الأسعار المرتفعة تسرق فرحة العيد في مقديشو

الأسعار المرتفعة تسرق فرحة العيد في مقديشو

23 يونيو 2017
ارتفاع الأسعار في أسواق الصومال (Getty)
+ الخط -

ما إن بدأ الأسبوع الأخير من شهر رمضان المبارك، حتى شهد سوق "بكارة" في العاصمة الصومالية مقديشو، انتعاشاً ملحوظاً في الحركة التجارية، استعداداً لعيد الفطر. 

ويتوافد المواطنون إلى سوق "بكارة" لشراء مستلزمات العيد، ولا سيما الملابس، لكنهم يُفاجأون بأسعار مرتفعة للغاية، ما دفع متسوقين للتوجه إلى الأسواق الشعبية، بدلاً من المحال التجارية الكبيرة.
ديقة بشير، التي بدت الحيرة على وجهها، تقول لـ"الأناضول"، "إن التجار يسلبون الفرحة من أطفالي من خلال تضخيم الأسعار لتحقيق أرباح على حساب جيوب البسطاء". وتضيف "إن السوق لا يناسب أمثالنا من البسطاء، وكأنه حكر على الميسورين فقط، وما دبرته من مال لا يغطي سوى احتياجات اثنين فقط من أولادي الخمسة".

اتهامات ومساومة

تسير عجلة التجارة في سوق "بكارة"، الذي تكدس بالزبائن، وسط تراشق اتهامات بين تجار يحاولون تعويض حالة ركود في الفترة الماضية، وبين متسوقين يتشبثون بتوفير الفرحة لأولادهم، عبر شراء ما يحتاجونه.
عبد الرحيم أحمد، وهو مالك محل تجاري كبير،  يقول "لا حركة تجارية هنا، فعملية الشراء بطيئة جداً خلافاً للسنوات الماضية، فالسوق منتعش، لكن ليس بالتجارة، وإنما بمتسوقين يرفعون شعار المساومة (في الأسعار) لشراء احتياجاتهم الأساسية".
ويشكل العيد فرصة لتجار سوق "بكارة"، الذين يعانون من ركود تجارتهم منذ فترة، لكن ارتفاع الأسعار وغياب التخفيضات يتسببان في عزوف زبائن عن المحال الكبيرة، ما ينعش الأسواق الشعبية ذات الأسعار المنخفضة.
وتتباين أسعار الملابس حسب الموضة، لكن وفق الفئات العمرية في المحال التجارية الكبيرة، تتراوح أسعار ملابس الأطفال بين 19 و23 دولاراً أميركياً (483 ألف شلن صومالي)، وأسعار ملابس المراهقين من 20 إلى 30 دولاراً (630 ألف شلن)، فيما تبلغ أسعار ملابس المراهقات بين 25 و40 دولاراً (840 ألف شلن).
وحول ما إذا كان التجار سبباً في ارتفاع الأسعار، يجيب أحمد بأن "ارتفاع الأسعار في هذه المناسبات أمر طبيعي ووارد، نظراً للفرق الشاسع بين العرض والطلب، فالمواطنون يحرصون على شراء المستلزمات فقط في المناسبات".
بدوره يشير شيخ عمر نور، وهو أب لأربعة أطفال (في أحد معارض السوق)، إلى أنّ "التجار يلعبون بالأسعار، يعرضون علينا أحدث الموديلات، لكن بأسعار باهظة حالت دون الشراء". 
ويضيف "أخشى أن بعض عيالي قد لا يتذوقون طعم فرحة العيد، بسبب هذه الأسعار الجنونية، فهي تظل باهظة رغم اقتراب حلول عيد الفطر المبارك، وقد قضيت عشر ساعات في السوق ولم أشتر شيئاً حتى الآن".

بسكويت وحلويات

ولا تقتصر الاستعدادات لعيد الفطر على محلات الملابس فقط، بل تشمل محال بيع البسكويت وبقية المعجنات، حيث تشهد هي الأخرى إقبالاً كبيراً.
ويتزاحم الزبائن عند مداخل المخابز، ولكل منهم طلبه الخاص، الذي يتمثل في الحلوى مع الزبد أو مع الزيت، إلى جانب إعداد البسكويت بالكثير أو القليل من البيض، حسب قدرة المشتري.
أمام أحد مخابز مقديشو، تقول فرحية عمر "هنا.. لا تنتهي الطوابير الطويلة في مثل هذه المناسبات، لكن الأسعار ليست جنونية مثل أسعار الملابس، فسعر الحلويات يناسب كل فئات المجتمع، وهي مهمة على المائدة الصومالية".
ويُباع الكيلوغرام من الحلويات، من نوعي الزيت والزبد، بحوالى 2.5 دولار (حوالى 52.5 ألف شلن)، بينما يُباع الكيلوغرام من البسكويت بأنواعه المختلفة بدولارين (قرابة 42 ألف شلن).
وتبدأ وجبة العيد لدى الأسرة الصومالية بقطعتين من الكعك تتوسطهما قطعة حلوى، مع كوب من القهوة بدون السكر لكل فرد، مراعاة لحال المعدة، التي اعتادت على الصيام طيلة شهر رمضان.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون