الأسبوع الأول لمعركة تلعفر: "داعش" يختنق وخشية على المدنيين

الأسبوع الأول لمعركة تلعفر: "داعش" يختنق وخشية على المدنيين

بغداد

براء الشمري

avata
براء الشمري
26 اغسطس 2017
+ الخط -

مع انقضاء الأسبوع الأول من معركة تحرير تلعفر (غرب الموصل)، تمكنت القوات العراقية المشتركة من تحقيق تقدم سريع على مختلف محاور القتال، الأمر الذي أرغم تنظيم "داعش" على ترك خطوطه الدفاعية الأمامية، والتراجع باتجاه مركز المدينة. وفيما أكد قادة عراقيون حرصهم على حماية المدنيين، حذّر ناشطون من احتمال تعرّض بعضهم لنيران المعارك.

في هذا السياق، أفادت خلية الإعلام الحربي العراقية، بأن "القوات المشتركة تخوض معارك شرسة ضد عناصر تنظيم داعش في أحياء القلعة والربيع والطليعة والسعد، من أجل استعادتها من سيطرة التنظيم"، موضحة في بيان، أن "مقاتلي داعش يعتمدون تكتيك القناص والمفخخات من أجل إيقاف أو عرقلة التقدم السريع للقوات العراقية".

وذكر قائد عمليات "قادمون يا نينوى"، الفريق الركن عبد الأمير يارالله، أن "القوات العراقية المشتركة تمكنت من السيطرة على منطقتي الجزيرة والياس، جنوبي البلدة"، لافتاً في بيان، إلى أن "القوات العراقية تواصل تقدمها باتجاه بقية مناطق تلعفر". وبحسب خريطة نشرها الجيش العراقي، فإن "تنظيم داعش ما زال يسيطر على أكثر من 70 في المائة من تلعفر، بما في ذلك منطقة القلعة القديمة التي تعود للعهد العثماني وتوجد في مركز البلدة".

وفي سياق متصل، قال العقيد بالفرقة التاسعة للجيش حيدر فاضل، إن "قوتين، إحداهما من الجيش والأخرى من مليشيا (الحشد الشعبي)، توجّهتا نحو منطقة القلعة، وسط تلعفر"، مؤكداً في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "على القوتين اجتياز حواجز الصدّ من المفخخات والانتحاريين التي وضعها داعش في المناطق المحيطة بالقلعة".

وأكد مصدر في قيادة العمليات العراقية المشتركة أن "تنظيم داعش انسحب من بعض الأحياء الواقعة في محيط بلدة تلعفر باتجاه مركز البلدة، نتيجة للضغط الكبير الذي تمارسه عليه القوات العراقية التي تمكنت من تحرير عدد من أحياء البلدة خلال الأيام الخمسة الماضية من المعركة". وأشار إلى "اندلاع معارك عنيفة بين القوات العراقية المشتركة وداعش في أكثر من حي بتلعفر"، لافتاً في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، إلى أن "البلدة تتعرض لقصف جوي ومدفعي عنيف لتفكيك دفاعات التنظيم". بدورها، ذكرت مليشيا "الحشد الشعبي" أن "فصائلها قصفت مواقع تابعة لتنظيم داعش في قرية المريشة، غرب تلعفر"، موضحة في بيان، أن "القصف جاء تمهيداً لاقتحام القرية وتحريرها من سيطرة داعش".


وفي سياق متصل، أكد رئيس مليشيا "الحشد الشعبي"، مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض، على "أهمية التنسيق الذي يجري حالياً بين القوات التي تشارك في معركة تلعفر"، كاشفاً خلال تصريح صحافي نقله الموقع الرسمي لمليشيا "الحشد"، أن "معركة تلعفر أقلّ ضراوة من معارك الجانب الأيمن والمدينة القديمة في الموصل، كون عدد السكان أقلّ والأرض منبسطة".

وأضاف الفياض أن "عمليات قادمون يا تلعفر انطلقت تحت إشراف العمليات المشتركة، وبقيادة القائد العام للقوات المسلحة، وأنها تجري بتنسيق ووتيرة عالية"، موضحاً أن "التفاهم بين القطعات العسكرية يجعل المعركة تسير بوتيرة متسارعة باتجاه إنهاء وجود تنظيم داعش في محافظة نينوى".


