اغتيال سليماني يجدد المخاوف على إمدادات النفط

اغتيال سليماني يجدد المخاوف على إمدادات النفط

04 يناير 2020
قلق على مراكز الإنتاج النفطي(حيدر محمد علي/ فرانس برس)
+ الخط -
فتح اغتيال الولايات المتحدة قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، فجر الجمعة، على طريق مطار بغداد، الباب مجدداً أمام عرقلة إمدادات النفط العالمية، في حين صعدت عقود برنت نحو أعلى مستوى في ثلاثة شهور ونصف عند 69.5 دولاراً للبرميل.

وتصاعدت المخاوف المرتبطة بتهديدات إيران حول إغلاق مضيق هرمز، وهو أحد السيناريوهات التي قد تلجأ إليها طهران للرد الاقتصادي على عملية الاغتيال عبر تعطيل الإمدادات النفطية من دول الخليج إلى العالم.

وبلغ معدل التدفق اليومي للنفط في المضيق 21 مليون برميل يوميا في 2018، ما يعادل 21% من استهلاك السوائل البترولية على مستوى العالم، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، مما يجعله أكبر ممر مائي في العالم.

ومنذ مايو/ أيار الماضي، تعرضت ناقلات نفط وطائرة تجسس أميركية للهجوم، بالقرب من المضيق، الذي يدفع تعطيل الإمدادات من خلاله إلى ارتفاع تكاليف الشحن، وصعود أسعار الطاقة العالمية. ومرارا، هددت إيران بتعطيل شحنات النفط عبر مضيق هرمز، ما يحدث تداعيات صادمة للهند والصين وعشرات البلدان الأخرى التي تستورد النفط الخام في الشرق الأوسط بكميات كبيرة.

كذلك، يهدد اغتيال سليماني باحتمالية تصاعد مظاهرات لأنصار إيران في العراق، وتعطيل مراكز الإنتاج أو التصدير النفطي، في البلد المصنف كثاني أكبر منتج للنفط الخام في منظمة أوبك بعد السعودية بمتوسط 4.6 ملايين برميل يوميا.

وما تزال احتمالية تعطيل، ولو مؤقتا، في إمدادات النفط العالمية عبر مضيق باب المندب غرب اليمن، قائمة، كأحد الخيارات الممكنة أمام طهران، من خلال جماعة الحوثي عبر الطائرات المسيرة. وكانت جماعة الحوثي تبنت في سبتمبر/ أيلول الماضي، هجمات على منشأتين نفطيتين سعوديتين هما "بقيق" و"خريص"، تتبعان شركة أرامكو، وتسببت بتعطيل إنتاج 5.6 ملايين برميل يوميا للمملكة.

ورأت وكالة الأنباء الدولية "بلومبيرغ" في تقرير سابق، أن خيار تعرض ناقلات النفط لهجمات طائرات مسيرة ليس مستبعدا، "لأن الطائرات المسيرة وصلت إلى أطراف الرياض في هجمات سابقة". وفي 2018، ظهرت توترات في مضيق باب المندب، بعد استهداف جماعة "الحوثي" ناقلتي نفط سعوديتين، ما ألحق أضرارا طفيفة بإحداهما، دون أي انسكابات للنفط الخام في البحر. وتنتج منطقة الخليج العربي إلى جانب إيران، نحو 23 مليون برميل من النفط يوميا، تشكل نسبتها قرابة 23% من إجمالي الطلب العالمي على الخام المقدر بنحو 100 مليون برميل يوميا.

أما في التداعيات المباشرة، فقد قفزت أسعار النفط أكثر من ثلاثة دولارات الجمعة، وسجل خام برنت 69.5 دولاراً للبرميل، في أعلى مستوياته منذ منتصف سبتمبر/ أيلول عندما هوجمت منشأتان نفطيتان سعوديتان. وزاد خام غرب تكساس الوسيط 2.53 دولار أو 4.1% إلى 63.71 دولاراً للبرميل.

كذا، أشارت وزارة النفط العراقية إلى أن العشرات من المواطنين الأميركيين العاملين لدى شركات النفط الأجنبية في مدينة البصرة النفطية بالجنوب يستعدون لمغادرة البلاد الجمعة. وأكد مسؤولون نفطيون عراقيون أن الإجلاء لن يؤثر على العمليات ولا الإنتاج أو الصادرات. وتتولى شركات نفط أجنبية عملاقة الاستثمار في مجال النفط في البصرة، من بينها إكسون موبيل الأميركية.

وتوقع هنري روم محلل شؤون إيران لدى أوراسيا لوكالة "رويترز" أن تستأنف إيران التضييق على حركة الشحن التجاري في الخليج، وربما إجراء تدريبات عسكرية لتعطيل الشحن مؤقتا.

وصنفت إيران قبل العقوبات الأميركية في أغسطس/ آب 2018، كثالث أكبر منتج للنفط في أوبك، بمتوسط إنتاج 3.85 ملايين برميل يوميا، لكنها تراجعت حاليا إلى المرتبة الخامسة.
كذا، صعدت عقود الذهب الآجلة في تعاملات الجمعة، لأعلى مستوى في 4 شهور، وسجلت العقود الآجلة للذهب تسليم فبراير/ شباط ارتفاعاً بنسبة 1.25% أو 19 دولارا إلى 1547.15 دولارا للأونصة (الأوقية). وتوجه متعاملون إلى صناديق الاستثمار المقومة بالمعدن الأصفر، عقب إعلان اغتيال سليماني، تخوفا من ردة فعل إيرانية تؤثر على الصناديق المقومة بالعملات الأجنبية الرئيسية.

كما صعدت أسعار الذهب في التعاملات الفورية 0.93% أو ما يعادل 14.19 دولارا إلى 1543 دولارا للأوقية. كذا، ارتفع سعر صرف الين الياباني 0.47% إلى 108 أمام الدولار، وهو أعلى مستوياته في شهرين أمام الدولار.

ويعتبر الين الياباني في مقدمة أهم عملات الملاذ الآمن، بفضل فائض الحساب الجاري ما يضع اليابان كأكبر دولة دائنة في العالم، كما أن اقتصادها قوي يعتمد على الصناعة والتجارة ما يجعل الطلب أكبر على عملتها مما يعطيها البريق والزخم حتى في أصعب الفترات.