الأردن: حزن وطقس متقلب وبحث مستمر عن طفلة مفقودة

الأردن: حزن وطقس متقلب وبحث مستمر عن طفلة مفقودة

عمّان
avata
أنور الزيادات
صحافي أردني. مراسل العربي الجديد في الأردن.
11 نوفمبر 2018
+ الخط -
يتوقع الأردن حالة من عدم الاستقرار الجوي يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، في حين لا يزال الحزن مخيماً على نفوس الأردنيين، الذين لم يمروا بمثل تلك الظروف القاسية في مواجهة الطبيعة منذ نصف قرن، كما يواصل أكثر من 500 عنصر من كوادر الإنقاذ البحث عن طفلة مفقودة.

ونجحت الجهود الحكومية نسبياً في التعامل مع الظروف الجوية، لكن وفاة 12 شخصاً وفقدان طفلة، فاجعة جديدة أصابت الأردنيين بعد أسبوعين من فقدان 21 شخصاً أغلبهم من الطلبة في فاجعة البحر الميت.

واعترف رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز، خلال جلسة مجلس النواب اليوم الأحد، بوجود مشاكل في البنية التحتية والخدمات، وخصوصاً في المناطق التي شهدت الأحداث الأخيرة، مشيراً إلى إيعازه للوزراء المعنيين زيارة تلك المناطق، وتقديم تقرير تفصيلي عن وضع البنية التحتية والخدمات فيها. كما لفت إلى أن موازنة عام 2019 ستشهد زيادة ملحوظة في مخصصات مجالس المحافظات، للتركيز على الأولويات فيها.

وقال إن الحكومة تعاملت مع سوء الأحوال الجوية، عبر مركز الأمن وإدارة الأزمات، بالتنسيق مع مختلف أجهزة الدولة المدنية والعسكرية، مشيراً إلى أن ما مر به الأردن ظرف استثنائي، وتعاملت الحكومة معه بكل طاقتها، وهي ظروف تمر بها كل دول العالم وتتعرض هذه الدول للخسائر نتيجة الظروف الجوية. وأكد أن قوله هذا "ليس درءاً للاتهامات أو هرباً من المسؤولية، بل تجسيد للواقع وإحقاق للحق، ولأخذ الدروس والعبر، ولنزيد إمكاناتنا للتقليل من الخسائر".

وطالب النائب سليمان الزبن في جلسة مجلس النواب، الحكومة بثورة بيضاء لتطوير البنية التحتية التي اعتبرها مهترئة، مشدداً على ضرورة أن تكون الحكومة على أتم الاستعداد للتعامل مع الظروف الجوية المتغيرة.

ورأى النائب نبيل غيشان، أن الحادثة التي وقعت في مأدبا وضبعة، جاءت لتذكر بأن ما يحصل هو نتيجة تراكم الإهمال الحكومي لمحافظات الجنوب، مشيراً إلى أن ما حدث هو إنذار للحكومات لتعلم أن الأردن ليس فقط العاصمة عمان.

واعتبر النائب مصلح الطراونة، أن الحكومة تُسوق الوهم للمواطنين من خلال بطولات وهمية على شاشات التلفزيون، وتركها المواطنين محاصرين لساعات أثناء الأحوال الجوية الأخيرة، مشيراً إلى عدم وجود مركز إدارة أزمات حقيقي.

ولا تزال جهود البحث مستمرة عن فتاة مفقودة، وفي هذا الإطار قال مدير عام الدفاع المدني اللواء مصطفى البزايعه، أن ما يزيد عن 500 شخص من الدفاع المدني والقوات المسلحة والأمن العام والدرك، يشاركون في عمليات تمشيط من البحر الميت صعوداً باتجاه الواله، مع نشر زوارق من الدفاع المدني والبحرية الملكية للتمشيط، بالتنسيق مع القوات المسلحة بواسطة طائرة عمودية.

وحذرت دائرة الأرصاد الجوية الأردنية، في بيان اليوم الأحد، من حالة عدم استقرار جوي ستشهدها المملكة يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، متوقعة سقوط أمطار غزيرة، وتشكل السيول. وطالبت المواطنين بعدم الاقتراب من الأودية ومناطق جريان السيول، واتباع الإرشادات التي تصدر من الجهات الرسمية بهذا الخصوص.

كما طلب الدفاع المدني من المواطنين، الابتعاد عن مجاري السيول التي تشكلت في المناطق الشرقية باتجاه القطرانة وسد الموجب.

