الأرجنتين تقيم بطولة افتراضية للتانغو هذا العام

الأرجنتين تقيم بطولة افتراضية للتانغو هذا العام

25 اغسطس 2020
الفائزان في بطولة العام الماضي (رونالدو شميت/فرانس برس)
+ الخط -

يتواجه راقصون من العالم بأسره اعتباراً من الأربعاء، في إطار بطولة العالم للتانغو التي تقام استثنائياً عبر الإنترنت هذه السنة بسبب جائحة فيروس كورونا الجديد التي تنتشر بلا هوادة في الأرجنتين.

بسبب القيود الصحية، ستقتصر هذه البطولة التي تنظم سنوياً في أغسطس/آب هذا العام على نشاطات افتراضية ومسابقة تُجرى لأول مرة، وسيستند خلالها أعضاء لجنة التحكيم على أشرطة فيديو يرسلها المشاركون. ويقام الحدث في حين أن قاعات "ميلونغا"، حيث يمارس رقص التانغو، تواجه وضعاً صعباً للغاية مع استمرار الإغلاق منذ خمسة أشهر.

في بوينس آيرس لا تزال النشاطات الفنية والتجمعات ممنوعة، بسبب جائحة "كوفيد ــ 19". وقد فرض الإغلاق في 20 مارس/آذار، ولم يخفف إلا جزئياً منذ ذلك التاريخ.

وسعى مسؤول الشؤون الثقافية في العاصمة الأرجنتينية، أنريكه أفوغادرو، إلى الطمأنة بقوله: "نراهن على مهرجان تانغو يتكيف مع الوضع الذي نمر به بسبب الجائحة. فهو سيكون مختلفاً عبر الإنترنت، لكن بالحماسة نفسها كما السنوات السابقة".

خلال نسخة العام 2019، شارك 500 ثنائي رقص في البطولة، وحضر أكثر من نصف مليون شخص العروض والحصص والحفلات، ورقصوا في قاعات "ميلونغا"، خلال ما تعتبره البلدية "أهم ملتقى للتانغو في العالم".

وتقام بطولة العام 2020 التي توجه تحية إلى دور المرأة في رقص التانغو في مدينة شبه مشلولة بسبب القيود، فيما تضربها في الصميم أزمة اقتصادية. وقد أسفرت الجائحة عن أكثر من سبعة آلاف وفاة، من أصل 340 ألف إصابة مسجلة غالبيتها في العاصمة. ويبلغ عدد سكان البلاد 44 مليون نسمة.

بغية تسهيل المشاركة رغم القيود، سمح المنظمون بمشاركين فرديين، وهو أمر مخالف لجوهر التانغو، رقص العناق بامتياز. ويشارك المتسابقون وهم يضعون الكمامة، وفق التوصيات في الفئات الاعتيادية.

وستتم المشاركة عبر أشرطة فيديو سيختارها أعضاء لجنة التحكيم مسبقاً، لعرضها خلال المراحل النهائية عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيث يمكن للجمهور عندها التصويت. إلا أن المسابقة الافتراضية هذه لا تروق للجميع.

وتقول الراقصة ومصممة الرقص العضو في لجنة التحكيم بانتظام، فيرخينيا فاسكوني، إن "هذا الموضوع يثير جدلاً. تصوير شريط فيديو يمكن توليفه، ومختلف عن الصعود على المسرح أمام لجنة تحكيم". وهي لا تؤيد أيضاً المشاركة الفردية. وتؤكد "التانغو رقصة لشخصين، ولا يمكن أن نتوج بطلاً واحداً. وبعد ذلك يتوجه إلى (ميلونغا) ويتبين لنا أنه عاجز عن الرقص مع شخص آخر".

في بوينس آيرس حيث يستمر إغلاق قاعات التمارين ولا يمكن لمصممي الرقص والطلاب الالتقاء، يشعر الراقصون المحليون بأنهم في وضع أصعب من المشاركين من دول أخرى غير خاضعة للقيود نفسها. وتقول فيرخينيا فاسكوني: "لا صدقية إطلاقاً لأن يكون الشخص بطلاً افتراضياً".

بطولة العالم للتانغو والمهرجان الذي يرافقها هما عادة فرصة فريدة للعمل لأوساط راقصي التانغو، الذي أدرج في "قائمة التراث غير المادي للبشرية" العام 2009. كذلك، تهمل النسخة الإلكترونية من البطولة مئات الفنانين الأرجنتينيين الذين يطالبون اليوم بمساعدة.

ويقول رئيس "جمعية منظمي الميلونغا" خوليو بازان: "نمر بمرحلة حساسة جداً، حيث أوساط التانغو الثقافية تغرق والعمل غير متوافر". وتنتقد الجمعية تنظيم هذا المهرجان الافتراضي. ويشدد بازان: "هذا سخيف. الحري بهم أن يوزعوا ميزانية المهرجان على الأشخاص الذين يسهرون على استمرار التانغو في 191 (ميلونغا) في بوينس آيرس ويزورها مليون شخص سنوياً، مما يعزز السياحة".

(فرانس برس)

المساهمون