اعتماد التعليم عن بعد بسبب كورونا يثير جدلاً في المغرب

اعتماد التعليم عن بعد بسبب كورونا يثير جدلاً في المغرب

23 اغسطس 2020
هل مدارس المغرب جاهزة لاستقبال التلاميذ؟ (عبد الحق سنة/فرانس برس)
+ الخط -

أثار قرار وزارة التربية الوطنية المغربية باعتماد "التعليم عن بعد" صيغةً لبدء الموسم الدراسي الجديد، المقرر أن ينطلق في 7 سبتمبر/أيلول، جدلا شعبيا واسعا، خصوصا أن القرار ينص على توفير "تعليم حضوري" للطلاب الذين يختار أولياء أمورهم تلك الصيغة.

وانقسم المغاربة بين مؤيد ورافض للقرار الصادر ليل السبت، بعد أيام من الغموض الذي لف مصير العودة المدرسية بسبب الوضع الوبائي المقلق، والارتفاع الكبير في عدد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا.

وطيلة الأيام الماضية، عاشت أسر آلاف التلاميذ والأوساط المهنية والتربوية مخاوف من عدم حسم الوزارة مسألة النموذج التعليمي، الذي سيجرى اتباعه في ظلّ حالة صحية استثنائية فرضها تفشّي فيروس كورونا، وهو الانتشار الذي زاد بشكل لافت مع المرحلة الثالثة لتخفيف الحجر الصحي.

واعتبر الناشط محمد علال الفجري أن توفير وزارة التربية خياري التعليم عن بعد والتعليم الحضوري "صيغة عملية، وفي الوقت ذاته تتخلص من بعض الانتقادات الفجة والمتحاملة التي تنطوي على بعض المزايدات، خصوصا من بعض الموظفين الذين يريدون المكوث في بيوتهم مع تقاضي أجورهم".

في المقابل، علق الأستاذ الجامعي سعيد حاجي على القرار بالقول: "ربما تكون الحقيقة في مكان آخر غير التعليم الحضوري أو التعليم عن بعد. الحقيقة أن نظامنا الصحي ضعيف جدا إلى درجة عدم قدرته على ضمان دخول مدرسي في الحد الأدنى من شروط الوقاية، والقدرة على احتواء أي تفش للوباء في وسط مدرسي. الحقيقة أن 200 حالة حرجة جعلت الدولة تائهة بين خطط عديمة الجدوى. الحقيقة هي أن كورونا مجرد أزمة من أزمات كثيرة قد تعري واقع البلاد أكثر فأكثر".

ربما تكون الحقيقة في مكان آخر غير التعليم الحضوري أو التعليم عن بعد... الحقيقة هي أن نظامنا الصحي ضعيف جدا إلى درجة عدم...

Posted by Said El Hajji on Saturday, 22 August 2020

وقال الناشط الحقوقي الصديق كبوري إن "توفير تعليم حضوري بالنسبة للمتعلمين الذين يعبر أولياء أمورهم عن اختيار هذه الصيغة دعوة لتسليع التعليم، وخدمة صريحة للتعليم الخاص". ورأى محمد مصلح أن بيان وزارة التربية "ليس بيانا عبثيا كما وصفته الغالبية. البيان باختصار هو عنوان للبيروقراطية الإدارية المتشددة، والتي تجعل المسؤول يتهرب من مسؤوليته، ويرميها إلى المسؤول الأعلى منه؛ وهكذا دواليك. المسؤول في المغرب دائما يتخذ القرارات الملتوية التي يسعى من خلالها إلى تحميل المسؤولية لطرف آخر".

بدورها، كتبت الصحافية سارة الطالبي: "الحقيقة أنه لم تكن لديهم الجرأة للاعتراف بأن المنظومة التربوية غير قادرة لا على التدريس عن بعد ولا عن قرب في ظل الجائحة. ما أفسدته السنون لن يصلحه بيان".

الحقيقة أنه لم تكن لهم الجرأة للاعتراف بأن المنظومة التربوية غير قادرة لا على تدريس عن بعد ولا عن قرب في ظل الجائحة.. ما أفسدته السنين لن يصلحه بلاغ ليلة..

Posted by Sarah Talbi on Sunday, 23 August 2020

وعلق المخرج المغربي، إدريس الروخ، بطرح سؤال: " التعليم نهاية أم بداية النهاية؟"، في حين اعتبر مدير قناة "المغربية" الحكومية، عبد الصمد بنشريف، أن "القرارات المصيرية ذات البعد الاستراتيجي يجب أن تخضع لتفكير عميق واستشارات موسعة، وأن تحسب الخطوات بالميزان تفاديا للارتجال والتشويش والتخبط، خاصة في السياقات الاستثنائية". 

في حين يرى الصحافي الحاج علال أنه "لا حل إلا بالتجند الحقيقي، سلطات ومجتمعا، لمحاصرة الفيروس. ما دون ذلك من نقاش حول التعليم الحضوري أو عن بعد إضاعة للوقت".

التعليم وأزمة القرار.. لا حل إلا بالتجند الحقيقي سلطات ومجتمع لمحاصرة الفيروس.. وما دون ذلك من نقاش حول الحضوري او عن بعد إضاعةالوقت

Posted by Lhaj Allal Amrani on Sunday, 23 August 2020 

المساهمون