ونجحت عمليات البحث المكثفة صباح اليوم الأحد، في العثور على مفقودين في منطقة الجفر بمحافظة معان، وذلك على بعد 150 كيلومتراً منها، وهم بصحة جيدة.

وكان نائب محافظ معان بدر أبو تاية، قد أكد أن الأجهزة الأمنية والرسمية تبلغت من ذوي 9 أشخاص فقدوا منذ الخميس الماضي، وكانوا في رحلة صيد شرق مدينة الجفر، التي تبعد عن المنطقة نحو 180 كلم، أنهم لم يعودوا إلى أماكن سكنهم.

وشهدت مدينة البتراء السياحية صباح اليوم الأحد، حركة سياحية نشطة بعد تدفق أفواج من السيّاح الأجانب من مختلف دول العالم إلى المواقع السياحية والأثرية فيها، بحسب تصريحات رئيس سلطة إقليم البتراء بالإنابة الدكتور سليمان الفرجات.

وأضاف الفرجات، أن سلطة الإقليم من خلال كوادرها الفنية وآلياتها، أجرت صيانة شاملة للشوارع والمواقع التي لحقت بها أضرار جراء المنخفض الجوي الذي ساد المملكة، كما سمحت بالدخول إلى المحمية الأثرية صباح اليوم، عقب إنهاء أعمال الصيانة وتهيئة المواقع السياحية، والتأكد من عدم وجود أي مخاطر.

وذكرت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة جمانة غنيمات، أن جهود كوادر الميدان ما زالت مستمرة في البحث عن الطفلة، التي فقدت بمنطقة الوالة/ مأدبا. ولفتت إلى أن عدد ضحايا الحالة الجوية بلغ 12 وفاة، 7 منها في مأدبا و4 في ضبعة ووفاة واحدة بمعان. في حين سجلت 29 إصابة، 4 منها من عناصر الدفاع المدني و4 من قوات الأمن العام، و14 في منطقة ضبعة، و6 إصابات في معان وإصابة واحدة في الراشدية.

وأضافت: "تنفيذاً لقرار مجلس إدارة المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، قامت الجهات المعنية بإخلاء أكثر من 1100 مواطن، وبعض العائلات من جنسيات عربية يقطنون بالقرب من الأودية ومجاري السيول، وتوزع منهم نحو 620 مواطناً على محافظات المفرق، 315 مواطناً في معان، ومناطق الأغوار توجه إليها 150 شخصاً، بالإضافة إلى 67 آخرين من البادية الوسطى".

وأشارت إلى أن العائلات المتضررةن جرى إسكانها في المدارس القريبة وفي عدد من المباني العامة والمساجد، فيما يجري التنسيق بين إدارة مخيم الزعتري ومحافظ المفرق لأخذ الاحتياطات الكاملة بهدف حماية قاطني المخيم.

ذات صلة

الصورة
نازحان في غزة (العربي الجديد)

مجتمع

يحاول النازح الفلسطيني أبو أحمد أبو القمبز من حي الشجاعية شرق مدينة غزة التخفيف من آلام صديقه الجديد أبو مصطفى سالم، الناجي الوحيد من مجزرة إسرائيلية.
الصورة

مجتمع

بين ركام عمارات سكنية دمّرتها غارات إسرائيلية في غرب مدينة غزة، تجمّع فلسطينيون لرفع كتلة إسمنتية كبيرة أمام ثلاثة مسعفين سحبوا من المكان جثة هامدة. ويصرخ شاب باكياً "لماذا؟ لم نفعل شيئا يا الله".
الصورة
إيمان بنسعيت (العربي الجديد)

مجتمع

تركت كارثة زلزال المغرب آثاراً مأساوية على عدد من سكان منطقة ثلاث نيعقوب، وبينهم الشابة إيمان، البالغة 20 عاماً التي نجت من تحت أنقاض منزل عائلتها، بسبب وجودها خارج القرية، لكنها شربت من كأس الموت المر
الصورة
123

مجتمع

لم يستطع المغربي الزاهر مراد، المكوث في مدينة الدار البيضاء، عقب الزلزال الذي ضرب قرى جبال الأطلس، مساء الجمعة 8 سبتمبر/أيلول الماضي، وتوجه مسرعاً إلى المناطق المتضررة للمساعدة في نجدة المنكوبين.

المساهمون