يرجع جزئيًا إلى الحرمان الاجتماعي والاقتصادي وظروف أخرى، لكن لم يتم شرح كافة أسبابها حتى الآن. وتظهر الإحصاءات، أنّ الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا أعلى بمرتين في المناطق الأكثر فقراً في المملكة المتحدة، حيث تقيم الأقليات العرقية والآسيويون والسود بشكل أساسي، مقارنةً بالأماكن الأقل فقراً.

ويؤكّد التقرير أنّ خطر الوفيات، يرتبط بشكل عام بالعمر، خاصة وفيات "كوفيد- 19". لذلك بعد التعديل حسب العمر، تبيّن أنّ الرجال والنساء من كافّة مجموعات الأقليات العرقية (باستثناء الإناث من أصل صيني) أكثر عرضة للوفاة من هذا المرض، مقارنةً بذوي العرق الأبيض. أمّا المجموعة العرقية الصينية، فتظهر خطرًا مرتفعاً بين الذكور حصراً.

يخلص التقرير إلى أنّه يمكن تفسير جزء كبير من الاختلاف في معدل وفيات "كوفيد -19"، بين المجموعات العرقية المختلفة، من خلال الظروف المختلفة التي يعيشها أفراد هذه المجموعات، مثل المناطق التي تعاني من الحرمان الاجتماعي والاقتصادي. ويضيف أنّ العوامل الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية، شكّلت أكثر من نصف الفرق في معدلات الخطر على الذكور والإناث من العرقَين الأسود والأبيض. لكن على الرّغم من ذلك، هذه العوامل لا تفسّر كامل الاختلاف بهذه الأرقام بين الأعراق، ما يعني أنّه لا يزال يتعيّن تحديد أسباب أخرى لذلك.

المساهمون