الأسير الفلسطيني ثائر حمّاد: انقسام الفصائل أضعف حركة الأسرى

الأسير الفلسطيني ثائر حمّاد: انقسام الفصائل أضعف حركة الأسرى

08 أكتوبر 2016
الأسير ثائر حماد (فيسبوك)
+ الخط -
دعا الأسير الفلسطيني ثائر كايد حمّاد (36 عاما) من بلدة سلواد شرقي رام الله وسط الضفة الغربية، للانخراط بعمل كفاحي منظّم يقود لإحداث التغيير، ووضع آليات وخطط جديدة تخصّ مسار القضية الفلسطينية، لإعادة تقييم المراحل التي مرّت بها، مع السّعي لجعل قضية الأسرى أساساً للعملية السياسية.


وقال حماد المعتقل منذ 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2003، والمحكوم بالسجن 11 مؤبدا، في رسالة بعثها من سجن "ريمون" الإسرائيلي، وتسلم نادي الأسير الفلسطيني نسخة منها، إن "الحركات الوطنية لا يمكنها أن تترك موضوعات الحرية والاستقلال محكومة بانفعالات مجموعة صغيرة من الشباب، ولا بدّ أن تبحث عن صيغة وطنية يلتف حولها الجميع لخلق غاية كفاحية مستقلة متواصلة".

ويرى الأسير حماد أن الشعب الفلسطيني مرَّ بتجارب تاريخية عريقة، ويستطيع أن يبدع في الأشكال الكفاحية التي من شأنها أن تحدث التغيير المطلوب وأن تملأ الفراغ الحاصل، معتبراً أن العملية السياسية وصلت للطريق المسدود، بينما تحوّلت الصيغ النمطية إلى شعارات.

وأكد ضرورة إشراك الشّعب الفلسطيني في عملية التقييم، واستغلال طاقة الشّباب الذين يتراجع دورهم بشكل كبير، للتوصل إلى صيغة سياسية نضالية تستند إلى شراكة حقيقية في القرار السياسي والنضالي، وفتح جبهة عريضة مع الاحتلال على كافة الصعد الميدانية والشعبية والمؤسساتية والقانونية والدبلوماسية.

وطالب الأسير حمّاد الحركة الوطنية بأن تفكّر دائماً في طريقة تحرير أسراها، وأن يتحوّل ذلك إلى مهمة لا تغيب عن جدول أعمالها، معرباً عن أمله بتحقيق صفقات تبادل تستند إلى دروس وتجارب الماضي.

واعتبر حماد بأن القضية الفلسطينية تمرّ بمرحلة خطيرة على الأصعدة كافة، وأن عملية السّلام انتهت مع استمرار الاحتلال في الاستيطان، وسرقة الأراضي، وبناء جدار الفصل، وتهويد القدس، والنكث باتفاقيات الإفراج عن الأسرى القدامى وغيرها من الانتهاكات.





في المقابل، أكد أن الشعب الفلسطيني يثبت يومياً أنه الحامي الحقيقي للمشروع الوطني، في ظل تلاشي دور الفصائل التي فقدت الكثير من مبادئها، وغرقت في الحزبية على حساب الهمّ الوطني العام.

وشدد على أن فعل المقاومة ملزم للشّعوب المحتلة والمضطهدة لاستعادة الحقوق المسلوبة. وقال إن ما دفعه لتنفيذ عملية فدائية في منطقة عيون الحرامية شمالي رام الله عام 2002، هو الواجب الوطني والسعي للانخراط في الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي اندلعت عام 2000، إلى جانب التجربة الشخصية التي مرّ بها وهي قتل جنود الاحتلال لثلاثة من أعمامه، والاعتقالات المتكررة لوالده وأشقائه.

كما بيّن حماد أن الحركة الأسيرة تمرّ أيضاً بمرحلة صعبة ومتدهورة، بعد أن فقدت الكثير من الإنجازات والحقوق التي انتزعتها على مدار سنوات نضالها.

ولفت إلى أن الانقسام الفصائلي أضعف وحدة الحركة الأسيرة، ووحدة قرارها، وصلابة موقفها أمام السّجان، الذي استغل هذه الحالة ليعزز بدوره الانقسام، فيصنّف الأسرى على أساس الانتماء الفصائلي.

وأكد الأسير حماد أن الحركة الأسيرة تواجه أيضاً هجمة سياسية إسرائيلية شرسة، عبر سنّ التشريعات التي تستهدف قمع الأسرى، والمطالبة بتشريع قوانين تقضي بإعدامهم، علاوة على الهجمة التي تشنّها بعض الدول الغربية الساعية لتجريد الأسرى من حقوقهم المالية، ووصمهم بصفة "الإرهاب"، لنزع صفة النضال الشرعي عنهم.

ولفت إلى ما يعانيه الأسرى داخل سجون الاحتلال، من هجمات السجانين، وتعرضهم للقمع والعزل والاقتحامات والتعذيب، علاوة على الإهمال الطبي الذي كان من نتائجه استشهاد العشرات من الأسرى داخل السّجون أو بعد إطلاق سراحهم بأيام أو أسابيع أو أشهر قليلة، وكان آخرها استشهاد الأسير ياسر حمدونة، بعد رحلة من الإهمال الطبي المتعمّد.



المساهمون