الأردن: انتحار شابتين خلال يوم واحد في منطقة عين الباشا

الأردن: انتحار شابتين خلال يوم واحد في منطقة عين الباشا

23 يوليو 2020
ما تزال الجهات الأمنية تجري تحقيقاتها (بيدرو إيغارث/فرانس برس)
+ الخط -

أقدمت فتاتان أردنيتان على الانتحار بأسلوبين مختلفين خلال الـساعات الـ24 الماضية داخل منزليهما في لواء عين الباشا، الذي يتبع لمحافظة البلقاء غرب العاصمة عمّان، والذي يقدر عدد سكانه بـ176726 نسمة، ويضم مخيم البقعة، أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في الأردن.

وقد أقدمت شابة عشرينية على الانتحار شنقاً فجر الأربعاء في منزل ذويها، فيما أطلقت فتاة (17 عاماً) النار على نفسها من مسدس في منطقة البقعة، حيث عثرت عائلة الفتاة على جثتها مصابة بعيار ناري في الرأس.

وما تزال الجهات الأمنية تجري تحقيقاتها بإشراف المدعي العام المختص حول تفاصيل القضية والدوافع خلف عمليتي الانتحار، وما إذا كان هناك ارتباط بينهما، فيما جرى تشريح الجثتين في قسم الطب الشرعي في مستشفى الأمير حسين من قبل لجنة طبية شرعية.

وقعت في الأردن خلال آخر 5 سنوات 621 حالة انتحار تام (2015-2019)، حيث سجل 113 حالة عام 2015، و120 حالة عام 2016، و130 حالة عام 2017، و142 حالة عام 2018،  إلى جانب تسجيل 116 حالة عام 2019.

ووقعت في الأردن خلال آخر 5 سنوات 621 حالة انتحار تام (2015-2019)، حيث سجل 113 حالة عام 2015، و120 حالة عام 2016، و130 حالة عام 2017، و142 حالة عام 2018،  إلى جانب تسجيل 116 حالة عام 2019.

وحذر مختصون ومؤسسات مجتمع مدني أردنية في الآونة الأخيرة من عودة حالات الانتحار في المملكة إلى الارتفاع خلال عام 2020 بسبب جائحة كورونا، والإجراءات الاحترازية المتخذة، ومن بينها منع التجول وتدني أو فقدان الدخل، وفقدان العديد من الأفراد لوظائفهم، وارتفاع حالات العنف الأسري ضد النساء والفتيات.

وقالت جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن"، في بيان الأربعاء، إن انتحار النساء والفتيات يؤشر على خطورة المشاكل التي تعاني منها النساء والفتيات تحديداً، خاصة ما تعلق منها بالصحة النفسية والعنف الأسري الذي قد يمارس ضدهن، خاصة وأنه لا يوجد في الأردن أرقام رسمية تبين مدى انتشار العنف، خاصة الأسري، بين النساء والفتيات غير المتزوجات، وبالتالي لا يمكن التعرف على حقيقة المشاكل التي يعانين منها، كما لا يمكن تقديم الدعم والإرشاد للفئات الأكثر حاجة من بينهن.

وأضافت "تضامن": "تعاني العديد من النساء المعنفات في الأردن من اضطرابات نفسية، وخاصة الاكتئاب، مما يدفعهن الى التفكير في الانتحار أو محاولة الانتحار، خاصة وأن أغلبهن لا يبحن بمعاناتهن جراء العنف وتسيطر عليهن ثقافة الصمت، كما أن معظمهن لا يملكن الخيارات ولا تتاح أمامهن فرص للنجاة من العنف لأسباب جذرية، من بينها الصور والقوالب النمطية لأدوار كل من الذكور والإناث، ولانعدام أو ضعف استقلالهن المالي بسبب العنف الاقتصادي، ولتسامح وتغاضي المجتمع مع مرتكبي العنف ضدهن مما يؤدي الى إفلاتهم من العقاب".

وأصبح موضوع الانتحار ومحاولاته، خاصة بين الإناث، قضية ذات أهمية بالغة في الأردن بعد الارتفاع المستمر في عدد الحالات خلال السنوات من 2012 إلى 2018، وشكلت الإناث حوالي 30 في المائة من حالات الانتحار، و62 في المائة من محاولات الانتحار، إلا أن أرقام عام 2019 تشير إلى وقف الاتجاه التصاعدي لحالات الانتحار.

وصنفت إدارة المعلومات الجنائية في مديرية الأمن العام (وهي الجهة الوحيدة في الأردن التي تمتلك معلومات تفصيلية) أسباب ودوافع الانتحار ومحاولات الانتحار ضمن 10 تصنيفات مختلفة، وهي أسباب عاطفية، أسباب مالية، الفشل والاحباط، أسباب أخلاقية، خلافات عائلية، أمراض ومشاكل نفسية، خلافات شخصية، أسباب إنسانية، أسباب أخرى، وأسباب مجهولة.

المساهمون