اعتصام بغزّة لأهالي المفقودين في قوارب الهجرة بالمتوسط

06 سبتمبر 2015
الأهالي لا يعرفون شيئاً عن مصير أبنائهم(عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -

ما زال الألم الممزوج بالخوف يعتصر قلب المواطنة الفلسطينية أم خليل لظن (48 عاماً)، منذ أن انقطعت أخبار ابنها الشاب مهند قبل نحو عام من الآن، بعدما غرق القارب الذي كان على متنه برفقة عشرات المهاجرين الفلسطينيين والسوريين، أثناء إحدى رحلات الهجرة إلى أوروبا.

وشاركت أم خليل في وقفة احتجاجية، أقيمت أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، غرب مدينة غزة، اليوم الأحد، بدعوة من لجنة أهالي المفقودين، الخاصة بذوي نحو 130 شخصاً من سكان قطاع غزة كانوا على متن قارب انطلق من مدينة الإسكندرية، فجر يوم 7 سبتمبر/ أيلول 2014، ولكنه غرق قرب السواحل الإيطالية.

وهتف المشاركون في الوقفة، الذين جاؤوا من مختلف مناطق القطاع، بعبارات تدعو للكشف عن مصير أبنائهم المفقودين منذ عام، ولمحاكمة المسؤولين عن غرق القارب الذي كانوا عليه، بعدما أكدت عدة روايات أن القارب تعرّض للإغراق بشكل متعمّد من قبل قارب آخر كان يستقله عدد من المهربين.

وترفض أم خليل التسليم بموت ابنها مهند (31 عاماً) غرقاً في عرض البحر، وفق الأخبار المتداولة دون تأكيدات رسمية، في ظل تمكّن بعض الشبان الذين كانوا على متن القارب المنكوب من النجاة والوصول إلى مراكز الإيواء في الدول الأوروبية القريبة من السواحل الإيطالية.

وأوضحت المواطنة أم خليل لـ"العربي الجديد"، أن ابنها خرج من القطاع بشكل رسمي عبر معبر رفح البري، الخاضع لسيطرة السلطات المصرية، على أثر انسداد فرص العمل في وجهه، مناشدة الأمم المتحدة والمؤسسات الإنسانية بالوقوف عند مسؤولياتهم الأخلاقية والمهنية في الكشف عن مصير الغرقى.

ورفع الأهالي المحتجون صور المفقودين ولافتات تطالب بمعرفة مصيرهم، مثل: "نطالب الرئيس محمود عباس بالكشف عن مصير أبنائنا، من حقي أن أعرف أين أخي، سنواصل حراكنا حتى الاستجابة لمطالبنا المشروعة".

اقرأ أيضاً: غرق نحو 200 مهاجر قبالة سواحل ليبيا

وبجوار أم خليل وقفت المواطنة أم تامر الجيزاوي تحت أشعة الشمس الحارقة، رافعة صورة ابنها المفقود تامر (26 عاماً)، متهمة في الوقت ذاته، الجهات الرسمية الفلسطينية كافة بـ"التخاذل" وعدم اتخاذ خطوات عملية وعاجلة على صعيد معرفة مصير المفقودين ومحاسبة المسؤولين عن إغراق القارب الذي كان عليه ابنها.

وبيّنت أم تامر لـ"العربي الجديد"، أن المطلب الأساسي والأول لأهالي المفقودين، هو معرفة مصير ذويهم بشكل رسمي ودقيق، سواء كانوا أحياءً أو في عداد الموتى أو ربما أسرى في سجون إحدى الدول المجاورة لخط سير رحلة الهجرة التي خرجوا فيها.



بدوره، ذكر منسّق لجنة المفقودين، سمير عصفور، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن المنظمات الدولية المهتمة بحقوق الإنسان واللجنة الدولية للصليب الأحمر، لم تتخذ أي خطوات فعالة من أجل معرفة التفاصيل الدقيقة والصادقة لما حدث للقارب الغريق، وما هو مصير من كانوا عليه.




وحمّل عصفور الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية ما حل بقارب المهاجرين، بسبب تهالك مختلف مقومات الحياة نتيجة للحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ قرابة تسع سنوات، بالتزامن مع اندلاع ثلاث حروب عسكرية ضاعفت من معاناة السكان ودفعت بعض الشباب والعائلات للهجرة خارج القطاع.




اقرأ أيضاً: "قاربُ الموت" يقتل 15 غزياً

دلالات