الأزهر يشيد بجهود ألمانيا ويدين حرق المصحف والاعتداء على فلسطيني

الأزهر يشيد بجهود ألمانيا ويدين حرق المصحف والاعتداء على فلسطيني

03 سبتمبر 2020
الأزهر يدعو للحوار ونبذ التطرف والكراهية (Getty)
+ الخط -

شهدت الساعات القليلة الماضية مواقف وبيانات صدرت عن مشيخة الأزهر، وإمامه الأكبر أحمد الطيب، متصلة بحادثتي حرق المصحف الشريف في مالمو السويدية، والاعتداء على مسن فلسطيني من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية، وإعادة مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية رسوماً مسيئة للنبي محمد. وفي المقابل، صدرت عن الأزهر مواقف أخرى مشيدة بالحكومة الألمانية في مواجهتها لظاهرة العداء للإسلام.
وقال الأزهر إن الحكومة الألمانية اتخذت "خطوة على الطريق الصحيح، تعكس إصرارها على مكافحة ظاهرة العداء ضد الإسلام".
وأشاد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بخطوة تشكيل الداخلية الألمانية لجنة لمواجهة "العداء ضد الإسلام"، بوصف ذلك العداء "لا يشكل تهديداً للمسلمين فحسب، بل يهدد التماسك المجتمعي بشكل عام"؛ حيث صرَّح وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر، أمس الثلاثاء، بأنه قد تم الانتهاء من تشكيل اللجنة، وأنها سوف تباشر عملها بشكل رسمي.
وأكد المرصد أن تشكيل تلك اللجنة التي تتكون من 12 عضوًا، وتبدأ عملها في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل وتستمر لمدة عامين، "خطوة على الطريق الصحيح تعكس إصرار الحكومة الألمانية على مكافحة ظاهرة العداء ضد الإسلام، والتي استشعرت خطرها على أمن المجتمع ووحدة نسيجه".
وكان وزير الداخلية الألماني، قد أعلن عن عزمه تشكيل تلك اللجنة في مارس/ آذار الماضي، وذلك بعد الهجوم على مقهيين شرقي في مدينة هاناو الألمانية، والذي راح ضحيته 11 شخصًا وعدد من المصابين.
من جهة أخرى، استنكر الأزهر إعادة نشر مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية في عددها الصادر الأربعاء رسوماً مسيئة لرسول الإسلام، محذراً من أنها "ترسخ للكراهية وتعرقل الجهود المبذولة في الحوار بين الأديان".
وحذّر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من أن "الإصرار على جريمة إعادة نشر هذه الرسوم المسيئة، يرسخ لخطاب الكراهية ويؤجج المشاعر بين أتباع الأديان، ويقف حائط صد نحو خلق بيئة صحية يعيش فيها الجميع على اختلاف دياناتهم ومعتقداتهم".
وأضاف أنه "يعد استفزازا غير مبرر لمشاعر ما يقارب الملياري مسلم حول العالم، كما أنه كفيل بأن يعرقل جهودا عالمية قادتها كبرى المؤسسات الدينية على طريق الحوار بين الأديان، بلغت ذروتها بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية بين أكبر رمزين دينيين في العالم، خلال فبراير/ شباط العام الماضي".
كما كرر مرصد الأزهر إدانته الشديدة للهجوم الإجرامي على مقر "شارلي إيبدو" مطلع عام 2015، مؤكدا "رفض الإسلام لأي أعمال عنف"، داعيا القائمين على المجلة لاحترام معتقدات الآخرين ومقدساتهم.
وطالب مرصد الأزهر المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم في "التعدي على مقدسات المسلمين ورموزهم"، محذرا من أن "الازدواجية في التعامل مع أتباع الأديان وسياسة الكيل بمكيالين وغض الطرف عن جرائم اليمين المتطرف لن تقدم للإنسانية إلا مزيدا من الكراهية والتطرف والإرهاب".
وكان شيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر أحمد الطيب قد أدان بشدة واقعة حرق المصحف الشريف في مدينة مالمو بالسويد التي حدثت أواخر الأسبوع الماضي.
وقال الطيب في بيان أمس: "على هؤلاء الذين تجرأوا على ارتكاب جريمة حرق المصحف الشريف أن يعلموا أن هذه الجرائم هي إرهاب بربري متوحش بكل المقاييس، وهي عنصرية بغيضة تترفع عنها كل الحضارات الإنسانية، بل هي وقود لنيران الإرهاب الذي يعاني منه الشرق والغرب"، مضيفاً: "ومما لا ريب فيه أن هذه الجرائم النكراء تؤجج مشاعر الكراهية، وتقوض أمن المجتمعات، وتهدد الآمال التي يبعثها حوار الأديان والحضارات".
وقال إمام الأزهر: "على هؤلاء أن يدركوا أن حرق المصحف الشريف هو حرق لمشاعر ما يقرب من ملياري مسلم حول العالم، وأن التاريخ الإنساني سيسجل هذه الجرائم في صفحات الخزي والعار".
من جهة أخرى، أدان الأزهر اعتداء الاحتلال الإسرائيلي على مسن فلسطيني وأعرب عن كامل تضامنه معه.

وقال الأزهر في بيان أمس الثلاثاء إنه "يدين بشدة الاعتداء الوحشي الذي قام به بعض جنود الكيان الصهيوني على مسن فلسطيني، الثلاثاء، أثناء قمع وقفة منددة بالاستيطان على أراضي بلدتي جبارة وشوفة بمحافظة طولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة".
وأعرب الأزهر الشريف عن "كامل تضامنه مع هذا البطل الذي يدافع عن أرضه، متشبثاً بعلم بلاده، ضد المحتل الغاشم، الذي لا يدرك قيمة الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان"، مؤكدا موقفه الرافض لسياسات الاحتلال الصهيوني في التعامل مع "الشعب الفلسطيني المقهور الذي يُستباح عرضه ودمه وتُنهب مقدراته وتنتهك مقدساته".
ودعا الأزهر "جميع القوى والمنظمات الدولية إلى إدانة ومنع تلك الاعتداءات المتكررة، مجددا تضامنه مع نضال أبناء الشعب الفلسطيني وصمودهم في مواجهة تلك الاعتداءات".