الأفوكادو في غزة... زراعة ناشئة تشق الصعاب

الأفوكادو في غزة... زراعة ناشئة تشق الصعاب

14 اغسطس 2020
القطاع يستهدف تغطية كاملة للطلب المحلي من الأفوكادو (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

يتفاءل مزارعو الأفوكادو في قطاع غزة بموسم جيد هذا العام، بعد أن تنامت هذه الزراعة خلال الأعوام الأخيرة، والتي تستهدف تغطية السوق المحلي واستهلاكه بشكلٍ كامل.
وخلال فترات سابقة، كان القطاع يعتمد على استيراد هذا النوع من المحاصيل، إما من الاحتلال الإسرائيلي أو الخارج نتيجة عدم زراعته في القطاع، إلا أن السنوات التي أعقبت الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005 شهدت اتجاه المزارعين إلى التوسع في طبيعة المحاصيل المنتجة محلياً.
ويواجه المزارعون في القطاع الكثير من الصعوبات، من أبرزها غياب الدعم الحكومي، إلى جانب منع الاحتلال إدخال بعض الأدوية وعرقلة إدخال بعضها ومنع تصدير المنتجات للخارج، ما أدى إلى عزوف شريحة واسعة عن مهنة الزراعة.
ويقول إسماعيل الكسيح، مالك إحدى الأراضي المنتجة لثمرة الأفوكادو، إن زراعة هذا النوع من المحاصيل يتطور من عام لآخر، نتيجة لاكتساب المزارعين الخبرة اللازمة للتعامل معه والتغلب على الصعوبات التي تواجههم.
ويوضح الكسيح لـ "العربي الجديد" أنه وأشقاءه اتجهوا نحو زراعة الأفوكادو قبل 6 أعوام، إذ كان شقيقهم الأكبر يعمل على رعايتها قبل أن يتولوا هم المسؤولية، محاولين استكمال هذه المهمة وإنتاج كميات تلبي احتياجات السوق.
ولا تغطي الكميات المنتجة محلياً من قبل مزارعي القطاع كامل احتياجات سكان غزة، حيث يتم السماح باستيراد جزء من حاجة السوق من الخارج، بعد أن يتم الانتهاء من بيع الكميات المنتجة محلياً، في الوقت الذي يعمل فيه المزارعون على زيادة إنتاجهم سنوياً.

وحسب الكسيح، فإن هذا النوع من الثمار يحتاج إنتاجه لفترة طويلة تصل إلى سنوات وإلى ظروف خاصة عن باقي الخضروات والفواكه التي يجري إنتاجها محلياً، إلى جانب ضرورة توفير مياه ذات ملوحة منخفضة.
ولا تقتصر ثمرة الأفوكادو على صنف واحد، إذ تمكن المزارعون الفلسطينيون في غزة من زراعة أصناف عدة، بعد أن تمكنت وزارة الزراعة من جلب أشتال من الخارج، إلا أنهم يواجهون إشكاليات، من أبرزها تساقط بعض المحاصيل.
وتمتاز ثمرة الأفوكادو في القطاع بإقبال السكان على شرائها، بالرغم من ارتفاع ثمن الكيلوغرام الواحد منها مقارنة بأصناف أخرى، إذ لا تقل تكلفة بيعها من المزارعين للباعة عن 6 شواكل، في حين تصل إلى المستهلك بتكلفة لا تقل عن 8 شواكل. (الدولار= 3.40 شيكل إسرائيلي).
في موازاة ذلك، يقول الناطق باسم وزارة الزراعة في غزة، أدهم البسيوني، إن إجمالي المساحات التي جرى زراعتها في القطاع خلال السنوات الأخيرة من ثمرة الأفوكادو تبلغ 170 دونماً، من بينها 125 دونماً مثمرة.
ويضيف البسيوني لـ "العربي الجديد" أن إجمالي الإنتاج المحلي لهذا الموسم يبلغ 200 طن، وهو يعتبر باكورة إنتاج لهذا المحصول الذي يحتاج إلى فترة طويلة من الرعاية والاهتمام كي يدخل مرحلة الإنتاج التجاري، كما جرى مؤخراً في غزة.
ويشير المسؤول في وزارة الزراعة إلى أن الأعوام المقبلة ستكون الكميات المنتجة أكبر مما عليه الآن، لا سيما وأن شجرة الأفوكادو تحتاج إلى رعاية تصل إلى 7 سنوات من أجل الوصول إلى مرحلة الإنتاج التجاري بكميات كبيرة.
ووفقاً للبسيوني، فإن الاتجاه التجاري لزراعة ثمرة الأفوكادو أعقب الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005، غير أنه تطور أكثر بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع عام 2014، حيث من المتوقع أن تزداد المساحات المزروعة منها.
ويقر الناطق باسم وزارعة الزراعة في غزة بأن ثمرة الأفوكادو تحتاج إلى رعاية خاصة عن غيرها من المحاصيل، إلى جانب أن عملية تربيتها تحتاج إلى بيئة ذات طابع خاص وعملية إنتاجها ليست بالأمر السهل.
وخلال السنوات الأخيرة، تقلصت مساحة الأراضي الزراعية المنتجة للخضروات والفواكه في غزة بسبب التمدد العمراني بشكل كبير، إذ كانت أعداد سكان القطاع عام 2006 لا تزيد عن 1.2 مليون نسمة، في حين وصلت حالياً إلى أكثر من 2 مليون نسمة.