الأفغان يهجرون قاعات السينما

21 سبتمبر 2015
لم يبق في كابول إلاّ 5 قاعات (Getty)
+ الخط -

هنا في سينما "بيمر" في العاصمة الأفغانية كابول يُعرض فيلم هندي. في مواجهة الشاشة الكبيرة 600 مقعد بالكاد تضم 150 شخصاً في أكثر الأوقات ازدحاماً، بحسب تقرير لخدمة "ورلد كرانش" الإخبارية. فالدمار الذي لحق بالقطاع وتطور أساليب العصر والأجواء الداخلية للقاعات كلّها تمنع الأجيال الجديدة من الحضور.

سينما "بيمر" إحدى 5 قاعات سينما متبقية في كابول، المدينة التي تضم 6 ملايين نسمة. يقول مديرها سعيد خالد، إنّ بقاء قاعات السينما في كابول يشكل تحدياً في هذه الأيام، خصوصاً أنّ معظم الناس لم يعودوا يفضّلون الدخول إليها.

لكنّ أحد الحضور، سعيد آغا، جندي في الجيش الأفغاني، يقول: "آتي إلى السينما من أجل مشاهدة أفلام مشوقة، ومع ذلك، أتمنى مشاهدة أفلام أفغانية هنا، لأنّ لدينا أفلاماً جيدة أيضاً".

يشير التقرير إلى أنّ السينما الأفغانية شهدت عصراً ذهبياً في ستينيات القرن الماضي، عندما أطلق الملك محمد ظاهر شاه شركة إنتاج وطنية ضمت العديد من استديوهات الأفلام حول البلاد. وبحسب التقديرات، كان قطاع السينما الأفغانية يضم 45 قاعة تعرض 60 فيلماً يومياً.

يتذكر عتيق الله (57 عاماً)، تلك الأيام: "كانت قاعات السينما تفتح حتى منتصف الليل. العائلات تذهب إليها، والناس من مختلف الأعمار يشاهدون الأفلام. عندما كانت البطاقات تنفد، كان البعض يعرض شراء بطاقة واحدة بأكثر من سعرها الحقيقي بـ13 مرة حتى".

الحروب المتعاقبة غيّرت كلّ شيء في أفغانستان. وتحت حكم طالبان خصوصاً مُنعت الأفلام نهائياً. دمرت الاستديوهات وتحولت القاعات والمسارح إلى ركام.

لكن، حتى بعد انتهاء حكم طالبان، ما زالت صناعة الأفلام تصارع من أجل استعادة شعبيتها. ويقول خالد: "المنتجون يواجهون الكثير من التحديات اليوم، خصوصاً مع انتشار أجهزة الأقراص المدمجة والقنوات الفضائية".

من جهتهم، يفضّل الشباب الأفغاني، مثل الطالب الجامعي محمد بشير، مشاهدة الأفلام في أماكن أخرى. ويقول: "الكثير من الناس يسيئون استخدام قاعات السينما ويزعجون الآخرين". ومن أساليب الإزعاج تلك، برأيه، التدخين والمحادثات الجانبية والاتصالات الهاتفية، وحتى التصفيق والصفير مع مرور الأغاني والمشاهد المثيرة على الشاشة.

بدوره، يفسّر المؤلف والمؤرخ الأفغاني حبيب الله رافع تفاعل الناس بهذه الطريقة في قاعات السينما بالحرب التي جعلتهم يألفون مشاهد العنف. ويقول: "قاعات السينما تعرض مشاهد العنف والحرب تلك من دون أن تنتبه الحكومة لتأثير هذا الأمر، خصوصاً أنّ المشاهدين يفقدون شيئاً من تهذيبهم خلال العروض".

إقرأ أيضاً: تحرّش على طريقة طالبان