في هذه الأثناء، ذكر قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، أن "قواته تمكنت من تحرير مقر دائرة الكهرباء الواقعة في حي سعد، شمال تلعفر"، موضحاً في بيان، أن "الشرطة الاتحادية تستعد لاقتحام حي الربيع، غربي البلدة".

كما أشار قائد جهاز مكافحة الإرهاب العراقي الفريق الركن عبد الغني الأسدي، إلى أن "حصيلة معركة تلعفر جيدة، والخطة العسكرية تسير بشكل سليم". وأوضح في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "القوات العراقية تمكنت من السيطرة على منطقة البساتين الحيوية في تلعفر"، مؤكداً أن "هذه المنطقة كانت مقلقة للقطعات العسكرية".

وأشار إلى "حرص القوات العراقية على حماية المدنيين في تلعفر، فنحن أولى بحماية المدنيين من المتشدقين بحقوق الإنسان والإنسانية". وتحدثت منظمات إنسانية عراقية عن وجود عشرات الآلاف من المدنيين الذين اضطروا للبقاء في الأحياء الواقعة وسط بلدة تلعفر.

من جانبه، أشار عضو منظمة الإغاثة العراقية الإنسانية طارق الجبوري، إلى "وجود آلاف المدنيين المحاصرين وسط تلعفر"، مؤكداً لـ"العربي الجديد"، أن "السكان المحليين اضطروا للهروب من الأحياء الواقعة على أطراف تلعفر إلى وسط البلدة". ولفت إلى "وجود خشية من احتمال تعرض بعضهم للقتل أو الإصابة جراء العمليات العسكرية".

وأضاف: "يحاول البعض التقليل من أهمية وجود المدنيين وسط نيران المعارك، ويتحدث عن أعداد قليلة، بخلاف ما يرد من تقارير تتحدث عن عشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين"، مؤكداً أن "الأمم المتحدة أقرّت بوجود المدنيين الذين تمكن بعضهم من الفرار، فيما يحاصر داعش آلافاً آخرين في المناطق التي ما تزال تحت سيطرته بتلعفر".

وسبق للمتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، أن "أكد فرار 40 ألف مدني من بلدة تلعفر التي تشهد عمليات عسكرية"، موضحاً أن "بعض الأسر اضطرت للسير نحو 20 ساعة في أجواء حارّة من أجل مغادرة تلعفر".

ذات صلة

الصورة
أبو تقوى السعيدي (إكس)

سياسة

أسفر استهداف طائرة مسيّرة مقراً لفصائل "الحشد الشعبي" يتبع لـ"حركة النجباء"، عن مقتل المسؤول العسكري للحركة مشتاق طالب علي السعيدي المكنى "أبو تقوى".
الصورة
قاعة الأعراس في الحمدانية في نينوى في العراق 1 (فريد عبد الواحد/ أسوشييتد برس)

مجتمع

أعاد حريق قاعة الأعراس في محافظة نينوى العراقية الذي خلَّف مئات القتلى والمصابين، ليلة أمس الثلاثاء، مشهد الحرائق المتكرّرة التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة والتي خلّفت مئات القتلى والجرحى.
الصورة
صندوق من فاكهة الرمان (Getty)

مجتمع

أفاد تحقيق صحافي عراقي بأنّ بغداد تلقّت شحنة رمّان من بيروت تبيّن أنّها محشوّة مخدّرات، علماً أنّ هذه الشحنة جزء من سداد قيمة مستحقّات النفط العراقي المخصّص لبيروت.
الصورة

سياسة

يخشى بعض المرشحين للانتخابات المحلية في العاصمة بغداد، من أن يكون تسلسل أحدهم بالرقم 56، الذي يُطلق على المحتالين والنصابين في الشارع العراقي، وقد جاء نسبة إلى مادة قانونية في القانون العراقي، تخص جرائم النصب والاحتيال

المساهمون