اعتداءات واعتقالات في القدس ومواجهات مع الأمن الفلسطيني بجنين

اعتداءات واعتقالات في القدس ومواجهات مع الأمن الفلسطيني بجنين

17 يوليو 2014
من مواجهات نابلس أمس (فرانس برس/getty)
+ الخط -

شنّت قوات الاحتلال حملة اعتقالات استهدفت المقدسيين، منذ فجر اليوم الخميس، تزامناً مع اقتحام متطرفين للمسجد الأقصى بقيادة الحاخام المتطرف إيهودا غليك، في حين شهدت مدينة جنين شمالي الضفة الغربية مواجهات بين شبان متضامنين مع غزّة والأمن الفلسطيني.

ونفذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات في عدد من أحياء البلدة القديمة في القدس ومحيطها، خصوصاً في حارتي السعدية وباب حطة، والطور والصوانة ورأس العمود، وسلوان، اعتقل خلالها 21 شاباً. كما اعتقلت قوات الاحتلال، شابين من بلدة العيسوية شمالي شرق القدس، خلال مواجهات عنيفة شهدتها البلدة، أصيب خلالها خمسة شبان بالرصاص المطاطي، ليرتفع عدد المعتقلين منذ اندلاع المواجهات قبل نحو أسبوعين إلى 201 معتقل، تم تقديم لوائح اتهام لـ45 منهم.

في هذه الأثناء، ساد التوتر الشديد باحات المسجد الأقصى بعد اعتداء جنود الاحتلال بوحشية على عشرات المواطنين، غالبيتهم من المرابطات، والذين تصدّوا لمجموعة من المتطرفين اليهود اقتحمت باحات الأقصى، منذ ساعات الصباح.

وقال أحد حراس المسجد الأقصى، فضل عدم ذكر اسمه لـ"العربي الجديد"، إنّ جنود الاحتلال اعتدوا على النساء بالقرب من باب السلسلة، كما اعتقلوا أحد حراس الأقصى، ويدعى يعقوب الخالص. وأشار إلى أنّ الجنود أغلقوا عدداً من بوابات الأقصى في أعقاب ذلك، كما فرضوا قيوداً على دخول المصلّين إليه.

كما واصل المستوطنون اقتحاماتهم للمسجد الأقصى صباح اليوم، بقيادة الحاخام المتطرف ايهودا غليك، في وقت فرضت فيه قيوداً مشددة على دخول المصلين المسلمين. وكانت شرطة الاحتلال قد أفرجت في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء، عن اثنين من مسؤولي الحراسة في الأقصى، هما: أشرف أبو أرميلة، وطارق أبو صبيح، بعد احتجازهما لساعات، على خلفية تصديهما لمستوطنة متطرفة حاولت الاعتداء عليهما خلال تواجدها في باحات الأقصى.

من جهة ثانية، هاجم شبان مقدسيون في ساعة مبكرة من صباح اليوم مستوطناً متطرفاً في البلدة القديمة من القدس، بعد تحرشه بمواطنين هناك، وأوسعوه ضرباً، قبل أن تتدخل شرطة الاحتلال وتعتقل ثلاثة منهم.

مواجهات مع الأمن الفلسطيني في جنين

واندلعت ليلة الأربعاء، مواجهات بين متظاهرين فلسطينيين وقوات الأمن الفلسطيني المتمركزة على شارع الناصرة المؤدي إلى حاجز الجلمة الإسرائيلي شمالي جنين، والتي أغلقت الشارع، على بعد 500 متر من الحاجز لمنع الشبان من الوصول إليه.

وأطلقت قوات الأمن الفلسطيني قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين، الذين ردوا بإلقاء الحجارة والزجاجات الفارغة باتجاه عناصر الأمن، وتسببت قنابل الغاز في اختناق عدد من المواطنين الذين يسكنون في منطقة المواجهات.

وقال شاهد عيان شارك في إخلاء عائلة مصابة، لـ"العربي الجديد" "قمنا بنقل 12 من النساء والأطفال، من عائلة علاونة في جنين، إلى بيت آخر بعيد عن الأحداث، ثم توجهنا إلى الأمن وطلبنا منهم عدم إلقاء القنابل بين المنازل، فقالوا لنا إنهم سيطردون المتظاهرين إلى داخل المدينة".

وأضاف الشاهد، الذي فضل عدم ذكر اسمه "سقطت إحدى قنابل الغاز داخل مكاتب شركة للمياه المعدنية تملكها عائلة علاونة، ما أدى، أيضاً، إلى إصابة ثلاثة عمال بالاختناق".

وكانت حركة "فتح" في مخيم جنين قد دعت إلى تظاهرة سلمية تضامناً مع قطاع غزة، غير أن الحركة قامت بتأجيل التظاهرة خوفاً من التصادم مع الأمن.

وعلى إثر مشاهد الأطفال الأربعة الذين قتلتهم قوات الاحتلال على شاطئ غزة، نزل الناس في جنين ومخيمها إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم، فتوجه عدد منهم إلى حاجز الجلمة قبل أن تمنعهم قوات أمنية فلسطينية من الوصول.

وقال مصدر مطلع لـ"العربي الجديد" إن "غالبية المشاركين في المسيرة التي توجهت إلى حاجز الجلمة ينتمون إلى حركة "الجهاد الإسلامي" في مخيم جنين، خصوصاً بعد تأجيل حركة "فتح" مسيرتها بضغط من جهات عليا في جنين".

في هذه الأثناء، سُمع دوي إطلاق نار كثيف في مركز مدينة جنين بعدما صدّ الأمن المتظاهرين وطردهم إلى داخل المدينة، ولم يعرف مصدره، غير أنّ "العربي الجديد" علم أنّ "الشرطة عممت عبر جهاز اللاسلكي تحذيراً يفيد بوجود مسلّح واحد بين المتظاهرين الغاضبين".

المساهمون