الأفغان سلاح الأسد الجديد

15 فبراير 2015
محاولات المليشيات التقدم على الجبهة تبوء بالفشل(أنور عمرو/فرانس برس)
+ الخط -

تشير المعارك الدائرة في مناطق دير العدس ودير ماكر وحمريت في أقصى شمال محافظة درعا إلى استماتة من قبل النظام في تأمين مدخل دمشق الجنوبي، ووقف زحف فصائل المعارضة باتجاه العاصمة. وهو الأمر الذي من شأنه تخفيف الضغط على الغوطة الشرقية، وزيادة الضغط على مدينة دمشق. كما أن السيطرة على دير العدس تعد نقطة الانطلاق للسيطرة على تل الحارة الاستراتيجي، فيما تعد حمريت من أهم النقاط الاستراتيجية بالنسبة للمعارضة والنظام كونها نقطة التقاء محافظات دمشق ودرعا والقنيطرة.

ويبدو أن توكيل النظام مهمة الدفاع عن مدخل عاصمته الجنوبي للمليشيات الأجنبية بقيادة إيران، قد جاء بسبب قناعته بعدم قدرة جيشه النظامي على القيام بهذه المهمة، ولأنه يسعى لتخفيف خسائره التي أصبحت تشكل ضغطاً داخلياً عليه. كما أن طول خط الجبهة الذي يمتد لخمسين كيلومتراً يجعل من الصعوبة على النظام تأمين هذه الجبهة من قواته، لذلك تم استدعاء المئات من المتطوعين الأجانب هم في غالبيتهم من الأفغان عبر جسر جوي أشرفت إيران على تأمينه وعلى إدارة المعركة في تلك الجبهة، ترافق مع حملة إعلامية ضخمة من قبل وسائل إعلام النظام أوحى من خلالها لجمهوره بأنه يحرز تقدماً حاسماً على تلك الجبهة.

إلا أن المحاولات المتكررة من قبل المليشيات الأجنبية تحقيق تقدم على تلك الجبهة لا تزال تبوء بالفشل، فبعد أكثر من 12 محاولة فاشلة لحمريت تمكنت المعارضة أول أمس من أسر 110 من المقاتلين الأجانب وقتل ما لا يقل عن 150 منهم معظمهم من الأفغان.

وتشير أعداد قتلى وأسرى المليشيات الأجنبية التي تقاتل نيابة عن النظام في معارك مدخل دمشق الجنوبي إلى استراتيجية جديدة يتبعها النظام وإيران، تقوم على زج عناصر أجنبية ذات غالبية أفغانية في تلك المعركة، من دون إخضاعهم لتدريب كافٍ، ووضعهم في الخطوط الأمامية من المعارك بعد شحنهم طائفياً، وإيهامهم بأنهم يخوضون حرباً مقدسة، وذلك كون تلك العناصر لا تدخل في خانة الخسائر للنظام أو إيران كما تخفف من خسارات حزب الله في سورية، إلا أن هذه الاستراتيجية لم تحقق إلى الآن أياً من أهدافها على الأرض.
دلالات